الإطلالات الصادمة في التمثيل.. بين قساوة الواقع ودهشة الأداء

الإطلالات الصادمة في التمثيل.. بين قساوة الواقع ودهشة الأداء

تشارك الممثّلة اللبنانية روجينا في رمضان في مسلسل «ستهم»، وتقدّم فيه دور إمرأة تتنكّر بشخصية رجل، وإطلالتها هذه كانت صادمة وأثارت الجدل لأنّها تظهر صلعاء الرأس، وترتدي ملابس رجالية، وتعاني من أجل لقمة العيش بالحلال، ويقول أحد الممثّلين: «ما حدّش بيلبّس الست توب الرجال إلا الظلم». طرحنا هذا السؤال على نجوم مميّزين في مجال التمثيل: ما هو الدور الذي قدّمته وكانت إطلالتك فيه صادمة؟ أو ما هو الدور الذي قدّمه ممثّلين آخرين وكانت برأيك إطلالتهم صادمة؟ والجواب كان أنّه يتوجّب على الممثّل إعتماد نوع من القسوة والصدمة في تحوّله بإتقان من شخصية إلى أخرى، لأنّه ينسلخ عن ذاته لإقناع المشاهدين بالدور.

*غريتا عون-ممثّلة: دوري في مسلسل «كازانوفا» قدّمته من دون ماكياج وبحواجب عريضة جداً وبملابس محتشمة جداً كفتاة معقّدة من الرجال.هذه الإطلالة كانت صادمة، تماماً كما مشهدي في مسلسل «أولاد آدم» حين قصّوا شعري، واعتقد البعض أنّ ذلك حصل في الحقيقة بسبب قساوة المشهد ومصداقيته. وبرأيي أنّ الممثّل ممكن أن تكون مشاركته في عمل معيّن أقل من عادية، أو يثير الجدل في عمل آخر إذا إدارة الممثّل والعمل كانا مميّزين، فيتميّز الممثّل مثلهما. وبخصوص الممثّلين الآخرين أعتبر أنّ الممثّل نيكولا معوض من خلال مشاركته في فيلم في هوليوود His Only Son الذي أنا وغيري كثر نترقّب مشاهدته، أعتقد أنّه شكل صدمة إيجابية لي ولكلّ اللبنانيين لأنّه ممثّل لبناني نفتخر به «ورح يبيّض لنا وجهنا»، وهذا يعني أنّ لدينا طاقات تحتاج إلى فرص مناسبة لإبراز مواهبها.

*طارق سويد -كاتب وممثّل ومقدّم برامج: أعتقد أنّ الدور الذي قدّمته في بداياتي كانت إطلالتي فيه صادمة، حيث شاركت في مسلسل «صارت معي» الذي ينقل قصصاً واقعية، وكان أول مسلسل من هذا النوع للكاتب الراحل مروان نجار. اللافت في هذا العمل أنّنا نسمع صوت الشخص الحقيقي الذي ننقل قصّته، وأنا قدّمت في سلسلة من الحلقات دور شاب مصاب بمرض السيدا، وحينها لم تكن حملات التوعية حول هذا المرض متوفّرة. هذه التجربة كلّها كانت مؤثّرة بالنسبة إلي، منذ لقائي بالشاب الذي أخبرني عن معاناته، وكيف إبتعد أهله عنه وتركوه وصاروا يخافون منه. اليوم الحمد لله صار في توعية أكثر، والناس يعرفون أنّ الـ HIV لا يتحول إلى مرض السيدا إذا المصاب بالفيروس تلقّى العلاج بانتظام، ويمكنه أن يعيش حياة طبيعية جداً، والأهم أنّ الناس  صاروا يعرفون كيفية انتقال الفيروس من خلال علاقة جنسية غير محمية. وأذكر جيداً مشهداً من الحلقات الأربعة، حيث رفض إخوته أن  يجلسوا معه على الطاولة أو مشاركة الصحون نفسها، وكيف أنّ والدتي في المسلسل والتي قدّمت دورها الممثّلة الراحلة القديرة ليلى حكيم، أمسكت كوب الماء الذي شربت منه وشربت منه أمامهم. وأذكر أنّ ذلك المريض حين كان يخبرني عن هذه الحادثة بكى وأبكاني وأثّر بي كثيراً وفي  كثير من الناس. أما الدور الآخر الذي شكّل صدمة للناس أيضاً كان مؤخراً في مسلسل «الحب الحقيقي» الذي قدّمت فيه شخصية رجل يعنّف زوجته بطرق وحشية، وهذا الدور استفزّ الناس تماماً كما استفزّني، وكنت أشعر بنفور الناس للشخصية التي أديتها في كلّ مرّة كنت أتواجد فيها بمكان عام، خصوصاً أنّني كتبت كذلك مسلسل «كفى» الذي نقل معاناة ضحايا العنف الأسري. وفي الواقع نحن كممثّلين ننقل الواقع، ويتوجّب أن نؤدي كل شخصية تستفزّنا، وأنا بطبعي تجذبني الشخصيات التي لا تشبه شخصيّتي الحقيقية إطلاقاً، ومن هذا المنطلق أستمتع بالدور و «بطلع من حالي».

*إلسا زغيب-ممثّلة: من غير الضروري أن تكون كلّ إطلالات الممثّل جميلة، أيضاً من الخطأ أن يهتم بشكله أكثر من إهتمامه بأن يكون أداءه مقنعاً. وأقول برافو للممثّلة روجينا التي وافقت على الظهور بهذه الإطلالة، «كتير ناجح اللوك»، علماً أنّني في مسلسل «جنى العمر» أيضاً تنكّرت بدور رجل، وكنت ألصق الشوارب مع دقن خفيف، لأنّني أدّيت دور شاب يافع. وهذا الدور كان جميلاً، و «علمّ» عند الناس. وبرأيي أنّ بعض الأدوار تكون مميّزة أكثر من غيرها، وتبقى ملفتة في مسيرتنا.

*لارا خوري -ممثلّة: حين قدّمت في مسلسل «متل القمر» دور المتسلّطة والمتعجرفة، شعرت بأنّ العالم كرهوني لإعتبارهم أنّ شخصيتي نافرة. ولكن صاروا يتعاطفون معي حين بدأت تقديم أدواراً تشبه شخصيّتي. وبرأيي أنّ الممثّلة ماغي بو غصن في مسلسل «للموت» كانت صادمة إيجابياً بكاراكتيرها.

فدوى الرفاعي

    Spread the love

    adel karroum

    اترك تعليقاً