شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مَن يلجمهم؟!
– مَن يلجم عصابات ومافيات المولّدات الذين بلغ بهم الجشع واللاوطنية أنهم ينهشون لحم المواطن المغلوب على أمره، ويقضمون عظمه، ويستغلون حاجته القصوى الى التيار الكهربائي بلا شفقة أو رحمة، ليراكموا المال الحرام الذي يتجاوز الأرباح القانونية (والضميرية) بأشواط وأشواط؟!.
– من يلجم فلتان الأسعار في المتاجر الكبرى والصغرى، وقد تجاوزت فلتان سعر الدولار (فلتان على فلتان) فيما الدولة بحكومتها الظريفة في وادٍ آخر؟!.
– من يلجم التجاوزات التي يرتكبها النازحون في مختلف المناطق، بدءاّ من تمادي السرقات في بلدة القاع والعديد سواها في المدن والأرياف، الى النسبة المرتفعة من الجرائم بما فيها الجنايات الفظيعة، على أنواعها ما يرفع نسبة الذين يُلقى القبض عليهم ويُزج بهم في السجون الى نحو 45 في المئة من مجموع المساجين في السجون اللبنانية؟!.
– واستطراداً، من يلجم المشروع الأوروبي – الغربي – الأميركي الجهنمي الذي يجهد لدمجهم في المجتمع اللبناني بتفاصيل التفاصيل، بما فيها تدريسهم على المنهج اللبناني وليس السوري، الى مطاردة كل مَن يقول بضرورة عودتهم (الكريمة والآمنة) الى بلدهم وإلصاق شتى التهم به، كما إلحاق الضرر به. بالمناسبة، هل كان موقف اللواء عباس ابراهيم، المتمسك بعودة النازحين أحد أسباب عدم التمديد له في المديرية العامة للأمن العام؟!.
– من يلجم تجويع اللبنانيين من خلال عصابات التلاعب بالعملة الوطنية وتحويلها، تدريجاً الى ورق يفقد قيمته يومياً حتى التلاشي؟!.
– من يلجم مزوّري الشهادات الجامعية وضرب مستوى التعليم في لبنان؟!.
– من يلجم الانهيار في المستوى العام عند الكثيرين من الجماعة السياسية الذين غرقوا في الفساد حتى آذانهم، واستسهلوا البيع والشراء في كل ما يخدم مصالحهم الذاتية على حساب الإنسان اللبناني وحقه في الحياة الكريمة، فلم يكتفوا بتجويعه، بل مارسوا عليه ساديتهم المريضة في تعذيبه وإذلاله حتى الدفع به الى حد الكفر والإذلال و … الانتحار ؟!.
– من يلجم النواب، ولاسيما قادة الكتل والتكتلات والأحزاب، عن الاستمرار في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، والتباري في أي فريق هو الأكثر تعطيلاً من الفريق الآخر، وتحويل هذا التعطيل الى حالٍ دستورية هي هجينة على كل حال؟!.
– من يلجم هذه الحكومة المهيوبة عن تربيح البلاد والعباد المنّيّة بأنها موجودة، وهي التي ابتكرت اجتهاداتٍ عديدةً لتبرر عقد جلساتها، التي لم تتوصل إلّا الى الحكي الفارغ، لأن الناس لم يلمسوا أي شيءٍ إيجابي على الإطلاق ينعكس تخفيفاً لأزماتهم الكارثية… واذا كانت قد فعلت شيئاً واحداً من ذلك، فلتدلّنا اليه؟!.