الراعي في عيد الشعانين: بعض المسؤولين أعطى الأولويّة لمصالح دول أجنبية
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، قدّاس الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، “كابيلا القيامة”، عاونه فيه المطرانان حنّا علوان وبيتر كرم؛ أمين سر البطريرك، الأب هادي ضو؛ القيم البطريركي العام، الأب جان مارون قويق؛ رئيس مزار سيدة لبنان حريصا، الأب فادي تابت؛ في حضور رئيس قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، الجنرال ستيفانو دل كول؛ رئيس الإتحاد العمّالي العام، الدكتور بشارة الأسمر؛ السفير جورج خوري؛ قنصل جمهورية موريتانيا، ايلي نصار؛ رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية، الدكتور الياس صفير؛ وعدد من المؤمنين إلتزموا الإجراءات الوقائية.
بعد مباركة أغصان الزيتون وتلاوة الإنجيل المقدَّس، ألقى الراعي عظة بعنوان “إستقبل الشعب يسوع ملكًا بأغصان النخل”، ومما جاء في عظته حول الأوضاع اللبنانية أنه قال:
يا ليت المسؤولين السياسيين عندنا، المُمسكين بسلطان الحلّ والربط بشأن تأليف الحكومة والبدء بالإصلاحات وعملية الإنقاذ الإقتصادي والمالي، يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت، بل يبكّت ضمائرهم!
ويا ليتهم يسمعون لصوت الشعب الذي لا يسكت، وهو مصدر سلطتهم وشرعيتهم، ويا ليتهم يسمعون صوت المليونَي فقير من شعبنا الذين لا يسكتون عن حقهم في كفاية العيش الكريم! ويا ليتهم يسمعون لصوت شبابنا الذين لا يسكتون مطالبين بمستقبل لهم في الوطن لا في البلدان الغريبة!
لقد كان بمقدور الجماعة السياسية أن تغيّر نظرة الشعب إليها وتعوّم دورها، لو إستيقظت على الواقع وعدّلت بسلوكها وعملت على إنقاذ لبنان، وخصوصًا بعد تفجير مرفأ بيروت.
لكن معظم المسؤولين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة، حتى أنّ بعضهم أعطى الأولوية لمصالح دول أجنبية ولم يسألوا عن مصير الشعب الذي إنتخبهم، فسقطوا وأكّدوا أنّهم غير صالحين لقيادة هذا الشعب الذي ضحّى في سبيل لبنان، وإستشهد أفضل شبابه وشاباته من أجل هذا الوطن.
نحن نرفض هذا الواقع، وندين كلّ مسؤول سياسي أوصل دولةَ لبنان وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأسوية.
لم يكن هذا الصرح البطريركي، يومًا، مؤيّدًا لأيّ مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه.
لم يكن هذا الصرح، يومًا، مؤيّدًا لسلطة تمتنّع، قصدًا، عن إحترام الإستحقاق الدستوري، وتعرقل تأليف الحكومات.
لم يكن هذا الصرح، يومًا، مؤيّدًا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان وإستقلاله.
أيّها الأخوة والأخوات الأحباء، يأتي عيد الشعانين على عائلاتنا حزينًا بسبب حالة اليتم التي أوقعها فيها المسؤولون السياسيون. كانت هذه العائلات تنتظر هدية العيد، حكومة إنقاذية غير حزبية، مؤلّفة من خيرة الإختصاصيّين في العلوم والخبرة والإدارة، أحرارًا من كلّ لون حزبي وسياسي، ومن كلّ إرتهان، قادرين على القيام بالإصلاحات والنهوض بالبلاد. نرجو ألّا يحرموا عائلاتنا من هذه الهدية في عيد الفصح.
نرجو، لكي تتحقّق الهدية، أن يدرك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلَّف أنّهما، إنطلاقًا من الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة، محكومان بالتشاور وبالإتفاق وفقًا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستورية، عام 1990، ما بعد الطائف، إذ كانا يحدّدان معًا المعايير، ويختار كلّ منهما وزراء، ثم يتّفقان على التشكيلة برمّتها (راجع زياد بارود في نداء الوطن 25 آذار 2021).