ميقاتي: لا معنى للمزاعم بأن الحكومة تأخذ صلاحيات الرئيس

ميقاتي: لا معنى للمزاعم بأن الحكومة تأخذ صلاحيات الرئيس

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الإشارة الأولى المطلوبة لدخول لبنان في آفاق جديدة، وأن على أعضاء المجلس النيابي جميعا أن يكونوا دائما في المجلس لانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن».

واعتبر «ان كل المزاعم بأن الحكومة تأخذ صلاحيات الرئيس لا معنى لها». وسأل: «هل الحكومة تعطّل انتخاب الرئيس؟».

وجدّد التأكيد انه «سيستمر في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد من أجل بت الأمور الطارئة وأهمها الأوضاع الصحية والمعيشية والبيئية والتربوية التي ستكون على جدول أعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل».

مواقف رئيس الحكومة أطلقها ليل أمس الأول في حفل عشاء أقامه اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير «إرادة» في الذكرى العاشرة لتأسيسه، في فندق فينيسيا.

وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: «أجدد التأكيد أن قدرنا هو العيش معا مهما تباعدت المواقف السياسية وتباينت الآراء حيال ما هو حاصل وما هو مطلوب.

لا إرادة تعلو على العيش الواحد وحماية بعضنا البعض والتلاقي على رؤية مشتركة تأخذ في الاعتبار هواجس الجميع وآراءهم وتعالجها بمنطق الوحدة والشراكة الحقيقية».

ولفت الى ان «الانتقادات كثيرة ومن كل حدب وصوب، سواء كانت انتقادات شخصية أو متعلقة بأداء الحكومة. فكيف نستطيع أن نعمل، والبعض يراهن على الفشل، بدل أن نتوافق جميعا وتتحد الأيادي من أجل إنقاذ البلد الذي هو مسؤوليتنا جميعا».

وقال: «نحن نقوم بتسيير الأعمال بحدها الأدنى لكي يبقى، ما بقي، من هذه الدولة. وكل جلسة لمجلس الوزراء تحتاج الى ولادة قيصرية. خلال وجود فخامة الرئيس التزمت بعدم عقد جلسات لمجلس الوزراء كون الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، ولكن في غياب رئيس الجمهورية ومرحلة الشغور الرئاسي، فنحن نضطر أحيانا لعقد جلسات لمجلس الوزراء لتسيير الأمور».

وأشار الى اننا «عقدنا حتى الآن جلستين لمجلس الوزراء، ونحن بحاجة كل يوم لعقد جلسة، فالموازنة العامة التي تناهز 900 مليون دولار تتطلب نقل اعتمادات ولا يمكن إصدار المراسيم الخاصة بذلك، إلا من خلال مجلس الوزراء. في المقابل نسمع تكرار الانتقادات والحديث عن صوابية عقد الجلسات أو عدمه، وعن ميثاقيتها ودستوريتها. فهل الوقت ملائم لهذا السجال؟ أليس الأفضل أن نقوم بما يمكن القيام به من أجل إنقاذ هذا الوطن؟».

ورأى ان «الوضع صعب ومتردّي، ويحتاج الى المعالجة، وكما عقدنا جلستين لمجلس الوزراء، سأستمر في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد للأمور الطارئة، وهذا واجبنا، من أجل بت الأوضاع الصحية والمعيشية والبيئية والأكثر أهمية هو الملف التربوي الذي سيكون في مقدمة جدول أعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، بإذن الله».

وعن الملف القضائي قال: «شهدنا في اليومين السابقين إنقسامات في الجسم القضائي، هذا الأمر ينذر بتداعيات خطيرة إذا لم يعمل أهل الشأن أنفسهم على حلّ هذه المعضلة بحكمة، بعيدا عن السجالات السياسية والحملات المتبادلة التي تتسبب بالمزيد من الوهن القضائي ومن انعدام الثقة بالقضاء من قبل الغالبية الساحقة من اللبنانيين. نحن بحاجة الى قضاء سليم وانني على ثقة بأن مجلس القضاء الأعلى سيكون بالمرصاد لهذا الموضوع وسيتخذ القرارات المناسبة من أجل وحدة القضاء وحسن سير العدالة».

وحول الملف الرئاسي قال: «ان لبنان مقبل، باذن الله، على آفاق جديدة، والإشارة الأولى تبقى في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فهل نحن مَنْ يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية؟ هل الحكومة تعطل انتخاب الرئيس؟ هل نحن اليوم في وارد أن نأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية؟ نسمع البعض يقول إننا نأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية. والجواب البديهي، إذا كنا في مرحلة شغور رئاسي ولا يوجد رئيس للجمهورية، فكيف سنأخذ صلاحياته. كل هذه المزاعم لا معنى لها، وعلى المجلس النيابي الكريم وأعضائه جميعا أن يكونوا دائما في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن. ومن هنا يبدأ الغيث بإذن الله، وهذا الرئيس يحتاج الى إرادات صادقة وفاعلة ومتخصصة ومتطورة تحيط به».

واعتبر ان المطلوب التبصّر بآفاق الانتاج الجديدة والمساهمة في بناء اقتصاد وطني جديد يحترم قواعد الانتظام العام بعيدا عن اجتهادات الظروف الاستثنائية غير الطبيعية والتي تحولت الى ثقافة وطنية شائعة بات فيها تجاوز القواعد والقوانين هو القاعدة، واحترام قواعد الانتظام العام هو الاستثناء.

وقال: «بيروت ستبقى مدينة متجددة متألقة بإرادة أبنائها ومواطنيها من كل لبنان، وستبقى منارة للحرية والديموقراطية وتداول السلطة واحترام الاستحقاقات الدستورية. بيروت ستتجاوز كل عمليات التعطيل والجمود والتهميش، وستبقى عنوان الإرادة الوطنية الجامعة، إرادة العمل والنهوض والتقدم والازدهار والعيش بسلام».

من جهة ثانية، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا لبحث الأوضاع الصحية ومطالب القطاع الاستشفائي أمس في السراي الحكومي، شارك فيه وزير الصحة العامة فراس الأبيض، وزير المالية يوسف خليل ووفد من لجنة الصحة النيابية برئاسة النائب بلال عبد الله، ومدير عام وزارة المالية جورج معراوي.

واجتمع الرئيس ميقاتي مع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، في  حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، منسق الأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية عمران رضا، مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان الدكتور عبدالله الوردات، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.

بعد الاجتماع، قال بيزلي: «تطرقنا إلى موضوع الأمن الغذائي والأزمة العالمية التي تواجه الدول كافة، إضافة إلى التحديات الناتجة من الحرب الروسية – الأوكرانية وانعكاسها على كل الدول، ومنها لبنان».

وأشار إلى أن «برنامج الغذاء العالمي سيكون دائما بجانب لبنان والدولة اللبنانية لتأمين حق اللبنانيين في الغذاء».

كما واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الشباب والرياضة جورج كلاس.

Spread the love

MSK

اترك تعليقاً