الرئيس التشادي يُقتل على يد متمردين متمركزين على الحدود مع ليبيا
أعلن الجيش التشادي مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي Idriss Déby على جبهة القتال مع المتمردين الشماليين وذلك بعد يوم من إعلان فوزه بفترة رئاسة سادسة. يعد ديبي أحد أطول الرؤساء حكماً في إفريقيا وكان يحكم البلاد بقبضة من حديد.
قال متحدث باسم الجيش في تشاد اليوم الثلاثاء (20 نيسان/ أبريل 2021) إن رئيس البلاد إدريس ديبي لقي حتفه على جبهة القتال مع المتمردين الشماليين، وذلك بعد يوم من إعلان فوزه بفترة رئاسة سادسة.
وقال الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان تُلي عبر تلفزيون تشاد إن “رئيس الجمهورية (…) إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعاً عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة” مضيفاً “نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة ماريشال تشاد اليوم الثلاثاء في 20 نيسان/ أبريل 2021”.
وأضاف المتحدث أن مجلساً عسكرياً سوف يحكم البلاد لمدة 18 شهراً بقيادة نجل الرئيس الراحل.
وقال المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية أمس الاثنين إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل “الإرهابيين”.
محاولات سابقة
وهاجم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا موقعا حدوديا يوم الانتخابات ثم تقدموا لمئات الكيلومترات جنوبا عبر الصحراء.
وكان الجيش قد أعلن قبل عدة أيام أنه صد رتلا من مسلحين كانوا يتقدمون صوب العاصمة نجامينا. وقامت جبهة التغيير والوفاق المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشق طريقها جنوبا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبي.
وقال المتحدث باسم الجيش التشادي عظيم برمينداو أجونا لرويترز إن قوات الجيش قتلت ما يربو على 300 مسلح وأسرت 150 يوم السبت في إقليم كانم على بعد نحو 300 كيلومتر من نجامينا. وأضاف أن خمسة جنود حكوميين قتلوا وأصيب 36.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى أو الوصول إلى المتمردين. وقال زعيم المتمردين محمد مهدي علي لراديو فرنسا الدولي اليوم الاثنين إن قواته نفذت “تراجعا استراتيجيا”.
وعرض التلفزيون التشادي الرسمي أمس الأحد صورا لمركبات محترقة ولعدد صغير من الجثث مغطاة بالرمال. وهتف حشد من الجنود بجوار ما قال التلفزيون الرسمي إنهم عشرات من المتمردين الأسرى الذين جلسوا وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم.
يحكم بالقبضة الحديدية
كان ديبي (68 عاما) قد وصل إلى السلطة في تمرد مسلح عام 1990 وهو أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة إذ يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاماً بقبضة حديدية، كما أنه حليف وثيق للقوى الغربية التي تقاتل الإسلامويين المتشددين في غرب ووسط أفريقيا.
وأعيد انتخاب إدريس ديبي إتنو لولاية سادسة بحصوله على 79,32% من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 نيسان/ أبريل على ما أعلنت اللجنة الانتخابية الاثنين.
وبلغت نسبة المشاركة 64,81%. وفاز الرئيس المنتهية ولايته من الدورة الأولى على ما أوضح رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة كودي محمد بام وهو يكشف عن النتائج الرسمية “الموقتة” إذ ينبغي على المحكمة العليا إقرارها بعد البت في طعون محتملة.
وحل رئيس الوزراء السابق البير باهيمي باداكيه في المرتبة الثانية مع 10,32%. وأتت المرأة الأولى التي تترشح إلى الانتخابات الرئاسية في تاريخ تشاد في المرتبة لثالثة بحصولها على 3,16% من الأصوات.
وترشح تسعة أشخاص رسميا لمواجهة ديبي إلا أن ثلاثة منهم انسحبوا ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع لكن المحكمة العليا أبقت على اسمائهم على بطاقات الاقتراع.
وكانت إعادة انتخاب ديبي متوقعة بشكل واسع فيما لم يقبل التشاديون بحماسة على الانتخابات في 11 نيسان/ أبريل لأنه كان يواجه ستة مرشحين لا ثقل سياسي لهم، إذ أن السلطة ازاحت عن السباق بموجب القانون أو العنف او الترهيب الشخصيات البارزة القليلة في المعارضة المنقسمة للغاية.
AFP | Reuters | DPA