«في غاية اللطف».. موسكو تهاجم بايدن قبل شهر من توليه مهامه
قبل شهر من تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، هاجمت موسكو، الأربعاء (23 كانون الأول/ ديسمبر 2020)، الادارة الأميركية المقبلة، التي وصفتها بـ”المعادية لروسيا”، بعد تصريحات شديدة اللهجة أدلى بها الرئيس المنتخب.
في حديث لوكالة أنباء انترفاكس أعلن نائب وزير الخارجية الروسي المكلف العلاقات مع الولايات المتحدة، سيرغي ريابكوف، “لا نتوقع أي شيء جيد”. وأضاف “سيكون غريباً توقع أمر جيّد من أشخاص بنى الكثير منهم مسيرتهم المهنية على «روسيافوبيا» عبر صبّ الشرّ على بلدي”.
وقبل ساعات توعد الرئيس المنتخب، الثلاثاء، بالرد على الهجوم الالكتروني الكبير على بلاده، وحمّل روسيا مسؤوليته. وهدد قائلا “عندما سأتبلغ بمدى الأضرار وهوية المسؤولين، فليتأكدوا من أننا سنرد”. كما انتقد دونالد ترامب لتقليله من شأن الدور المفترض لروسيا في الهجوم، بعد أن ندد أعضاء في إدارته بمسؤولية موسكو في الهجمات التي استهدفت وكالات فدرالية في الولايات المتحدة.
وفرضت واشنطن مجموعة عقوبات على روسيا خصوصا بسبب عمليات القرصنة الالكترونية واتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016.
ايران ونزع الاسلحة
ويعتبر المعسكر الديموقراطي أن موسكو بذلك قصارى الجهد لانتخاب ترامب، في حينها، واتُهم أوساطه بالتواطؤ مع الروس.
ويأتي هذا التبادل في حين يتعين على الدبلوماسيين الروس والاميركيين معالجة عدة ملفات لدى تولي بايدن مهامه في 20 كانون الثاني/ يناير.
وعلى رأس القائمة، تجديد معاهدة “نيو ستارت” لنزع الأسلحة التي ينتهي العمل بها في شباط/ فبراير، آخر اتفاق ثنائي كبير ينظم قسما من الترسانات النووية للخصمين الجيوسياسيين.
والملف الآخر هو انقاذ الاتفاق حول النووي الايراني. ويراهن الموقعون على الاتفاق على بايدن للعودة الى هذه الوثيقة كما وعد، بعد الجهود التي بذلتها ادارة ترامب لوضع حدّ له. والوقت يداهم في حين تبتعد طهران أكثر فأكثر عن التزاماتها.
واعتبر ريابكوف أن موسكو يجب أن تجري “حواراً انتقائياً” مع الولايات المتحدة، يشمل فقط “المواضيع التي تهمّنا”. وإيران ومعاهدة نيو ستارت من ضمن أولويات روسيا المعلنة.
“احتواء كامل”
وقال ريابكوف إنه بالنسبة لسائر الأمور يجب أن تكون هناك سياسة “احتواء كامل للولايات المتحدة، في كافة الاتجاهات، لأن السياسة الأميركية حيال روسيا معادية بشكل عميق”. واستبعد ان تبادر روسيا وتتصل بـ”فريق بايدن الانتقالي”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المح الى ان وصول رئيس جديد الى البيت الابيض لا يوحي بأجواء تهدئة. وكان بوتين من القادة القلائل في العالم الذين انتظروا تصويت الهيئة الناخبة الأميركية في 14 كانون الاول/ ديسمبر لتهنئة الرئيس المنتخب، اي بعد ستة اسابيع من الاقتراع، بحجة رفض دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته.
والاسبوع الماضي اعلن بوتين، خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير، انه يأمل في تسوية مع الادارة الاميركية الجديدة “على الاقل قسم من المشاكل” القائمة بين البلدين، لكنه سرعان ما عاد الى خطابه المعهود. وكان الرئيس الروسي هاجم الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، منتقدا “عدائية” الغرب حيال روسيا “اللطيفة” بالمقارنة.
وقال “مَن «هادئ ولطيف؟» ومَن عدائي؟” مكررا سؤال صحافية في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) “نعم مقارنة بكم اننا «في غاية اللطف»”. وأضاف “لسنا عدائيين. ربما لسنا لطفاء لكننا، اقله، اكثر ميلا للحوار ولإيجاد حلول عبر التسوية”.
AFP