التحقيق مع الحاكم كشاهد … وسلامة متماسك ومرتاح
في الداخل، وحده خبر التحقيق الماراتوني مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ملأ الشغور الرئاسي المتمادي انس، اذ انشغل اللبنانيون منذ الصباح بتتبع الوقائع القضائية التي حضرها الوفد القضائي الاوروبي، بعدما ادعت هيئة القضايا في وزارة العدل اول امس على «الحاكم» في ظل معلومات عن تقديم استقالته، سرعان ما نفتها مصادر المصرف، واعلنت انه سيحضر عصرا اجتماعا للمجلس المركزي لمصرف لبنان.
وفي الخارج اللبناني، حطّ الحدث في الفاتيكان مع استقبال البابا فرنسيس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وتأكيده «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد»، واعلان ميقاتي اهمية المحافظة على لبنان الرسالة وترسيخها.
وبين الداخل والخارج، وتحديدا عند الحدود الجنوبية، رصد وترقب في اعقاب اعلان اسرائيل أنها «قتلت شخصًا تسلل «على ما يبدو» من لبنان، بعد تفجيره عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجيدو قرب مدينة حيفا»، و تفقد وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية، واعلانه عن «منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا واننا سنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين».
استجواب سلامة
في العدلية وعلى وقع تحليق الدولار متجاوزا سقف الـ105 الاف ليرة، انطلقت عند العاشرة والنصف من قبل ظهر امس، جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام القاضي شربل ابو سمرا في حضور الوفد القضائي الاوروبي الذي سيوجه اليه 100 سؤال. واشارت المعطيات الى ان سلامة أجاب على كل الاسئلة المطروحة وبدا متماسكا ومرتاحا خلال تقديم كل الشروحات للقضاء الأجنبي… وفيما انتهت الجلسة قرابة الرابعة، انعقد المجلس المركزي لمصرف لبنان مساء برئاسة سلامة .
ليس بعيدا، نفى مصدر في مصرف لبنان عبر «المركزية» نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن الحاكم سلامة قدّم كتاب استقالته إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
الاضراب مستمر
في الغضون، استمر امس اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية.
البابا للانتخاب
سياسيا، جدد البابا فرنسيس «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة». وشدد خلال لقائه ميقاتي في الفاتيكان، على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد». بدوره، أكد ميقاتي «أن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل ارجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة. وإن الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة». وقال: سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية». كما وجه «دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته». وعقب اجتماعه مع البابا فرنسيس، أجرى ميقاتي محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير. وجرى خلال الاجتماع عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافة، حيث شدد رئيس الحكومة على «أهمية مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي لاتمام انتخابات رئاسة الجمهورية». بدوره أكد الكاردينال بارولين «الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة».
لا ضغط سعوديا
في الاثناء، لا جديد عمليا في الملف الرئاسي. وبينما يدعو رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الى انتخاب رئيس توافقي، شدد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بوعاصي على «اننا لن نتراجع قيد أنملة عن ترشيح النائب ميشال معوض اذا لم نجد شخصا ينال اصواتاً اكثر من اصواته». وقال في حديث تلفزيوني: صرنا في موقع المعطلين للاستحقاق الرئاسي لسبب اساسي وهو أنه لم تحترم قواعد اللعبة منذ البدء». وأردف لن نؤمّن النصاب لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً، والسعودية «ولا مرة بتضغط علينا».
عملية مجيدو
جنوبا، اعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي في بيان، ان «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان،» لافتا الى ان «اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة». اضاف «ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات». من جهتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح امس، أنَّ «منفّذ عملية «مجيدو» منذ يومين، يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع «حماس». الى ذلك، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وأشار وزير الدفاع إلى أنه «تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا”. كما شدد على أن «منفذ عملية مجيدو سيندم عليها”، مضيفا «سنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين».