فتقت وسعيد يزوران الراعي تحضيرًا لإجتماع موسَّع: المؤتمر الدولي لحماية لبنان ورفع الإستقواء بالسلاح
إستقبل البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم (الجمعة 19 شباط/ فبراير 2021)، في بكركي، النائبَين السابقين أحمد فتفت وفارس سعيد.
فتفت
وقال فتفت بعد اللقاء: “لقاؤنا مع البطريرك جاء للثناء على مواقفه وتبنِّينا المواقف تحضيرًا لإجتماع موسَّع مشترك، الأسبوع المقبل، بالتنسيق بين “لقاء المبادرة الوطنية” و”لقاء سيدة الجبل”، لدعم المواقف الوطنية التي تتجاوز أيّ إطار طائفي، وربّما الرسالة مهمّة، اليوم، في ظلّ هذا الجو، بحيث يحاول البعض تطييف المسائل وتحقير الحقوق إلى مستوى متدنّ جدّا، لأنّ المطلوب توفير حقوق جميع اللبنانيين الخائفين من الوضع الإقتصادي والمالي والسياسي”.
أضاف: “تناولنا موضوع المؤتمر الدولي الذي طالب به البطريرك، وهذه النقطة مهمّة عكس ما يدّعي البعض أنّها محاولة إستقواء من الخارج. إنّما، بالعكس، هي محاولة لرفع الإستقواء الموجود، حاليًّا، لدى البعض، وللحفاظ على الأسس التي بُني عليها هذا البلد. في وثيقة الوفاق الوطني، الدستور اللبناني بحرفيّته والقرارات الشرعية العربية والدولية بُنيت على وثيقة الطائف. وهذا الموضوع شُوّه بالتنفيذ، وتم الإستقواء عليه بإستخدام السلاح وترهيب الناس. وبالتالي، الردّ عليه لا يكون إلّا بوحدة وطنية حقيقية، وبالوقوف صفًّا واحدًا بمواقف وطنية تطالب بالمؤتمر الدولي، وهو ليس للتدخّل في شؤون لبنان، بل لحماية حقوق اللبنانيين، وتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وإحترامها والحفاظ عليها”.
وتابع: “أمس، تأكّدنا، للأسف، أنّنا، من دون تحقيق دولي، لن نصل إلى أيّ نتيجة في موضوع المرفأ، فقد دُمّرت العاصمة وسقط أكثر من مائتي قتيل و6000 جريح ووقعت أضرار هائلة. والبعض يقول لنا إنتهى التحقيق، وتبيّن لنا أنّنا لن نصل إلى نتيجة لأن الضغوط السياسية ستمنع الوصول إلى نتيجة، وترهيب القضاء ومنع التشكيلات القضائية كلّها نوع من الضغوط السياسية تُمارس لعدم الوصول إلى نتيجة”.
وقال: “أضيف، أمس، الإعتداء على حرية الإعلام ومحاولة تدجينه عبر لجنة الإعلام في مجلس النواب، وهذا المجلس دوره تشريعي للحفاظ على حرية الإعلام وحمايته، وليس لتخويفه وترهيبه ومنع بثّ بعض المحطات في مناطق معينة”.
وسأل: “هل إلى هذا الحد نخاف من حرّيّة الرأي، من الحقيقة، وبعدها ندّعي أنّنا أقوياء ونصمد في وجه كل العالم؟”.
أضاف: “رسالتنا هي رسالة وحدة وطنية والدفاع عن المؤسسات التي حقّقت الجمهورية اللبنانية الثانية، والتي يجب أن نسعى إلى أن تكون، كما يحبّ اللبنانيون جميعًا، وفق حقوقهم من دون الإستثناء”.
وردًّا على سؤال، قال: “الوضع، اليوم، يتجاوز الإنتخابات الرئاسية والنيابية، وسبق لقوى 14 آذار أن كان لها لديها أكثرية في مجلس النواب ولم تستطع فعل شيء، وكان هناك إستقواء لـ«حزب الله»، واليوم بات الإستقواء أكبر، ويكفي «حزب الله» أن يكون لديه نائب أو وزير ليفرض هيمنته بالتخويف وصولًا إلى الإغتيالات. ونحن في حاجة إلى جرأة الموقف، وسمعنا كلامًا للأمين العام للحزب، السيّد حسن نصر الله، يستغرب فيه: «معقول يتّهموننا بالإغتيالات!». أقولها بكل صراحة: نعم، يا سيّد حسن، أنا أتّهمك لسبب بسيط، ويمكنك رفع هذه التهمة بأمور بسيطة: فليسلم إلى القضاء قاتل الشهيد سامر حنّا، والى القضاء الدولي سليم عياش الذي دين بإغتيال رفيق الحريري، وعندها لا نقول أنّه إرهابي وقاتل. وما دام يحمي القتلة، وصولًا إلى قتلة لقمان سليم وغيره من كل الطوائف، فهذا أكبر دليل عن سبب إتّهام «حزب الله». وإذا أراد رفع التهمة فليرفعها بقراره”.
وردًّا على سؤال، قال: “الإنتخابات ستؤدّي إلى النتيجة نفسها إذا لم يكن هناك تغيير جذري في المفاهيم السياسية وتوازنات اللعبة السياسية، فلا إنتخابات رئاسية ولا إنتخابات نيابية ستؤدي إلى مكان. والمطالبة بإستقالة رئيس الجمهورية ليست مبنيّة على إعادة إنتخابه رئيسًا، إنّما لأنّ كلّ هذه السلطة أصبحت فاشلة في ظل إستقواء «حزب الله» على السياسة اللبنانية وإدارة الدولة، وإذا لم يرفع هذا الإستقواء، فلا نتيجة لكلّ ذلك”.
وهل التغيير ممكن بإنتخابات نيابية مبكِّرة، ردَّ بسؤال: “مَن سيُجري إنتخابات نيابية مبكِّرة؟ هناك طريقة واحدة: إستقالة النواب. وهناك كلمة شهيرة للرئيس نبيه برّي لو استقال 127 نائبا نجري إنتخابات فرعية، إذًا، لا قرار من مجلس النواب ولا أحد يستطيع أن يحل هذا المجلس. مطالبتنا بإستقالة رئيس الجمهورية هي مطلب سياسي لإسقاط السلطة التي يهيمن عليها «حزب الله»”.
وعن التخوف من التمديد لمجلس النواب، قال: “لعبة التمديد لعبة إستمرار للوضع الحالي والإهتراء. هل البلد يتحمّل أكثر؟ وإذا لم نجرِ إنتخابات في وقتها يعني ندمّر البلد كلّيًّا، ولا يمكن الذهاب إلى إنتخابات بأيّ قانون إنتخابات، والقانون الأخير أدّى إلى سيطرة «حزب الله» في مجلس النواب تحت عناوين مختلفة، ويجب أن يكون لدينا قانون إنتخابات يسمح لكل قوى المجتمع المدني أن تتمثّل تمثيلًا صحيحًا على مستوى المحافظات دوائر كبيرة لإنجاز تغيير حقيقي في البلد”.
وعن الهجمة على البطريرك الراعي نتيجة مطالبته بمؤتمر دولي، قال فتفت: “أعتقد أنّ هذه الهجمة كان لها مردود معاكس، وأدّت إلى تثبيت مرجعية هذا الصرح من الناحية الوطنية. وزيارتنا أكّدت أنّ هذا الصرح عابر للطوائف وموقع وطني يجب أن ندافع عنه. وغبطة البطريرك يخوض معركة أساسية واضحة وصريحة، ويجتمع حوله كل الأطراف السياسيين والطوائف. وبالتالي، محاولة التخويف غير مفيدة، والإغتيالات لم تؤدِّ إلّا إلى «صفر خوف». وحسن نصر الله و«حزب الله» يستقويان من طرف واحد على البلد بأجمعه. وكل دعوة أخرى تشبه دعوته في 6 أيار عندما قال: «السلاح يحمي السلاح». واليوم، يقول لنا إذا ذهبتم إلى مؤتمر دولي، أشنّ حربًا أهلية، هل هناك تهديد أو إستقواء أكثر من ذلك؟”.
سعيد
بدوره، قال سعيد: “جئنا لدعم هذا الصرح الذي يجمع كل اللبنانيين ولبنان. إنّ هذا الصرح ليس للمواجهة مع أيّ فريق آخر، وأيّ تباين بيننا وبين أيّ فريق سنقوله خارج هذا الصرح، وبكلّ شجاعة، الإجتماع الذي قال عنه الدكتور فتفت هو للتحضير للقاء الأسبوع المقبل بين “لقاء سيدة الجبل” و”المبادرة الوطنية” ومجموعة واسعة من قادة الرأي من سياسيين ومثقفين واعلاميين من كل الطوائف والمناطق اللبنانية للحضور إلى بكركي وتأكيد دعم الشعب اللبناني بكل فئاته لموقف سيدنا البطريرك الذي يمثّل ما يمثّله في ضمير اللبنانيين والمنطقة”.
أضاف: “هذا الصرح إنطلقت منه فكرة الدولة، والإستقلال، ولبنان الميثاق والدستور، عام 1989، ونداء مجلس المطارنة عام 2000. وقد أتينا، أنا والنائب السابق أحمد فتفت، لنعلن أنّ هذا الصرح لا يمثّل فقط العمق الماروني أو المسيحي، إنما العمق الوطني العابر للطوائف، الجامع لجميع اللبنانيين، وسنأتي، الأسبوع المقبل، لدعم مواقف البطريرك”.
وردًّا على سؤال، قال: “لست مع إنتخابات نيابية مبكِّرة، إنّما مع إنتخابات رئاسية مبكِّرة، ولكن هذا الموضوع نتكلّم عنه وفق سلّم أولويات وخارج هذا الصرح”.
وأوضح أن “بيانًا سياسيًّا مكتوبًا سيصدر، الأسبوع المقبل، عقب الإجتماع برئاسة البطريرك، يمثّل “لقاء المبادرة الوطنية” و”لقاء سيدة الجيل” وكل الشخصيات الحاضرة.