رسالة إلى “الطغاة في العالم”.. بايدن يؤكد أمام الكونغرس: “أمريكا تمضي قدما مجددا”
اقترح الرئيس الأمريكي خطة اقتصادية ضخمة في أول خطاب له أمام الكونغرس، مناشدا المشرعين الجمهوريين بالعمل معه بشأن القضايا الخلافية ومواجهة المنافسة الشديدة من جانب الصين. كما أرسل إشارات إلى من اسماهم “طغاة العالم”.
ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام جلسة مشتركة للكونغرس اليوم الخميس، (الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة) خطابا تناول فيه العديد من النقاط التي تعاملت معها إدارته خلال الأيام الـ100 الأولى في منصبه، وعشية بلوغه محطة رمزية هي أول مئة يوم من ولايته الرئاسية، قال بايدن “بعد مئة يوم، يمكنني أن أقولها للبلاد: أميركا تمضي قدمًا مرة جديدة”. وأضاف “أميركا مستعدّة للانطلاق. نحن نعمل مرّةً جديدة، نحلم مرّة جديدة، نكتشف مرّة جديدة، نقود العالم مرّة جديدة. لقد أظهرنا لبعضنا البعض وللعالم (أنّه) لا يوجد استسلام في أميركا”.
“استعادة ثقة” الناخب الأمريكي كانت من أولويات إدارته يقول بايدن، خاصة بعد محاولة التمرد التي شهدتها البلاد في السادس من كانون ثان/ يناير الماضي في مبنى الكابيتول، واصفا إياها بكونها “أزمة وجودية واختبار للديمقراطية”، مشددا على أن “النضال لم ينته بعد” وأن “مسألة ما إذا كانت ديمقراطيتنا ستستمر طويلا هي مسألة قديمة وعاجلة على حد سواء”، وفقا لشبكة (سي إن إن). كما حذر بايدن في كلمته من أن “الحكام الطغاة في العالم” يراهنون على زوال الديمقراطية الأمريكية.
وأشار إلى الحرب العالمية الثانية ودعوة الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت للأمريكيين للقيام بدورهم، قائلاً: “هذا كل ما أطلبه: أن نقوم بدورنا.. إن الحكام المستبدين لن يفوزوا بالمستقبل، ولكننا سنفعل ذلك … أمريكا ستفعل”.
الهجرة وجائحة كورونا
ملف الهجرة كان من النقاط التي تطرق لها بايدن أثناء خطابه، معتبرا أنها “ضرورية لأمريكا”، كما دعا المشرعين إلى اتخاذ إجراءات لإصلاح نظامها وقال “لأكثر من 30 عاما، تحدث السياسيون عن إصلاح نظام الهجرة ولم يفعلوا شيئا حيال ذلك. لقد حان الوقت لإصلاحه”.
كما اعتبر بايدن أن أهم المجزات التي تحققت في المائة اليوم الأولى من رئاسته، حملة التطعيم المكثفة ضد جائحة كورونا، حيث تمّ تلقيح 220 مواطن أمريكي إلى غاية اللحظة، مشيرا إلى أن ما أنجز خلال هذه الأيام يعد أحد أكبر الإنجازات اللوجستية في تاريخ البلاد.
وشدّد على أنّ هذا الجهد الوطني يجب أن يُركّز الآن على إعادة بناء الاقتصاد ومحاربة عدم المساواة من خلال “أكبر خطّة عمل منذ الحرب العالميّة الثانية”.
وكشف بايدن أن إدارته في طريقها لخفض نسبة فقر الأطفال في الولايات المتحدة بمقدار النصف هذا العام، منوها إلى أن إدارته ستولد ملايين الوظائف ذات الدخل الجيد للأميركيين.
برنامج اجتماعي ضخم
يذكر أن البيت الأبيض أعلن الأربعاء (28 أبريل/ نيسان 2021) أن تكلفة الخطة تقدر بنحو 8,1 تريليون دولار، على مدار عشر سنوات، وسيتم تمويلها من خلال زيادة الضرائب وتحصيل أوسع نطاقا للضرائب المستحقة. ووفقا لإدارة بايدن، فإن المقترح يتضمن استثمارات بنحو تريليون و800 مليار دولار في تخفيضات ضريبية للعائلات.
ويخطط الرئيس على سبيل المثال لإنفاق 200 مليار دولار على تمويل عامين من التعليم ما قبل المدرسي لسن ثلاثة وأربعة أعوام. كما يسعى الرئيس الديمقراطي إلى توسيع الائتمان الضريبي المرتبط بالأطفال والمساعدة في تكاليف رعاية الأطفال، وفقا للدخل. كما ستصبح الإجازة المرضية مدفوعة الأجر وما يصل إلى ثلاثة أشهر من إجازة الأمومة هي القاعدة في الولايات المتحدة.
جزء من هذه الخطة سيتم تمويله من خلال رفع المساهمات الضريبيّة بالنّسبة إلى الشركات والأميركيّين الأكثر ثراءً، قائلا: “حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأميركيّة وأغنى 1% من الأميركيّين في دفع نصيبهم العادل”.
إصلاح جهاز الشرطة
وعلى خلفية التصويت على نصّ تعديل جهاز الشرطة، دعا الرئيس الأميركي مجلس الشيوخ إلى تمرير مشروع القانون الذي يحمل اسم الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد. كما ناشد الكونغرس التصويت نهائيًا عليه. وقال بايدن “أعرف أنّ للجمهوريّين أفكارهم الخاصّة. علينا أن نعمل معًا للتوصّل إلى إجماع، فلنُنهِ ذلك الشهر المقبل، في الذكرى السنويّة الأولى لوفاة جورج فلويد” في 25 أيّار/ مايو 2020 اختناقًا تحت ركبة شرطيّ أبيض.
وأكّد الرئيس الأميركي الأربعاء عدم “السعي إلى نزاع مع الصين”، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن “الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأميركيّة في المجالات كافّة”.
وقال “خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة” ولكن في المقابل “سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة” و”سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ” و”لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان”.
كما شدّد بايدن على أنّه لا يسعى إلى تصعيد التوتّرات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن فرض عقوباتٍ على موسكو بسبب مجموعة من المخاوف. وقال للكونغرس “أوضحتُ لبوتين أنّنا لا نسعى إلى التصعيد، لكنّ أفعالهم لها عواقب”.
Reuters | AFP