عباس يُطالب لبيد بعودة فورية إلى المفاوضات لتنفيد «حل الدولتين»
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد لتنفيذ حل الدولتين “أمر إيجابي”، لكنه أوضح أن الاختبار الحقيقي لهذا هو العودة الفورية لطاولة المفاوضات.
وأضاف عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا، لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين”.
وأكد الرئيس الفلسطيني “إننا لا نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم باتفاقات وقعناها مع إسرائيل عام 1993، اتفاقات لم تعد قائمة على أرض الواقع، بسبب خرق إسرائيل المستمر لها”.
وأضاف “أصبح من حقنا بل لزاما علينا أن نبحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام القائم على العدل”.
ولوّح الرئيس الفلسطيني بالانضمام من الغد إلى عدد من المنظمات الدولية بينها منظمة الصحة العالمية.
وأعلن محمود عباس أنه سيتوجه للمحكمة الجنائية الدولية لمطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها الجنائية والسياسية.
وطالب الرئيس الفلسطيني الأمين العام للأمم المتحدة بوضع خطة تنهي حالة الاحتلال لدولة فلسطين.
وقال عباس أمام الجمعية العامة إن “إسرائيل التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية قررت ألا تكون شريكا لنا في عملية السلام”.
وأضاف أن إسرائيل”أمعنت في تكريس هذا الاحتلال، فلم تترك لنا خيارا آخر سوى أن نعيد النظر في العلاقة القائمة معها برمتها”.
وتابع أن إسرائيل “سَعت وتَسعى بسياستها الراهنة وعن سَبقِ إصرار وتصميم إلى تدمير حل الدولتين”، معتبرا أن ذلك “يُثبت بالدليل القاطع أنها لا تؤمن بالسلام”.
كذلك اتهم عباس إسرائيل بأنها “تُكرِّسُ نظام تمييز عنصري (ابرتهايد)” وأتها تقوم “بإطلاق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني في وضح النهار”.
وهاجم عباس سياسة واشنطن بالقول إن الولايات المتحدة تقدم دعما لا محدودا لإسرائيل وتحميها من المحاسبة كما فعلت مع الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلت برصاص قناص إسرائيلي، وهي تحمل الجنسية الأميركية، والتي نطالب بتحقيق العدالة لها، ومع ذلك (أجزم أن أميركا لن تُحاكِم قتلتها من الجيش الإسرائيلي).
وأضاف عباس أن واشنطن ودولا أوروبية تهدد باستخدام حق النقض (الفيتو) “أمام مساعينا لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة”.
وكان ذكر لبيد لصيغة الدولتين هو الأول من جانب زعيم إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة منذ سنوات.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد عبر خلال زيارة لإسرائيل في آب عن الدعم للاقتراح.
وتحدث لبيد قبل أقل من ستة أسابيع من الانتخابات المقررة في الأول من تشرين الثاني التي قد تعيد رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتنياهو إلى السلطة.
وأمس اتهم نتنياهو لبيد بإعادة “الفلسطينيين إلى مركز الساحة الدولية وإعادة إسرائيل إلى الحفرة الفلسطينية”.
وقال “اليوم يريد (لبيد) أن يمنح الفلسطينيين دولة إرهابية في قلب إسرائيل، وهذه الدولة ستهددنا. لكن دعني أخبرك سيد لبيد، شركائي وأنا لن نسمح لكم بذلك”.
كما انتقدت شخصيات يمينية أخرى بمن فيها رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت المتحالف مع لبيد، هذه التصريحات.
إلى ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لتلفزيون العربية أمس إن تصريح رئيس وزراء إسرائيل بخصوص حل الدولتين “إيجابي” إذا ترجم إلى أفعال.
وأضاف الأمير فيصل أن السلام يتطلب حوارا مباشرا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.