انهيار بنك وادي السيليكون.. بايدن يتوعّد المسؤولين و”إتش إس بي سي” يستحوذ على وحدة ببريطانيا وصندوق النقد يراقب
أعلن بنك “إتش إس بي سي” (HSBC) امس أنه استحوذ على وحدة بنك وادي السيليكون (سيليكون فالي SVB) الأميركي في بريطانيا مقابل جنيه إسترليني واحد، بينما يراقب صندوق النقد الدولي التداعيات ومخاطر الاستقرار المالي المترتبة على انهيار البنك.
وقال نويل كوين الرئيس التنفيذي لـ”إتش إس بي سي” في بيان “هذا الاستحواذ يتمتع بمردود إستراتيجي ممتاز على أعمالنا في المملكة المتحدة”.
وذكر وزير الخزانة البريطاني جيريمي هنت أن الحكومة وبنك إنكلترا سهّلا بيع وحدة بنك وادي السيليكون في بريطانيا إلى “إتش إس بي سي”، في خطوة من شأنها حماية الودائع دون دعم من دافعي الضرائب.
ويأتي هذا بعدما تحركت السلطات الأميركية لدعم الودائع ووقف أي تداعيات أوسع نطاقا للانهيار المفاجئ لبنك وادي السيليكون، الذي تتبعه الوحدة البريطانية.
وتتوجه أنظار القطاع المصرفي الأميركي والعالمي الاثنين إلى بنك وادي السيليكون وفروعه الـ17 المنتشرة بولايتي كاليفورنيا وماساشوستس، في وقت دعت فيه المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع “إف دي آي سي” (FDIC) المودعين إلى سحب ودائعهم المالية.
وتضمن الحكومة الفدرالية من خلال تلك المؤسسة الودائع التي لا تزيد قيمتها على 250 ألف دولار فقط.
وبوصفه بنكًا يقدم خدماته للشركات في المقام الأول، فإن ما يقرب من 97% من ودائع البنك البالغة 200 مليار دولار غير مؤمن عليها لأن قيمتها تزيد على 250 ألف دولار، وهي تتبع شركات بالأساس.
ورأى بعض الخبراء أن فشل البنك يسلط الضوء على الخسائر الكبيرة التي شهدها النظام المصرفي بأكمله نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، وتأثير ذلك على الاستثمار في السندات.
كما نقل موقع بلومبيرغ عن متحدث باسم صندوق النقد الدولي قوله إن الصندوق يراقب من كثب التداعيات ومخاطر الاستقرار المالي المترتبة على انهيار بنك وادي السيليكون.
وأضاف المتحدث أن الصندوق الدولي لديه ثقة كاملة بأن صانعي السياسة في الولايات المتحدة يتخذون الخطوات المناسبة لمعالجة الوضع القائم، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إجراءات استثنائية لوقف التداعيات المحتملة لانهيار بنك وادي السيليكون، بما في ذلك دعم المودعين.
من جهته، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بمحاسبة المسؤولين عن إفلاس بنك وادي السيليكون ومؤسسة مالية ثانية هي “سيغنِتشر بنك” (Signature Bank)، وطمأن الأميركيين مؤكدا أن ودائعهم بأمان.
وقال بايدن في بيان أصدره مساء الأحد “عملنا على معالجة المشاكل التي يواجهها بنكا وادي السيليكون وسيغنِتشر وتم التوصل إلى حل سريع يحمي الأميركيين”.
وتابع “أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى”.
ورغم أن البنوك الكبيرة لم تتأثر، فإن أسهم العديد من المصارف المتوسطة الحجم أو المحلية تراجعت في البورصة الجمعة في ظل قلق المستثمرين.
ومن أبرز المصارف المتضررة بنك “فيرست ريبابلك” (First Republic) الذي انخفضت أسهمه بنسبة 30% تقريبًا في جلستي الخميس والجمعة، وبنك “سيغنتشر” الذي فقدت أسهمه ثلث قيمتها منذ مساء الأربعاء.
يشار إلى أن عددا كبيرا من زبائن البنكين شركات غالبا ما تتجاوز ودائعها الحد الأقصى للمبلغ الذي تضمنه مؤسسة التأمين الفدرالية، وهو 250 ألف دولار لكل مودع، ما قد يؤدي بها إلى سحب أموالها.