ماكرون.. من فشل معالجة تفجير المرفأ إلى فشل اللجنة الخماسيّة
كتب عوني الكعكي:
يوماً بعد يوم يتبيّـن لنا كم أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ساذج وعديم الخبرة وفاشل… ولن أقول أكثر احتراماً لفرنسا وللشعب الفرنسي الذي تربطنا به نحن في لبنان صداقة وإعجاب تاريخي، بل أكثر من ذلك فاللبنانيون استفادوا من الإرساليات الفرنسية التي جاءت الى لبنان في أوائل عام 1900 وأنشأت المدارس والجامعات والمستشفيات، وكان لها الأثر الكبير بأن يصبح لبنان مميزاً عن جميع البلدان العربية.
بالعودة الى الرئيس الأرعن إيمانويل ماكرون، الذي هرع الى لبنان بعد التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت، هذا التفجير الذي أودى بحياة 220 من الأبرياء وجرح 5000 مواطن، وتهجير 300 ألف من اللبنانيين، وتدمير 75 ألف منزل، فقد زار ماكرون المرفأ وصرّح بأنه سيعمل على مساعدة لبنان في كشف حقيقة مَن فجّر المرفأ، وقد جلس مع جميع الزعماء اللبنانيين لحثهم على تشكيل حكومة. وجاء بعدها مرة ثانية والنتيجة كانت صفراً.
عتبي على الرئيس ماكرون هو انه لو أراد أن يساعد اللبنانيين لكشف حقيقة من فجّر المرفأ، كان باستطاعته أن يعطينا الصَور من الأقمار الصناعية التي تسجّل كل شيء، وهي موجودة عند الاميركيين والانكليز كما عند الفرنسيين، لكنه لم يفعل.. وهنا أتذكر قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حديث لإحدى محطات التلفزة، إذ أوضح ان الصوَر موجودة عند الكثير من الدول… لكن المصيبة ان تلك الدول حريصة على عدم كشف الحقيقة كي لا تسيء لعلاقتها مع إيران.
تصوّروا يا جماعة، سنتان وأكثر مرّتا على تفجير مرفأ بيروت ولا نزال ننتظر معرفة من فجّر المرفأ، ومن استورد النيترات… وماذا عن التلحيم؟ وماذا عن النيترات وربطها بأخبار عملية استعمال البراميل المتفجرة من قِبَل الجيش السوري وإلقائها على المواطنين.
أكتفي بهذه الكمية القليلة من المعلومات لأقول: إنّ على الرئيس الفرنسي لو كان يحترم نفسه أن يتوقف عند هذه الحدود.. وأن يبقى بعيداً عن لبنان وعن الملف اللبناني.
ولكن للأسف يبدو ان فخامته مصرّ على الفشل فدعا الى انعقاد مؤتمر في باريس يضم الاميركيين والفرنسيين والمصريين والقطريين والسعوديين، وقد صدر بيان عن المؤتمرين يقول:
1- انتخاب رئيس جمهورية للبلاد.
2- تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تقوم بالاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم، والتي تترافق أيضاً مع تشريعات مالية مطلوبة من البرلمان.
وأضاف مصدر مطلع ان الاجتماع شدّد على أهمية استمرار دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية المسلحة الشرعية للحفاظ على الاستقرار الذي يعد هشّاً وقابلاً للاهتزاز في أي لحظة في ظل الشغور الرئاسي، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الخانقة والضاغطة.. كذلك تقديم ما أمكن من المساعدات الانسانية التي تندرج في خانة الحاجات الأساسية للعيش.
كلام جميل ولكن السؤال البسيط: من سوف ينفذ هذه الوصايا العشر التي جاءت في البيان؟
يا جماعة الخير، المشكلة في لبنان أصبحت معروفة بشكل جيّد، وحلّها الحقيقي بيد أميركا إن شاءت.. وأكبر دليل على ذلك الاتفاق البحري بين اسرائيل و»الحزب»، والذي كان أسرع اتفاق في تاريخ العرب وإسرائيل.. وبيد إيران، لأنه وكما قال السيد: إنّ أموال ورواتب وسلاح وأكل وشرب وطبابة ونقليات أفراد الحزب من الجمهورية الاسلامية في إيران،
لذلك، يا «مسيو ماكرون» حفاظاً على شرف فرنسا وسمعتها لا بد من أن لا تُقْدم على عمل لا تستطيع أن تجني منه شيئاً، وهكذا فإنك تحمل فرنسا من فشل كشف من فجّر المرفأ الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة… وهذا ليس بيدك ولا عندك القدرة على فعله.
أخيراً، لا بدّ من تذكير «مسيو ماكرون» أن يعطي أوامره الى جماعة القضاء عنده، بأن لا يكونوا سخفاء، إذ يأخذون بوشاية مدير عام ظلّ أكثر من عشرين عاماً في مركزه… وبعدها قرّر الانتقام من حاكم مصرف لبنان، مدعياً أنّ حضرته رجل قانون… فكانت كل الدعاوى التي اختلقها مجرّد كذب بكذب، كما ننصحه بتوجيه قاضية على علاقة مشبوهة بـ»قوّاد» مشهور في فرنسا، دعاها واصطحبها الى البرلمان الفرنسي فاستأجرا صالة جانبية ليدّعيا أنهما كانا في البرلمان الفرنسي.. وننبّه «مسيو ماكرون» الى محاولته إهداء رئاسة الجمهورية لأحد أصدقائه اللبنانيين ونقول له:
كفى.. كفى… كفى..