فرنجيّة مرشّح “الحزب”.. والإعلان الرسمي ينتظر هذه الخطوات
لم يكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ينهي تعدادَه المواصفات التي يريد الحزب توافرها في رئيس الجمهورية عصر الجمعة حيث قال: “المقاومة كجزء كبير من الشعب اللبناني، تريد رئيساً للجمهورية في بعبدا مطمئناً للمقاومة ونريده شجاعاً يبدّي مصلحة لبنان على مصلحته الشخصية ولا يخاف ولا يُباع ولا يُشترى. نريد رئيساً يغطّي المقاومة أو يحميها، المقاومة في لبنان ليست بحاجة لغطاء أو حماية، وما نريده رئيساً لا يطعنها في ظهرها ولا يبيعها وهذا من الحد الأدنى لمواصفات رئيس الجمهورية”، حتى أعلن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أن حزب الله يعمل لانتخاب من يريد رئيساً للجمهورية، مؤكداً أن انتخاب رئيس يأتي به الآخرون من الخارج “لن يكون”. ومن بلدة مجدل زون الجنوبية، قال رعد السبت “في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد”، مضيفاً أن “الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية، ونحن مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدية الفعل”.
فمَن هو الرئيس الذي يريده حزب الله؟ وهل فعلا حسم أمره بين مَن يرى فيهم المواصفات المطلوبة رئاسيا؟ هذه الأسئلة تطرحها مصادر سياسية مطّلعة عبر “المركزية”، خصوصاً وأن رعد لم يكتفِ بالقول “إننا نعرف مَن نريد”، بل قال أيضا إن “الحزب اليوم يعمل من أجل الاتيان بمَن نريد إلى الرئاسة”.
على الأرجح، تتابع المصادر: الضاحية بتّت المسألة. ومِن بين المرشّحَين الأبرزين في فريقها، أي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هي قررت السير بالثاني. أكثر من مؤشر يدل على هذا الواقع: فانتقال باسيل الى قطر منذ ايام لمحاولة طلب وساطتها رئاسيا لدى الاميركيين والسعوديين والايرانيين، لا يدل على ان دعم حزب الله تأمّن له، بل على العكس، تماما كاستعداده لزيارة الرئيس السوري بشار الاسد قريبا في الشام… فلو فاز بتأييد الحزب، لِما هذه الحركة كلّها؟
إلى ذلك، فإن موقفا بارزا سُجل في نهاية الاسبوع في هذا الخصوص، أتى على لسان مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض. فبينما ثمة تواصل يدور في الكواليس بين بكركي والضاحية، أعلن غياض ان حزب الله أبلغ باسيل في اللقاءات التي تمت بين الجانبين في المرحلة الماضية، أن مرشّحه للرئاسة هو فرنجية.
انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان ما يحصل اليوم في صفوف 8 آذار هو بحث عن كيفية إخراج هذا الدعم الى العلن. ووفق المصادر، يدرس الحزب ما اذا كان من الانسب البدء بالتصويت لفرنجية الآن أم ان من الافضل التريث لعدم حرق اسمه، في انتظار المساعي التي يقوم بها الرئيس نبيه بري مع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط مثلا. كما ان ثمة درسا لما اذا كان من المفيد مثلا التصويت لباسيل في مرحلة أولى، لإفهامه ان وصوله الى بعبدا مستحيل وبالتالي من الافضل له الانسحاب من السباق وربما محاولة ابرام تفاهم مع فرنجية يمهّد للتصويت له.
الاكيد اذا، ان إعلان الحزب دعمه لفرنجية بات مسألة وقت لا أكثر، تختم المصادر.