شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الحريري وأسئلة للتاريخ
جمع لقاءٌ، أمس، في أحد منتجعات كسروان ضَمّةً من الأشخاص الذين يربط بينهم خيط متين من الصداقة على رغم ما يفرقهم من انتماءات سياسية والتزامات حزبية وحتى عقيدية. فقد التقوا في دفيئة واحد منهم، وقد اخترقت زجاجها أشعة شمس شباط التي كانت تداعب بساط الثلج السحري، «على مد العين والنظر». وكعادتهم تداولوا الأوضاع العامة والمستجدات، وأبرزها، داخلياً، حضور الرئيس سعد الحريري الى بيروت للمشاركة في ذكرى الجريمة الشنعاء (اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري). بين الحضور صحافي مستقل طلع بالفكرة الآتية: «لو كان كل منا الآن يتبادل الحديث وجهاً لوجه مع الرئيس سعد الحريري وخطر في ذهنه أن يطرح عليه سؤالاً فماذا سيكون السؤال؟».
نائب حالي من محبذي رئيس الحكومة الأسبق بادر الى تقديم سؤاله: ألا ترى يا شيخ سعد أنك ظلمت ذاتك وظلمتنا معك بتعليق عملك السياسي، وألحقته بغيابك الجسدي عن الساحة؟
وزير سابق قوّاتي: لماذا تأخرت في تقديم استقالتك الأولى، ولماذا قبلت التكليف أخيراً وأنت تعرف أن تأليفك الحكومة لم يكن متاحاً؟
نائب من إحدى دوائر جبل لبنان: هل ترى يا دولة الرئيس أن جريمة تفجير المرفأ يجب أن تُحال على محكمة دولية خاصة، واستطراداً هل أنت راضٍ عما أصدرته المحكمة الخاصة بلبنان من حكم في جريمة اغتيال والدك الشهيد؟
رجل دين ماروني بارز: ألا توافقني أن غيابك عن لبنان لم يعد مقبولاً تحت أي ذريعة، فالبلد بحاجة الى حضورك ودورك؟
نائب من «التجديديين»: لا أطرح عليه أي سؤال (…).
قيادي في التيار الوطني الحر: لقد ظلمتنا وظلمناك، ولكن ألم يحن الوقت لتبقّ البحصة؟
عضو سابق في المكتب السياسي الكتائبي: هل كان قرارك عدم خوض الانتخابات النيابية صواباً أو خطأً يلامس الخطيئة.
إعلامي يتعاطف مع تيار المستقبل: ما رأي دولتك في القول المأثور: «وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً على القلب من وقع الحسام المهنّدِ».
الصحافي المستقل: لو كنت الآن مع الرئيس سعد الحريري لما طرحت عليه أي سؤال، فقط كنت لأقول له: مهما كانت «الأسباب الموجبة» قاسية، المعلوم منها والمجهول، المفهوم والمبهَم، يجب أن تعود يا شيخ سعد الى وطنك وطائفتك وتيارك، فتداعيات غيابك أكثر ضرراً عليك وعلى لبنان وعلى الدور الوطني للطائفة السنية الكريمة.