بايدن يحل في البيت الأبيض بعد رحيل ترامب عنه
في أجواء استثنائية حيث جائحة كورونا، وفي ظل رفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المشاركة في مراسم التنصيب، أدى جو بايدن اليمين الدستورية ليكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
غادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، واشنطن، أمس الأربعاء (20 كانون الثاني/ يناير 2021)، للمرة الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة. وإستقل الطائرة الرئاسية مع عدد من أفراد أسرته إلى فلوريدا، حيث سيكون مقر إقامته.
وقال ترامب مخاطبا أنصاره في كلمته الوداعية، في قاعدة أندروز العسكرية: “سأعود بطريقة أو بأخرى”، وأشاد فيها بفترة ولايته قائلا: “كانت أربع سنوات رائعة”، مضيفا “أنجزنا الكثير معا”، و”سنعود بطريق أو بأخرى”. ومن دون ان يسمي بايدن بالإسم، قال إنه يتمنى للإدارة الجديدة “حظا جيدا ونجاحا كبيرا”.
وفي كلمته الأخيرة كرئيس، من أرض مطار قاعدة أندروز الجوية، قدم ترامب الشكر لزوجته ميلانيا وعائلته ولكل من ساعدوه خلال توليه المنصب. وبدا التأثر على أفراد اسرته، ولوحظ أن بعضهم كان يبكي أثناء إلقاء ترامب لكلمته.
رحبت الناشطة البيئية السويدية، غريتا تونبرغ، على طريقتها، بمغادرة ترامب الرئاسة الأمريكية. وكتبت على تويتر: “هو يبدو رجلا مسنا سعيدا جدا، يتحرق لاكتشاف مستقبل مشرق ومذهل. إنه أمر يبعث على السرور”، مرفقة رسالتها بصورة له بوجه قاتم على سلالم طوافته قبيل انتهاء ولايته.
وبعد دقائق قليلة على مغادرة ترامب واشنطن في نهاية ولاية مضطربة من أربع سنوات، قال الرئيس المنتخب، جو بايدن، فيما كان يستعد ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة في المراسم التي أقيمت لتنصيبه في وشنطن: “إنه يوم جديد في الولايات المتحدة”.
وكان يحتفل سكان قرية هندية، ينحدر منها جد كامالا هاريس، بتنصيبها نائبة لرئيس الولايات المتحدة بإطلاق الألعاب النارية وتوزيع الطعام. وجرى توزيع تقويم للعام وعليه صور الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته هاريس في القرية.
هنأ الرئيس السابق، باراك أوباما، نائبه السابق الرئيس المنتخب، جو بايدن، في تغريدة على تويتر قائلا: “تهاني لك صديقي بايدن .. هذا وقتك”.
في هذه الأثناء، أعلنت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية أنه تم إخلاء مبنى المحكمة العليا بعد تلقي تهديدات بوجود قتبلة. وهذا ما أكدته الناطقة بإسم المحكمة، كاثلين أربرغ، أيضا قائلة لوكالة فرانس برس “لقد فتشنا المبنى ومحيطه ولم تحصل عملية إخلاء”.
وفيما غاب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته عن مراسم تنصيب الرئيس المنتخب أكد الرؤساء السابقون أنهم سيشاركون. وبالفعل وصل معظمهم مع زوجاتهم. الرئيس بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وكذلك الرئيس أوباما وزوجته ميشيل، والرئيس الاسبق جورج بوش الابن وزوجته. ووصل نائب الرئيس المنتهية ولايته، مايك بنس، برفقة زوجته إلى حفل تنصيب بايدن وهاريس في واشنطن العاصمة. في المقابل وصل ترامب، الذي لم يحضر الحفل، على متن طائرة الرئاسة في جنوب فلوريدا.
وصل الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في ظل إجراءات أمنية مشددة، إلى مبنى الكابيتول الأمريكي قبل التنصيب، حيث قام أحد الحرس العسكري بتحية القائد الأعلى للقوات المسلحة عند دخوله المبنى الكبير، وكان برفقته زوجته، جيل بايدن، وتبعه نائبة الرئيس المنتخب، كامالا هاريس، وزوجها دوج إمهوف.
وأدت هاريس اليمين الدستورية نائبة للرئيس الأمريكي، لتكون أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى هذا المنصب. ومن ثم أدى بايدن اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
قال الرئيس الأمريكي السادس والأربعون في خطاب القسم إن بلاده تحتفل بالديمقراطية اليوم، وأضاف قائلا: “لقد تعلمنا مرة أخرى أن الديمقراطية ثمينة. الديمقراطية هشة. وفي هذه الساعة ، يا أصدقائي: لقد سادت الديمقراطية!”. وشدد بايدن على الوحدة قائلا إنه سيكون “رئيسا لكل الأمريكيين”، من انتخبه ومن لم ينتخبه، داعيا إلى “بداية جديدة بعد فترة من المرارة والانقسام الحاد”.
وتعهد بايدن، في خطابه الأول كرئيس للولايات المتحدة، بـ”هزيمة” نهج تفوّق العرق الأبيض والتطرف الداخلي، فيما سلم بصحة احتجاجات الصيف الماضي ضد العنصرية ووحشية الشرطة. وقال: “حلم العدالة للجميع لن يتأجل بعد الآن”، مضيفا: “يمكننا أن نفعل أمورا عظيمة عن طريق الوحدة “.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها تتطلع لوجود صديق في البيت الأبيض يمكنه العمل مع أوروبا في مكافحة التغير المناخي والتغلب على جائحة كوفيد-19 والعودة للدبلومسية متعددة الأطراف. ورحبت فون دير لاين، أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية، بتنصيب كامالا هاريس كأول امرأة تشغل منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة.
وكتبت هاريس في أول تغريدة من حساب نائب الرئيس الرسمي على تويتر: “جاهزة للخدمة”. وقد تم تسليم حسابات تويتر الرئاسية الأمريكية الرسمية إلى الرئيس بايدن ونائبته هاريس. وفي أول تغريدة له من الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة، كتب بايدن: “لا يوجد وقت نضيعه عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات التي نواجهها. لهذا السبب، أتوجه الآن إلى المكتب البيضاوي للعمل بشكل صحيح لتقديم إجراءات جريئة وإغاثة فورية للعائلات الأمريكية”.
أبلغ البابا فرنسيس الرئيس الأمريكي بايدن بأنه يدعو الرب ليقود جهوده لإحلال المصالحة في الولايات المتحدة وبين دول العالم. وفي رسالة وجهها للرئيس الجديد عبّر فرنسيس عن أمله أيضا في أن يعمل بايدن صوب مجتمع تسوده العدالة الحقيقية والحرية واحترام الحقوق وكرامة كل شخص، خاصة الفقراء والضعفاء والذين لا صوت لهم.
ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس بايدن إلى “تعزيز التحالف الأميركي الإسرائيلي” و”مواصلة توسيع نطاق السلام” بين إسرائيل ودول عربية. وهنأه نتانياهو لتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، كما هنأ هاريس بتنصيبها نائبة للرئيس.
بدأ بايدن أول يوم عمل له بالتوقيع على ثلاثة مراسيم رئاسية في الكونغرس تتعلق بيوم التنصيب والتعيينات الوزارية ومناصب فرعية بالوزارات.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة أن إدارة ترامب التي اعتمدت سياسة “ضغوط قصوى” حيال بلاده، باتت في “مزبلة التاريخ”، حسب وصفه. ووصف روحاني الرئيس الأسبق ترامب بـ”الطاغية” قائلا إن الأعوام الأربعة التي أمضاها في الحكم “لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم”.
وأعلنت روسيا أنها تأمل بعمل “بناء أكثر” مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد بشأن مسألة تمديد معاهدة “نيو ستارت” للحد من الترسانة النووية، والتي تنتهي مدة سريانها في 5 شباط/ فبراير. وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر بعد تنصيب بايدن “نأمل أن تظهر الإدارة الجديدة موقفاً بناء أكثر إزاء الحوار معنا”.
وتمنى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تغريدة بالانكليزية، لبايدن “كل التوفيق” بعد تنصيبه رئيسا جديدا للولايات المتحدة، مرحّباً بقراره العودة إلى اتفاق باريس للمناخ الذي انسحبت منه واشنطن في عهد ترامب. وقال ماكرون في الرسالة الموجهة أيضا إلى هاريس نائبة بايدن “سنتمكن موحدين، وسننجح في رفع التحديات التي نواجهها. سنتمكن معا من وقف التقلبات المناخية لحماية كوكبنا. إن عودتكم إلى اتفاق باريس للمناخ هي موضع ترحيب”.
وهنأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الرئيس بايدن ونائبته هاريس، متمنيا لهما النجاح في مواجهة التحديات الكبرى. وقال عباس “إننا نتطلع للعمل سويا من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم” بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”. وأكد عباس استعداده لـ”عملية سلام شاملة وعادلة تحقق أماني الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال”.
وتوجّه بايدن، بعد ذلك، إلى مقبرة ارلينغتون العسكرية قرب واشنطن حيث وقف عند ضريح الجندي المجهول، يرافقه ثلاثة من أسلافه. وكان الديموقراطيان بيل كلينتون وباراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن إلى جانبه في هذه المحطة الأخيرة قبل توجهه إلى البيت الأبيض.
وفي هذه الأثناء، ذكر مسؤول بالبيت الأبيض أن بايدن عين، عقب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، دانيال سميث، مدير معهد الخدمة الخارجية، قائما بأعمال وزير الخارجية. ومن المتوقع أن يضطلع سميث بذلك الدور مؤقتا لحين موافقة مجلس الشيوخ على مرشح بايدن، أنتوني بلينكن، لمنصب وزير الخارجية.
وهنّأت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الرئيس بايدن ونائبته هاريس، معربة عن تطلّعها إلى فتح “فصل جديد” في العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة. وجاء في تغريدة أطلقها المتحدث بإسمها، شتيفن زيبرت، أن ميركل توجّهت إلى بايدن وهاريس بـ”أحر التهاني”، واصفة التنصيب بأنه “احتفال بالديموقراطية الأميركية”. ونقل المتحدث عنها قولها “أتطلّع إلى فصل جديد من الصداقة والتعاون” بين ألمانيا والولايات المتحدة.
وأخيرا، وصل الرئيس الـ46 للولايات المتحدة إلى البيت الأبيض ترافقه عائلته بعد مرور ساعات قليلة على أدائه القسم الدستوري. وتقدمت سيارة ليموزين تقلّه خلف فرقة استعراضية ووسط موكب عسكري، باتجاه أطراف المقر الرئاسي في العاصمة واشنطن التي تحوّلت خلال النهار إلى ما يشبه ثكنة عسكرية. واجتاز الرئيس الديموقراطي الأمتار الأخيرة سيراً على الأقدام محاطاً بزوجته جيل وبقية عائلته.