سلّوم لـ «الشرق»: موضوع دولرة الأدوية متروك للنهاية وهمّي الوحيد تأمين الدواء الشرعي للمريض وضبط المزور

سلّوم لـ «الشرق»: موضوع دولرة الأدوية متروك للنهاية وهمّي الوحيد تأمين الدواء الشرعي للمريض وضبط المزور

كتبت ريتا شمعون:

سلع لم يتخيل يوما أن تكون لها سوق سوداء في لبنان مثل الأدوية وسط تدهور قيمة العملة الوطنية حيث تخطى سعر الصرف في السوق السوداء (الموازية) أكثر من 92 ألف ليرة للدولار الواحد.

وعليه، دواء مهرب، مزور، صيدليات تعاني ومستوصفات غير شرعية تنبت وتنمو كالفطريات تبيع الدواء التركي والسوري والإيراني معرضة حياة المرضى للخطر والقطاع الصيدلي الشرعي للإنهيار، ومرة أخرى تصفعك الإجابة  ما في باليد حيلة  ولم تترك لنا الظروف من حولنا والتحديات التي نواجهها كنقابة صيادلة في لبنان ما نقدمه للمرضى الذين باتوا يشترون أدويتهم بأسعار خيالية.

وما قاله نقيب مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة أن الحل بالنسبة الى القطاع الدوائي كما الكثير من القطاعات هو الإتجاه نحو دولرة الأسعار قاله مراوبة رئيس نقابة الصيادلة في لبنان جو سلّوم في حديث لجريدة  «الشرق» سلّوم ، همّه الوحيد أن نتسلم الدواء ونصرفه لمرضانا في لبنان مؤكدا: أنه لم يحمل همّا إلا همّ المريض الذي يبحث عن الأدوية في أي مكان وبأي وسيلة أن يحصل على الدواء، إذ أن الأزمة الإقتصادية لم تستثن قطاع الدواء تتمثل هذه المرة  بدولرة الأدوية التي نخشى كنقابة      ان نلحق بالقطار لهذا الغرض .

ورغم نداءات الصيادلة بدولرة الدواء يرفض سلّوم  التسليم بالأمر الواقع ريثما تنجلي الأمور معتيرا أنه بتسعير الدواء بالدولار يكون هذا القطاع انضم الى القطاعات الأخرى في التخلي عن العملة الوطنية وضربها، لكنه في الوقت عينه يؤكد أن أسعار الأدوية تتأثر بارتفاع سعر الصرف الدولار في السوق السوداء وباتت الصيدليات والمواطن ضحيته متخوفا من إضطرار المريض لتأمينه من أدوية بديلة تركية، سورية أو إيرانية أو من تجار الشنطة الذين يأتون بالأدوية من الخارج أو بواسطة الواتساب وأسعارها أقل بكثير من أسعار الدواء اللبناني والأجنبي خصوصا الأدوية التي رفعت عنها وزارة الصحة الدعم كليا الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعارها بشكل مضاعف في الصيدليات وأكثر مما كانت عليه.

في نهاية المطاف، وتصميما منه على ضمان توفير الدواء للمريض يؤكد سلّوم : أن أي آلية حظى بموافقة أكبر عدد من أعضاء مجلس النقابة سيتم اعتمادها لافتا الى ان المواطن اللبناني

يفضل أن يدفع ثمن الدواء بالليرة اللبنانية ولو على حساب سعر السوق، موضحا: أن شركات الأدوية اليوم تعاني من نفاد مئات الأصناف من الأدوية الضرورية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تجاوز 90 ألف سائلاً : ماذا لو تمنعت الشركات المستوردة من بيع الأدوية الى الصيدليات بحجة أن الدولار الى ارتفاع مستمر؟

وتابع سلّوم: أن خيار دولرة الأدوية متروك للنهاية والمسألة متروكة للتطورات مناشدا الوكلاء تسليم الصيادلة الدواء بالليرة اللبنانية وتحديدا المتممات والمكملات الغذائية حيث أكد ان عددا من الشركات سلّمت الصيدليات الطلبيات بالدولار ما يحتم على الصيادلة استيفاء سعرها من المواطنين بالدولار .

وعلى الرغم من ان تسعير الدواء مناط بالمؤشر الصادر عن وزارة الصحة، فإن تسعير الأدوية اليوم اصبحت مرتبطة بشكل مباشر للأسف على سعر دولار السوق السوداء أي تحتسب وفق سعر الصرف اليومي مشيرا الى أن التفاوت في زيادة الأسعار بين صيدلي وآخر فقد يعود للصيدلي الذي إشترى الدواء قبل صعود الدولار.

وعن إنقطاع الأدوية يقول سلّوم، نعم في لبنان هناك مشكلة وغلاء كبير للدواء ونعم للأسف هناك أدوية مقطوعة وغير متوفرة حتى بديلها غير موجود لا سيما الأدوية السرطانية المدعومة التي يجب أن تؤمن الدعم لها من مصرف لبنان، فالشركات وبسبب الآزمة المالية لم تتمكن من إستيراد الأدوية السرطانية والمستعصية إذاً هي غير متوفرة بالكمية المطلوبة والخشية من الوصول الى مرحلة لا تتمكن الشركات أن تستوردها، أما الأدوية المدعومة جزئيا فالأموال المخصصة لها محدودة بالتالي غالبية هذه الأدوية غير متوفرة مما دفع الكثير من الشركات الى عدم إستيرادها ما أدى الى نقصها في السوق المحلية ورفع أضعاف أسعارها في السوق السوداء ، أما بالنسبة للأدوية التي رفعت وزارة الصحة الدعم عنها كليا تسبب بارتفاع أسعارها بشكل مضاعف لأن الشركات تشتري الأدوية بالفريش؛ وتحصل على الدولار بسعر السوق بالتالي يسعر الدواء على سعر السوق السوداء فإن أسعارها إرتفعت منذ بداية السنة بنسبة 50% ، بالإضافة الى تأثير التهريب والتزوير اذ سيطرت شبكات تهريب منظمة على هذا السوق وبدأت تؤمن الأدوية من الخارج من دون مراقبة وزارة الصحة مما دفع بعض المكاتب العلمية الى مغادرة لبنان ربما لأن لبنان لم يعد في أولويات الدول وأجنداتها ليس فقط السياسية بل الدوائية .

في هذا السياق يؤكد سلّوم أن من كل مكان تدخل الأدوية المهرّبة الى لبنان بطرق غير شرعية من تركيا وسوريا وإيران لا سيما الأدوية السرطانية قسم منها مزور والقسم الآخر لا يحفظ بطريقة سليمة أي أنه يتحول الى سم قاتل لا بل بعض الأدوية السرطانية اكتشف أنها عبارة عن ماء مبديا أسفه للمرحلة التي وصلنا اليها أصبح فيها الدواء متوفرا خارج الصيدليات أكثر مما هو متوفر داخلها.

وختم قائلاً: نحاول قدر المستطاع توعية المرضى على ضرورة عدم شراء الدواء من مؤسسة صيدلانية غير شرعية مؤكدا ان الحل بتأمين الادوية لكل مرضانا مناشدا المعنيين في القطاع الصحي في لبنان والسلطات الامنية التشدد مع كل من يدخل دواء بطريقة غير شرعية.

Spread the love

MSK

اترك تعليقاً