الرئيس الجميّل في لقاء حواري بدعوة من مُتخرّجي المقاصد:وقيام قضاء فاعل ومستقل، وبناء جيشٍ قوي قادرٍ على الدفاع عن لبنان وحدوده.
اعتبر الرئيس أمين الجميّل أن المخاطرَ متعدّدةٌ، ويحمل الشرق الأوسط بذورَ التفرقة والتقسيم واللاإستقرار، الا ان العاملَ الأهم الذي يعرّض لبنان للمخاطر هو بالدرجة الأولى داخلي، يتأتّى من حالة التشرذم، ومن إشكالية الولاء الوطني، ومن إستحالةِ الوحدة التي تقف حاجزاً أمام العملِ سوياً على إخراج لبنان من المأزقِ الوجودي الذي يهدِدُهُ.
كلام الرئيس الجميّل جاء خلال لقاء حواري دعت اليه جمعية خريجي المقاصد الاسلامية في بيروت بعنوان: “لبنان بين السيادة المسلوبة والاصلاحات المفقودة” بحضور الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس تمام سلام والنائبة السابقة رولا الطبش ممثلة الرئيس سعد الحريري والنائب فيصل الصايغ ممثلاً رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي، النائب الدكتور عماد الحوت، النائب فؤاد مخزومي ممثلاً بمدير عام مؤسسة مخزومي سامر الصفح، الوزيرين السابقين العميد حسن السبع والعميد مروان شربل ومفتي الشمال السابق الشيخ مالك الشعار، النائبين السابقين محمد أمين عيتاني والدكتور عمار حوري والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، سفير الجمهورية التونسية ممثلاً بالمستشار الوزير المفوض رضا شهيدية، سفير المملكة المغربية ممثلا بالمستشارة فاتن بنرحو، المستشار في سفارة المملكة العربية السعودية فارس العامودي، نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النقيب جورج جريج، أمين عام وزار الخارجية السفير هاني شميطلي، مدير عام وزارة العدل القاضي محمد المصري، مدير عام وزارة المهجرين أحمد محمود، رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، القنصل محمد الجوزو، نقيب المحامين ممثلا بالمحامي فادي المصري، نقيب المحررين ممثلاً بالمستشار نافذ قواص، أعضاء مجلس بلدية بيروت عبد الله درويش ومغير سنجابة وعدنان عميرات رؤساء اتحاد عائلات بيروت رياض الحلبي والدكتور فوزي زيدان ومحمد عفيف يموت، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، الرئيس السابق لهيئة الرقابة على المصارف الدكتور سمير حمود، رئيس هيئة الدفاع عن بيروت المحامي صائب مطرجي، عضوي الهيئة الإدارية لاتحاد عائلات بيروت محمد عفيفي والمحامي ماجد دمشقية، مديرة الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون لبنان دينا رمضان، الإعلامي طوني بولس، الصحافي إبراهيم ريحان، رئيس تحرير مجلة الشراع حسن صبرا، ورؤساء جمعيات وفاعليات بيروتية ورئيس وأعضاء جمعية خريجي المقاصد الخيرية الاسلامية وشخصيات كتائبية ومتخرجي الجمعية.
شُربجي
بداية ألقى رئيس الجمعيّة الدّكتور مازن شربجي كلمةً رحّبَ فيها بالرّئيس أمين الجميّل، واعتبرَ أنّ كثيراً ما كانت لا تزال مقتضيات هاتين المفردتين السيادة والإصلاح الهمين الاساسيين عند من هم في السلطة أو عند معارضيها و بطبيعة الحال عند المواطنين كافة. وثم إذا حصل في فترات معينة من تاريخ لبنان بعض الإستقرار والسيادة والاصلاح ، فإن تلك الفترات كانت قصيرة او متباعدة بحيث لم تتمكن من تأسيس و بناء النهج و المؤسسات التي تدوم و تثمر ما فيه خير الوطن والمواطنين .وقال: “أما حان الوقت ،ايها السادة لحسن إدراك اوضاعنا و التعلم من تجاربنا لتأسيس ما يلزم مدرسة وطنية سياسية و إجتماعية قادرة على تأمين في ٱن واحد السيادة و الإصلاح مع القدرة على الاستمرارو الحفاظ عليهما و تعزيزهما.”
ودعا شربجي النواب و كل القوى السياسية أن يبادروا إلى إلغاء الفراغ الدستوري في سدة رئاسة الجمهورية بانتخاب رئيس جديد لتنتظم الأمور السياسية و المالية و الإدارية و ليطمئن الجميع إلى أوضاعهم.
وقال إنّ ما يشهده لبنان من وهن في عمل المؤسسات نتيجة التجاذب السياسي، بالإضافة إلى انهيار الوضع الاقتصادي يدفعنا أن ندق ناقوس الخطر، ونرفع الصوت عالياً لضرورة احترام الدستور والقوانين المرعية الإجراء، وابعاد الخلافات السياسية والمصالح الفئوية و الشخصية عن الإدارة والقضاء.
وتطرّق شربجي إلى موضوع إغتيال فضيلة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي ، وقدّمَ التعازي إلى آل الرفاعي ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية باستشهاد الشيخ الرفاعي. ,اثنى على دور شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش والأمن العام على سرعة توقيف كافة المتورطين وكشف ملابسات الجريمة البشعة وسحب فتيل الفتنة.
كما عزّى الشعبين العربي السوري والتركي بالمصاب الأليم جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، مُعلناً التّضامن الكامل مع الشعبين.
وفي ختام كلمته، وجّه الدّكتور شربجي التحية إلى اللواء عباس إبراهيم “الذي برهن في كلّ محطّات مسيرته العسكريّة والأمنيّة أنّه رجل دولة من الطّراز الأوّل. فاللبنانيّون لن ينسوا كلّ ما بذله اللواء إبراهيم في ملفّات راهبات معلولا ومخطوفي أعزاز وترسيم الحدود والفيول العراقيّ والقمح والطّحين، وغيرها من الملفّات غير المُعلنة. كلّ التحية والتقدير لجهوده وعطائه.”
الرّئيس الجميّل
بعد كلمة شربجي، كانت الكلمة لرئيس الجمهوريّة الأسبق أمين الجميّل الذي قال إن البلدَ في حالةِ خراب، والدولةَ في حالة إفلاس، والمؤسسات مسلوبةُ القدرة على تجسيدِ إرادةٍ وطنيةٍ جامعة لحفظ الأسسِ التي بُنِي عليها لبنان منذ الميثاق الوطني، وما العجز عن انتخاب رئيسٍ للجمهورية وحالة الفوضى التي تتخبطُ فيها حكومةُ تصريف الاعمال المنصرفة في أحسنِ الحالات الى إدارةِ الفَراغ، والعاجزة عن تقديمِ الحلول ليومياتِ اللبنانيين من التعاسة واليأس، سوى مظاهر هذا الانهيار.
ودعا الرئيس الجميّل الى احترام القواعد الوطنية التأسيسيّة وفي مقدمها: سيادةُ الدستور والقانون ومتابعةُ الإصلاحات الضرورية، التي وضع أسسَها إتفاقُ الطائف، وإرساءُ الوحدة الوطنية، وامتيازُ قرارِ الحرب والسلم للدولة وفقط للدولة دونَ شريك، وحصريةُ السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية الشرعية. وقال إن هذه السلّة تشكّل مجتمعةً العناصرَ اللازمة لحياة سياسية مستقرة، تحت رقابة دولة القانون.
كما ذكرّ بوجوبية الحوكمة وإجراءُ إصلاحات في هيكل الدولة ووزاراتِها واداراتِها بما يؤدي الى وقف الخروج على الدستور وإرساء إنماءٍ متوازنٍ في البلاد، وقيام قضاء فاعل ومستقل، وبناء جيشٍ قوي قادرٍ على الدفاع عن لبنان وحدوده.
وعدد الاصلاحات المطلوبة بينها انشاءُ مجلس للشيوخ وطمأنة الجماعات الوطنية، تمهيداً لالغاء الطائفية، على أن يترافقَ ذلك مع اعتماد اللامركزية الإنمائية وتعزيزِ الوحدات المناطقية ودورِها، ووضعِ برنامج نهوض اقتصادي واجتماعي يستهدف المناطقَ اللبنانية كافة. واعتبر الرئيس الجميّل ان مقاربةً حديثة قائمة على الانماء المتضامن والمتوازن للمناطق هي وحدها كفيلة بتحرير لبنان من الفوضى والعبثية، ووضعِهِ على سكّة التعافي والاستقرار والرفاهية والسلام.
وطالب الرئيس الجميّل بإجراء مراجعة للسيادة الوطنية وإعادة بنائِها على أسس سليمة، داعياً الى وقف سياسة الانصياع لمحاورَ إقليمية، ما ساهم في ضياع هوية لبنان الفريدة، وتوازنِه الداخلي، ووفاقِه وشراكة أبنائه، بل كاد لبنان أن يفقدَ روحَه بتبعيته لتيارات تخالف مصالحَه ورسالتَه، فنسي لبنان رسالته الخاصة في منطقته، أو تناساها، وتحوّل الى حمّال رسائل الآخرين وناقلها ومدافع عنها وكأنها قضيتُه.
وقال الجميّل ان إسرائيل تبقى العدوَ ويبقى لبنان الى جانب قضية فلسطين العادلة وفي مقدمها حقُ العودة والحقُ بدولة فلسطينية مستقلة. وذكرّ الرئيس الجميّل بأن لبنان لم يقصرّ في دوره العربي حيث أيدّ كلَ القضايا العربية العادلة، وأثبت في غير مناسبة تضامنَه مع الشعوب العربية الشقيقة. لكن لا مستطاعَ لأحد أن يعطي أكثر من طاقته. ولا أعتقد أن أحداً في الإقليم او في العالم، كرّس ذاته أكثر من لبنان، لدرجة التضحية أحياناً بأمنه واستقراره وازدهاره دفاعاً عن القضايا العربية. وصار الوقتُ لأن تعترفَ كلُ الدول بحق لبنان في سيادته، ختم الرئيس أمين الجميّل.
مُداخلات
في الختام، كانت مُداخلات للحضور، ومنها للرئيس فؤاد السنيورة الذي استذكر أحد اركان الحركة الوطنية محسن ابراهيم مقرّاً بارتكاب الحركة جملة أخطاء بينها تحميل لبنان في حمأة دعم القضية الفلسطينية ما لا قدرة له على تحمله، وفي ظرف آخر وفي حمأة الرغبة بالتغيير صار إلغاء الدولة، وهذه الاخطاء تتكرر اليوم وصولاً الى الانهيار. كما كانت مُداخلات للنّائب فيصل الصّايغ والنائب السّابق محمّد أمين عيتاني ورئيس تحرير مجلة الشّراع حسن صبرا والمُحامي مروان سلام والحضور الذين ناقشوا بعض المحطّات والمواقف وكانت مُراجعة تاريخيّة بين الرّئيس الجميّل والحضور.