خمسة رؤساء جمهورية انتخبوا بعد الطائف
كتب عادل كروم
عدم انتظام لبنان السياسي في مواقيت استحقاقاته، بحيث تتكثف آنذاك الضغوط لملء الفراغ وانتخاب رئيس التقاطع من خارج نادي الصقور ومواصفات التحدي والاستفزاز والانقسامات.
من قد تتقاطع حوله القوى السياسية ليصبح الرئيس السادس بعد الطائف، لا بدّ ما زال خلف الكواليس او بعيدا من مشهد الانقسامات والترشيحات التي يدرك اصحابها انها لملء الوقت الضائع. فبحسب ما يقول مصدر سياسي مطلع لـ”المركزية” ان عدد من يمتلكون فعليا حظوظ الوصول لا يتجاوز الاثنين وفي الحد الاقصى ثلاثة. اما المرشحين فينقسمون الى اربع فئات:
خمسة رؤساء جمهورية انتخبوا بعد الطائف وصلوا بمعظمهم نتيجة تقاطع محلي- اقليمي- دولي او نتاج اتفاق خارجي، الا ان ما كان ممكنا قبل 17 تشرين او بالاحرى،انتخابات ايار 2022 لم يعد متاحا اليوم، والانقسام العمودي في الخريطة البرلمانية بفقدان اي من طرفي الصراع السياسي زمام المبادرة سيجعل المهمة شبه مستحيلة.ذلك ان ايا من اللاعبين والقادة السياسيين ليس في ارد تقديم تنازلات بحجم ما فعله الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في العام 2016 ، وما كان ساريا وصالحا انذاك لم يعد كذلك.
واهم من يعتقد ان واحدا من بين الاسماء المطروحة من القوى السياسية في بازار الرئاسة او الترئيس راهنا، سيكون رئيس جمهورية لبنان الرابع عشر بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا عصر يوم الاثنين 31 تشرين الجاري بمواكبة احتفالية من مناصري التيار الوطني الحر الى الرابية. فما يطرح اليوم من اسماء ويتداول به في الصالونات السياسية وبين الكتل النيابية ليس سوى مقدمة تستوجبها مقتضيات الاستحقاق الرئاسي قبل ولوج مرحلة الجدّ التي تنطلق على بعد امتار من انتهاء المهلة الدستورية حينما تنضج الطبخة الرئاسية محليا وخارجيا وتمتد الى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، بحسب التوقعات، واستنادا الى تجربة
الاولى،تضم المرشحين غير الوفاقيين، او ما يعرفون بمرشحي التحدي او الاستفزاز وفي طليعتهم رؤساء الاحزاب المسيحية الكبرى، سمير جعجع ، جبران باسيل وسليمان فرنجيه.
واذا كان الاولان يدركان تماما ان حظوظ وصولهما في هذا الظرف بالذات معدومة، فإن فرنجية ما زال يراهن على فتات امل قد يحقق حلما بعيد المنال.
الفئة الثانية: مرشحون مُعتبرون ضمن الحالات التغييرية على المستوى الاقتصادي والسياسي والامني منهم: النائب نعمة فرام، المرفوض واقعيا وعمليا من قبل الثنائي الشيعي ومحور8 اذار لعلاقاته المالية والاقتصادية مع الاميركيين ودول الخليج، النائب ميشال معوض،الذي يضعه الثنائي لاسيما حزب الله، في خانة الممول من المؤسسة الاميركية USAID والمقرب من واشنطن. قائد الجيش العماد جوزف عون المدعوم اميركيا على المستويات الاقتصادية والمالية والسياسية.والذي يخشى حزب الله من المواجهة معه عسكريا وسياسيا وامنيا، الا ان حظوظه تكاد تكون الاعلى راهنا ان تم تعديل الدستور بعد مغادرة الرئيس عون.
اما الثالثة، ففيها مجموعة من الاقتصاديين والخبراء الماليين المطروحة اسماؤهم كمشاريع رؤساء، ومنهم:الوزير السابق جهاد ازعورالذي يصنفه محور 8 اذار بانه ظل الرئيس فؤاد السنيوره ورجل البنك الدولي في لبنان،الوزير السابق كميل ابو سليمان المعتبر متطرفا ومحسوبا على جعجع. ويعتبر الدائرون في فلك 8 اذار ان هؤلاء يمكن ان يكونوا وزراء مال واقتصاد ناجحين وليس رؤساء، وان بعضهم له ارتباطات وعلاقات في الداخل والخارج لا يمكنه ان يتخلى عنها، ما يضعهم خارج التداول.
الفئة الرابعة والاخيرة، هي فئة في قلب التركيبة السياسية اللبنانية الصعبة. لها علاقاتها وخبراتها مع الدول العربية والغربية وليست على خلاف مع دول محور الممانعة، قادرة بممارساتها الحيادية ان تجمع التناقضات السياسية اللبنانية ويكون مرجعها الطائف والميثاقية والدستور. من بين هذه الاسماء، سيتم انتخاب رئيس على الارجح، باعتقاد المصادر التي تؤكد انها ستخرج الى العلن في ضوء مبادرات سيتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع القوى السياسية لاخراج الرئيس التوافقي حينما يحين اوانه.