روسيا: «الحرب هجينة» طويلة الأمد حتى نزع سلاح كييف وتحييدها
قائد «فاغنر»: المعارك الضارية في باخموت أضرت بقوات الجانبين
كشفت روسيا امس عن توقعاتها بشأن ما أسمتها «الحرب الهجينة» مع الدول الغربية، في حين قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «إذا ما تحدثنا عن الحرب بالمعنى الواسع، وعن المواجهة مع دول غير صديقة ومناهضة، عن هذه الحرب الهجينة، فإن أمدها سيطول».
وأضاف «نرى اقتناعا سائدا تماما في مجتمعنا بأن جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة يجب أن تتحقق وستتحقق»، مستخدما التسمية الروسية للهجوم الذي أطلقته موسكو في أوكرانيا قبل أكثر من عام.
وقال الكرملين إن من المستحيل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا عبر السياسة والديبلوماسية، مضيفا أن هدف العملية هو ضمان أمن روسيا بشكل عام وسلامة مواطنيها و»المناطق الروسية الجديدة» بشكل خاص.
وفي شأن ذي صلة، قال الكرملين إنه ليس من شأن روسيا نصح الرئيس الصيني بخصوص زيارة أوكرانيا من عدمها، وذلك على خلفية إعلان بكين عن مبادرة لإيجاد تسوية بين موسكو وكييف.
من جهته، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بتروشيف إن ما سماه السلوك الاستفزازي للغرب في أزمة أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى «نتائج كارثية».
وأضاف أن روسيا ستحقق هدفها رغم تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، وأنها مقتنعة بضرورة الحيلولة دون الاصطدام مع دول نووية.
وأشار بتروشيف إلى أن روسيا «ستتمكن من نزع السلاح في أوكرانيا وضمان حيادية كييف»، وفق تعبيره، وأوضح أن حوالي 50 دولة مما أسماه «تحالف رامشتاين» تشارك في الصراع المسلح إلى جانب أوكرانيا.
وفي سياق متصل، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو توقفت عن إخطار الولايات المتحدة بشأن أنشطتها النووية، بما يشمل التجارب، وذلك بعد انسحاب موسكو من معاهدة «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية الشهر الماضي.
كما أكد ريابكوف أن خطط موسكو لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا ستجبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تقييم مدى خطورة الموقف.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه المعارك في الشرق الأوكراني، إذ أقر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين بأن المعركة في باخموت ألحقت ضررا بالغا بقواته وكذلك بالجانب الأوكراني.
من جهته، قال موقع «ريبار» العسكري الروسي إن قوات «فاغنر» تواصل تنفيذ عملياتها العسكرية الهجومية للسيطرة على الشمال الغربي لمدينة باخموت، حيث تدور أشرس المعارك في الشرق الأوكراني.
من جهته، قال عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا الموالي لروسيا فلاديمير روغوف إن القوات الأوكرانية تحضّر عدة سيناريوهات لشنّ هجوم مضاد في منطقة زاباروجيا.
وأكد روغوف أن القوات الأوكرانية ستحاول عبور نهر دنيبرو من منطقتي نيكوبول ومارغانيتس الواقعتين في مقاطعة دنيبرو بيتروفسك، فيما ستقوم بشنّ عملية عسكرية برية في زاباروجيا، بحسب تعبيره.
في الأثناء، حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي -الذي زار زاباروجيا- من خطورة استمرار الاشتباكات في محيط المحطة النووية.
وأشار غروسي إلى أن الوضع لا يتحسن، وأن العمليات العسكرية في محيط منطقة المحطة تتكثف، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المحطة من أي هجمات.
وأكد غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل مع القيادتين الروسية والأوكرانية من أجل تطوير مفهوم جديد لحماية محطة زاباروجيا، مشددا على ضرورة ألا تتعرض هذه المحطة لأي لهجمات وألا تضم أسلحة ثقيلة.