كل «ترسيمات» العالم لا تمحو عهد جهنّم
كتب ع.ك
في الحقيقة يمكن أن يطلق اسم جديد على دولة الرئيس نبيه بري، بعد نيله عدداً كبيراً من الألقاب التي حصل عليها بذكائه وعمله الدؤوب والأهم «النجاح» الذي حققه ويحققه في كل مبادراته، انه نبيه الأمة.
هذا الرجل لا يضع «يده» في موضوع إلاّ وينجح.
كل هذه المقدمة لنقول كلمة حق، يستحقها هذا الزعيم الموهوب العاقل الذي يقدّر المسائل ويعرف كيف يتعامل معها.
موضوع الترسيم يستحق القول: شكراً لدولته لأنه كان الاول والوحيد الذي عرف كيف يتعامل مع هذا الموضوع .
منذ البداية وضع شروطاً منطقية وسار عليها:
أولاً: ان تكون اللقاءات في الناقورة.
ثانياً: الاجتماعات على مستوى ضباط من الجيش اللبناني مع ضباط من جيش العدو الاسرائيلي.
ثالثاً: ان تكون كل الاجتماعات بوجود ممثل عن الامم المتحدة… فمنذ اللحظة الأولى، وضع هذا المخطط وسار فيه.
بعدما حقق الاتفاق بتاريخ 2020/10/1 أقام الرئيس بري حفلة في قصر عين التينة، وأرسل الاتفاق الى رئاسة الجمهورية، وكان لافتاً هذا التحوّل، ولكن بعد البحث والتدقيق أراد دولته أن يكون منطقياً، وأن يحترم موقع رئاسة الجمهورية، ولذلك كان قراره إرسال الاتفاق الى القصر الجمهوري.
لقد أعلن الرئيس بري يومذاك وفي مؤتمر صحافي، بأنه انطلق شخصياً ومنذ العام 2010 مطالبته الامم المتحدة وأمينها العام في حينه بان كي مون بترسيم الحدود البحرية ورسم خط أبيض في البحر المتوسط الأزرق.
أضاف دولته في مؤتمره المذكور: وإثر تردد الأمم المتحدة، وتمنّعها اتصلت بالولايات المتحدة التي بادرت بالمساعدة، حيث تناوب على هذا الملف من الاميركيين: أولاً السفير فريدريك هوف منذ العام 2011 حتى العام 2013، ثم السفير ديفيد ساترفيلد الى عام 2019، ثم ديفيد شينكر عام 2020، وأخيراً آموس هوكشتاين الذي أشرف على إبرام الاتفاق الحالي.
اليوم (البارحة) الحمد لله وصل ملف الترسيم بين لبنان وبين العدو الى نهايته. وما كاد أن يصل حتى بدأت أصوات أبطال هذا الحدث التاريخي بالتنطح والادعاء بأنهم هم أبطال هذا الإنجاز.
على كل حال، بينما كنت البارحة في عزاء صديق عزيز، لا بل أخ لي، التقيت بدولة الرئيس نجيب ميقاتي ودار حديث بيننا حول ما وصلت إليها الأحوال في لبنان… فقال دولته عام 2019 كانت موازنة الدولة اللبنانية 17 مليار دولار فأصبحت اليوم مليار دولار وهذا بفضل فخامة رئيس الجمهورية، وقال إنه متمسّك بالحكومة إذا بقي فخامته و»فخامة» صهره يطرحان طلبات لا يمكن لإنسان مسؤول في العالم أن يقبل بها.
من ناحية ثانية، قال دولته: تحدّثت مع غبطة البطريرك الذي أيّدني في كل طروحاتي. وقال لي: عليك أن ترجع الى تصريحي في تلفزيون «الجديد» لتعرف موقفي، أريد قبل كل شيء انتخاب رئيس جديد للبنان يجمع كل أطراف الشعب ولا يكون مع أي طرف ضد الطرف الآخر.
الرئيس ميقاتي مرتاح جداً للاتفاق، وقال: إنّ التوقيع سيكون للوفد اللبناني المكلف بهذا الملف، مع الفريق الاسرائيلي الذي سيكون في غرفة ثانية مع وفد الامم المتحدة لأنها هي التي تتولى كل العملية… وإذا كان هناك حاجة الى توقيع الحكومة فسأدعو الحكومة الى الاجتماع و»أعمل» اللازم.
بالعودة الى عهد التخريب، عهد جهنم… فلو «جاءت» كل الدنيا لما سامحت فخامته على ما فعله، ولا نظن ان أحداً في العالم يمكن أن يسامحك… يا فخامة الرئيس، فكيف تركت صهرك يخرّب البلد وأنت تؤيّده وتدعمه؟!
ولو افترضنا انك لا تعلم أو لا تعرف فإننا نقول لك: كان الأجدى أن تأتي بأشخاص من أصحاب الخبرة كي يعلّموك كيف تحكم، وأقله أن تنظر الى ميزانية الدولة التي تقدّم إليك كل سنة وعليك أن توقع عليها، وكان الأحرى بك قبل أن توقع أن تسأل على ماذا توقع…
أخيراً التاريخ لن يسامحك واعلم ان عهدك أسوأ وأفشل عهد رئيس جمهورية في تاريخ لبنان.
والمصيبة الأكبر أنّ صهرك الذي يتحمّل بالتضامن والتكافل معك كامل المسؤولية، يُعْتَبر أفشل وزير في تاريخ لبنان.. إذ يكفي فشله في ملف الكهرباء والديون التي وصلت الى 65 مليار دولار وإخفاقه في وزارة الاتصالات التي بفضله تراجع مدخولها مليار دولار سنوياً بفضل التوظيفات السياسية والانتخابية التي قام بها.