كم نحتاج ان نمشي لتجنّب فقدان الحركة في الشيخوخة؟
التقدم في العمر لا يعني بالضرورة مواجهة المرض وصعوبة الحركة، ففي شبابنا تكون لدينا جميعا الفرصة للاستمتاع بجسم أقوى عند التقدم في العمر، وذلك عبر تغيير بسيط في نمط حياتنا اليومية، والسر يكمن في ممارسة رياضة المشي.
الحديث عن أهمية الرياضة للصحة ليس بالأمر الجديد، ولكن تحديد الكم المطلوب ممارسته للتأثير إيجابا على الجسم هو ما لا يعلمه البعض. وتوصل الباحثون بجامعة نورث ويسترن الأمريكية إلى أن ممارسة رياضة المشي السريع لساعة واحدة إسبوعيا يمكنها مساعدة الجسم في الحفاظ على صحته ولقياته عند التقدم في العمر. ذلك يعني أن عشر دقائق من المشي السريع يوميا يمكنها المساعدة في تجنب ألم التهاب المفاصل وخشونة الركبة والصلابة في الفخد أو الكاحل أو القدم، وفقا للدراسة المنشورة في المجلة الأمريكية للطب الوقائي.
ويعاني ما يُقدّر بحوالي 14 مليون أمريكي من أعراض التهاب المفاصل في الركبة، وهو المرض الأكثر شيوعا من التهاب المفاصل، وفقا لما يذكره موقع جامعة نورثويسترن. ومن كل خمسة حالات من الإلتهاب في مفاصل الجزء السفلي من الجسم، توجد احتمالية أن تسوء حالتان منها لحد المعاناة من صعوبة أو إعاقة في الحركة.
وترى أستاذة الطب الوقائي بكلية الطب في جامعة نورثويسترن، والمشرفة على الدراسة، دورثي دونلوب، أن ذك المقدار المحدود المطلوب من المشي من شأنه “تشجيع كبار السن على البدء في اتباع نمط حياة أكثر نشاطا للحصول على الفوائد الصحية المتعددة من النشاط البدني”، فقد أثبتت الدراسة أن ممارسة رياضة المشي السريع بالكم المطلوب ساعدت كبار السن بالفعل على القيام بمهام الحياة اليومية، مثل الاستحمام أو تغيير الملابس أو عبور الشارع بسرعة بدون الحاجة إلى مساعدة من الأخرين.
واستغرقت الدراسة أربع سنوات، قام الباحثون خلالها بتحليل بيانات أكثر من 1500 شخص مسجلين في المبادرة الوطنية لأمراض العظام في الولايات المتحدة.
ووجد الباحثون أن 24 بالمئة من المشاركين ممن لم يمارسوا، فيما قبل، الكم المطلوب أسبوعيا من النشاط، يعانون اليوم من المشي ببطئ، بينما أكدت مجموعة أخرى تصل لحوالي 23 بالمئة معاناتهم من صعوبة القيام بالأنشطة المعتادة كل صباح.
ولا تقتصر ضرورة ممارسة النشاط لساعة أو ساعتين أسبوعيا على تجنب صعوبة الحركة في الكبر فقط، بل هي تساعد أيضا على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
DW