تنصيب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.. بايدن يدعو للوحدة وقادة العالم يهنئون
دعا جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة في خطابه، عقب أداء القسم، إلى “الوحدة” في بلد عصفت فيه أزمات شديدة مع نهاية ولاية دونالد ترامب، مزّقت الأميركيين وهزت العالم. وقادة العالم يهنئون بايدن.
وأدى الرئيس الأمريكي الجديد القسم، وقال بايدن -كما تنص صيغة أداء اليمين- فيما يضع يده على الكتاب المقدس أمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس،: “أنا، جوزيف روبينيت بايدن جونيور، أقسم بأنني سأؤدي بأمانة واجبات رئيس الولايات المتحدة، وأنني سأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه”.
وفي خطاب استمر قرابة عشرين دقيقة، أشاد بايدن (78 عاما)، الذي أصبح أكبر رئيس أميركي، بـ”يوم الولايات المتحدة ويوم الديموقراطية ويوم الأمل”، بعد ساعات قليلة من مغادرة دونالد ترامب واشنطن. وقال وسط تصفيق الضيوف القلائل الذين اختيروا بعناية لحضور المراسم بسبب وباء كوفيد-19 “الديموقراطية ثمينة والديموقراطية هشة، واليوم انتصرت الديموقراطية يا أصدقائي”.
وأضاف “أعلم أن القوى التي تفرقنا عميقة وحقيقية”، مكررا الدعوات إلى “الوحدة” في هذا الخطاب الذي يتناقض مع الخطاب القاتم والعدائي الذي أدلى به سلفه الجمهوري في المكان نفسه قبل أربع سنوات.
وبعد دقائق قليلة، دعا البابا، فرنسيس، جو بايدن إلى العمل من أجل المصالحة والسلام في الولايات المتحدة “وبين دول العالم”.
وهنّأت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، بتوليه المنصب، معربة عن تطلّعها إلى فتح “فصل جديد” في العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة. وجاء في تغريدة أطلقها المتحدث بإسمها، شتيفن زيبرت، أن ميركل توجّهت إلى كل من بايدن ونائبته، كامالا هاريس، بـ”أحر التهاني”، واصفة التنصيب بأنه “احتفال بالديموقراطية الأميركية”. ونقل المتحدث عن المستشارة الألمانية قولها: “أتطلّع إلى فصل جديد من الصداقة والتعاون” بين ألمانيا والولايات المتحدة.
أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقال له “مرحبا بعودتك” إلى اتفاق باريس للمناخ. وسيبقى هذا اليوم مشهودا في الولايات المتحدة، خصوصا مع تولي امرأة منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. وكامالا هاريس (56 عاما) هي أول امرأة ذات بشرة سمراء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
ومع أنه تمنى أخيرا حظا موفقا لإدارة بايدن في رسالة فيديو، فإن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لم يهنئ أبدا الرئيس المنتخب، ولم يذكره بالإسم وقرر عدم حضور مراسم أداء اليمين لخلفه، وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاما.
وغادر ترامب البيت الأبيض، صباح الأربعاء، قبل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية وأداء جو بايدن اليمين، متحدثا بشكل مقتضب عن ولاية “رائعة امتدت لأربع سنوات” تمثل “شرف العمر” واعدا أنصاره بأنه “سيعود بطريقة أو أخرى”، فيما حضر خلفُه قداسا جمع ديموقراطيين وجمهوريين.
وغادر ترامب الذي داس على كل الأعراف خلال فترة ولايته، ورفض الاعتراف بهزيمته لأكثر من شهرين، من دون أن يلتقي خلفه. لكن قبل مغادرته، اختار احترام تقليد واحد وهو ترك رسالة لجو بايدن، لم يتم الكشف عن محتواها.
وكان باراك أوباما، وجورج بوش، وبيل كلينتون، في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديموقراطي، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفدرالية.
ويعتزم بايدن، بعد نصف قرن من الحياة السياسية، أن يُبرز، اعتبارا من اليوم الأول، الفارق الكبير -في الجوهر كما في الشكل- مع رجل الأعمال النيويوركي. وحضر بايدن في خطوة رمزية لـ”المصالحة” و”الوحدة” اللتين ينوي تحقيقهما، صباح الأربعاء، فيما كان سلفه متوجها إلى فلوريدا، قداسا في كاتدرائية سانت ماتيو في واشنطن برفقة مسؤولين ديموقراطيين وجمهوريين في الكونغرس.
وحذّر بايدن، الذي قدم نفسه على أنه رئيس لجميع الأميركيين، من أن الولايات المتحدة التي سجّلت أكثر من 400 ألف وفاة بسبب الوباء، ستدخل “المرحلة الأكثر فتكا من الفيروس”. ودعا الأميركيين إلى وضع اختلافاتهم جانبا لمواجهة “الشتاء القاتم” فيما كان سلفه يقلل باستمرار من خطر الأزمة الصحية.
وسيصدر بايدن 17 أمرا رئاسيا للعودة عن اجراءات اعتمدتها إدارة ترامب، وسيعمد خصوصا الى إعادة الولايات المتحدة الى اتفاقية باريس حول المناخ والى منظمة الصحة العالمية.
وجرى حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى. كما أن إجراءات الأمن المحيطة بالحفل كانت استثنائية. وتم نشر حوالى 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل انحاء البلاد.
وبسبب عدم حضور الحشود، التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة “ناشونال مول” في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن وقف امام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية “المنطقة الحمراء” الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض.
ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على انتهاء ولاية ترامب، حيث رحب قادة الاتحاد الاوروبي بوصول صديق لأوروبا الى الرئاسة في الولايات المتحدة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، قبل تنصيب جو بايدن إن أوروبا “أصبح لديها صديق في البيت الأبيض لبناء ميثاق مؤسسي جديد”.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن ارتياحه لنهاية عهد “طاغية”، في إشارة الى ترامب الذي اعتمد سياسة “ضغوط قصوى” حيال الجمهورية الإسلامية.
AFP | Reuters | DPA