«النهج العار والخياني».. رفضًا للتطاول على البطريرك الراعي الرابطة المارونية تطالب بإستدعاء سفير إيران في لبنان
شجبت “الرابطة المارونية” “بشدّة ما أوردته قناة العالم الإخبارية، وهي قناة إيرانية ناطقة باللغة العربية، من إفتراءات، وإتّهامات باطلة طاولت البطريرك الماروني، مار بشاره بطرس الراعي، ومِن ورائه مَن وما يمثل لبنانيًّا ومسيحيًّا”.
أضافت في بيان: “إن الرابطة المارونية إذ تستنكر بشدّة وتدين ما أوردته القناة المذكورة، ومع إحتفاظها بمراجعة القضاء المختص، تتمنّى على وزير الخارجية والمغتربين إستدعاء السفير الإيراني وإبلاغه رفض لبنان بكل مكوّناته هكذا مواقف”.
الوطنيون الأحرار
وأيضًا، أصدر حزب الوطنيين الأحرار بيانا، أشار فيه الى ما قالته “قناة العالم” وجريدة الأخبار، في “حق نيافة وغبطة البطريرك الماروني حامل صليب لبنان بأكمله”. ومما جاء في البيان:
لهؤلاء نقول مهما علت مراكزكم وتدنّت خطاباتكم لتتطاول على من يريد إعلاء شأن الوطن، لن نسكت. ومهما تنوعّت أساليبكم في التخويف والتهديد لتحوير الحقيقة، لن نسكت.
من هنا يحتفظ حزب الوطنيين الأحرار بحقّه في الإدعاء على الصحيفة المذكورة، ويطالب وزارة الخارجية بإستدعاء السفير الإيراني لتقديم الإعتذار اللازم عما صدر على لسان القناة المشار إليها.
قناة العالم.. إتهامات خطيرة للبطريرك الراعي
شنّت قناة العالم حملة عنيفة على البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث كتبت تحت عنوان: “إبن بطرس على خطى إبن سلمان وإبن زايد.. إلى التطبيع دُر!”، فيما يأتي نصّه:
منذ أربعة عقود، وملوك وأمراء ومشايخ الدول العربية في «الخليج الفارسي»، وإمبراطوريّاتهم الإعلامية التي تنتشر كـ«السرطان،» و”الخبراء والمحلّلون السياسيون” الذين يرتزقون على الدولار النفطي، بالإضافة إلى زعماء الجماعات اليمينية المتطرّفة والإنعزالية في لبنان، الذين أصابهم من الدولار النفطي ما أصابهم، صدعوا رؤوسنا بالتحالف “الاستراتيجي والسري” بين الجمهورية الإسلامية في إيران، وبين “اسرائيل”، ضد العرب!! ولكن، ونحن ندخل في العقد الخامس، فإذا بهذه الجوقة لا تكتفي بالتطبع مع “إسرائيل”، بل تشكّل معها تحالفًا إستراتيجيًّا ضد إيران!!
الملفت أن جميع المطبّعين والسائرين على نهجهم، بدأوا بالحديث، أولًا، عن التعامل بحكمة ومصلحة مع “إسرائيل”، ويجب عدم السماح لـ”المغامرين” بأن يأخذوا قرار الحرب والسلم رهينة، ولا بدّ من الدفاع عن المصالح العليا للدول، وعدم تعريضها لخطر “المغامرات العبثية” لبعض الجهات التي تعتبر نفسها “مقاومة”، وضرورة “حصر السلاح” بيد الدولة، ورفض الإنتماء إلى المحاور وصراعاتها، وإتخاذ جانب الحياد، ولكن، بعد ذلك، بدأوا بالحديث عن السلام، وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من الحروب والويلات، حتى إنتهى الأمر بهم إلى الإرتماء في أحضان “اسرائيل”!!
هذا «النهج العار والخياني» سار عليه جميع المطبّعين العرب، وجميع السائرين على نهجهم. بالامس، إتّهمت السعودية والإمارات، حماس والجهاد وحزب الله والحشد الشعبي وأنصار الله ، بأنها “ميليشيا” وسلاحها غير شرعي، وتعرّض مغامراتهم مصالح الشعوب العربية للخطر، فهم يحاربون من أجل “مصلحة إيران”، وليس القضية الفلسطينية، فإذا السعودية تتحوّل إلى عرّاب لتطبيع الإمارات والبحرين والسودان مع “اسرائيل”.
هذا «النهج العار» يسير عليه، اليوم، خطوة بخطوة، شخص البطريرك “مار بشارة بطرس الراعي”، في لبنان، مدفوعًا بجماعات يمينية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع “إسرائيل” والسعودية والرجعية العربية يقودها (…) سمير جعجع، حيث بدأ بذات الخطاب المكشوف حول “حصر السلاح بيد الدولة”، و”عدم أخذ حزب الله قرار الحرب والسلم رهينة”، و”عدم الإنخراط في سياسة المحاور”، وضرورة إعتماد “سياسة الحياد”، و”تدويل القضية االلبنانية لعجز أبناءها على حل قضاياهم” ، وهي مواقف حذّر من مخاطر مآلاتها، الخيّرون من أبناء لبنان، ومن بينهم تيار قوي ومؤثّر من الطائفة المارونية، الذي يزعم بشارة الراعي تمثيلها.
خوف اللبنانيين من نهاية الطريق الذي إنتهت به هذه المواقف عادة، كان في محله، بعد كلامه عن السلاح والقرار المرتهن والحياد، حيث خرج علينا إبن بشارة ، كما خرج علينا من قبل ابن سلمان وابن زايد وابن خليفة، من على شاشة “الحرة” الامريكية سيئة الصيت، ليعلن جهارًا نهارًا، أنه يؤيد “السلام مع اسرائيل” والتفاهم بين الدول لا الحروب!!
بات واضحًا للجميع، أنّ كل شخص، حتى لو أضفى على نفسه ما أضفى من هالات القدسية، نراه يتعرّض اليوم لسلاح المقاومة ، ويصف المقاومة بأنها “ميليشيا موالية لإيران”، ويحاول أن يلبس لبوس الحكمة والموضوعية، ويتحدّث عن “الحياد” في معركة الوجود مع الصهيونية العالمية، سنراه، حتمًا، في الغد في أحضان “إسرائيل”، ولا إستثناء في هذه القاعدة.