طوني فرنجيه: الواقع الاقتصادي اللبناني هو نتيجة الازمات السياسية المتراكمة لذلك الحلّ يبدأ بالسياسة
أكد النائب طوني فرنجيه ان “الازمة الحقيقية في البلاد على الرغم من اتخاذها طابعاً معيشياً واجتماعياً ليست اقتصادية وحسب، انما يمكن القول ان ما نمرّ به اليوم هو نتيجة عمق واستفحال الازمة السياسية.
النائب فرنجيه وخلال لقاء مع طلاب “أكاديمية المرده للقيادة- دورة الشباب” أشار الى انه ” على مدار 30 سنة، عمدت الدولة وبشكل شعبوي الى تقديم الخدمات دون الحصول على ضرائب في المقابل، ما ادى الى تفاقم الديون بطريقة تصاعدية وصولاً الى الازمة الحالية، ولا بد من الاشارة الى ان هذه الديون كانت تأتي من أموال المودع اللبناني ما حوّل الأزمة الى أزمتين، اذ انه عندما توقفت الدولة عن سداد ديونها انعكس الأمر مباشرة على المودع اللبناني المقيم كما المغترب”.
وأضاف ” بدوره يشكل الاداء السياسي الذي انتهجته مجموعة من المسؤولين منذ بداية الأزمة واحدا من العناصر التي ساهمت في تعميق الأزمة بدلاّ من العمل على ايجاد مخارج لها، كما يمكن اعتبار بعض القرارات كاقرار “سلسلة الرتب والرواتب” جزءا من الأسباب التي سرّعت في انهيار مالية الدولة، بالاضافة الى مجموعة قرارات أخرى أبدينا اعتراضنا عليها خلال مشاركتنا في الحكومات المختلفة”.
وشدّد فرنجيه على ان “هناك عددا من الأمور المجتمعة التي ساهمت في وصولنا الى مرحلة الارتطام الكبير، ومنها نذكر خطابات (غب الطلب) الرنانة والشعارات التي تحاكي الغرائز التي تم استخدامها خلال مرحلة ما قبل الانتخابات وفي عدد من المراحل الأخرى.
واللافت ان الشعارات المشار اليها تعارضت تماما مع ممارسة أصحابها، اذ انهم ينادون بضرورة محاربة الفساد لكنهم يحوّلون بعض مؤسسات الدولة الى مساحات للتوظيف السياسي المختلف الاتجاهات.
وفي هذا المجال، لا بد من الاشارة الى ان استغلال بعض الأحزاب وأهل المصارف ثورة (17 تشرين) التي كانت تحمل في بداياتها مطالب محقة، شكّل بدوره سببا من اسباب الوصول سريعا الى ما نحن عليه اليوم”.
ورأى النائب فرنجيه ان ” لغة الاقتتال والتقوقع والتناحر التي يحلو للبعض التمسّك بها، بالاضافة الى لغة التخوين والتقسيم والانقسامات ورسم خانات وتوزيع الناس بين سياديّ وغير سياديّ، هي من الاسباب الرئيسية التي ادت الى ما نحن عليه اليوم.
وهذه اللغة بالتحديد التي لا تشبهنا ولم نلجأ اليها يوماً، تبدو صنيعة بعض الاجندات الخارجية التي تسعى لأن يبقى لبنان رازخاً تحت ثقل مشاكله وأزماته.
لذلك، قد يكون مدعو السيادة هم من ابرز المساهمين في ما وصلنا اليه ، اذ ان خطاباتهم مرتبطة بمشاريع خارجية لها مصالحها التي تمنع تطور لبنان وتحوّله الى بلد منافس في اي مجال من المجالات”.
وقال فرنجيه ” امام الخطاب التقسيمي والانقسامي الذي ندرك تماما ان جذوره تابعة للخارج، لا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الأيدي، بل علينا ان نتمرّد على هذا الواقع عبر تأكيدنا على صوابية نموذج الانفتاح والحوار والتواصل مع الآخر، اذ اننا نريد ان نعيش مع بعضنا البعض في بلد واحد ومزدهر، لا ان نستمر في التقاتل والتناحر.
فالاقتتال والتناحر والتقوقع تصرفات تؤدي إلى التراجع والدخول في أزمات، اما العيش بانفتاح ورغبة في التواصل مع الآخر فيؤديان إلى الازدهار.
من هنا يبدو واضحاً ان عمل الرئيس المقبل يصب في اتجاه سياسة مدّ اليد والتعاون وفتح المجال امام مختلف الأفرقاء للجلوس على طاولة واحدة للحوار والتواصل ما يدفع للذهاب نحو انتاج الحلول المطلوبة.
وفي هذا المجال، ليس خفياَ على اي احد ان رئيس (تيار المرده) سليمان فرنجيه يشكل علامة فارقة من خلال قدرته ورغبته في الانفتاح على مختلف الأطراف والتواصل والحوار معها، وهذا ما اظهره من خلال ممارسة ثوابته المسيحية، لاسيما مفهوم المسامحة، لا المناداة فيها وحسب”.