احتفالات الشعانين تعمّ لبنان.. والعظات تشدّد على عدم الاستسلام مهما عصفت بنا الرياح

احتفالات الشعانين تعمّ لبنان.. والعظات تشدّد على عدم الاستسلام مهما عصفت بنا الرياح

إحتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بأحد الشعانين وعمت القداديس والزياحات والتطوافات بأغصان النخل والزيتون.

وترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار اسطفان في البترون وعاونه خادما الرعية الخوري بيار صعب والخوري فرانسوا حرب، وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها: “هو شعنا، مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل. يا يسوع انت الملك، نستقبلك اليوم في قلوبنا وعائلاتنا، في وطننا ومجتمعنا، نستقبلك كملك خلاصنا، لكن في القلب غصة، نحن محزونون ومتألمون، بائسون ويائسون من مستقبلنا، ونستقبلك كما استقبلك شعبك لأنه كان في الحالة نفسها، ينتظر ملكا مخلصا. ولكن بعد دخول أورشليم، اختفى الشعب لأنه عاد إلى يأسه ورأى أن الملك الذي كان ينتظره ليس هو هو. بينما يسوع ملك المجد يتكلم عن مجد الحياة الثانية لا مجد العالم لأن مجد العالم باطل والناس يبحثون عن مجد العالم فغرقوا في يأسهم. أما نحن يا يسوع فمؤمنون ومقتنعون أننا نستقبلك اليوم بفرح ورجاء”.
 
أضاف: “لن نستسلم لليأس مهما عصفت بنا رياح هذه الدنيا. رجاؤنا كبير، ونحن في خلال هذا الاسبوع سنحمل معك الصليب، وسنسير معك في درب الجلجلة والآلام حتى الموت على صليب هذا العالم لنستحق معك القيامة. نعم انت قيامتنا، لن نيأس. نحن مؤمنون أن درب الصليب ستنتهي وستنتهي قريبا بالقيامة، قيامتنا وقيامة كل عائلة من عائلاتنا، بقيامة مجتمعنا، وقيامة وطننا لبنان، الوطن الرسالة. لأن هذه الرسالة قد سلمتها انت أيها الرب يسوع إلى كنيستك في أرضك المقدسة وإلى وطننا لبنان وانت أردته وطن رسالة، في العيش الواحد المشترك، في المحبة والسلام، في المصالحة والمصارحة، والحوار الصادق والمحب، في الاحترام المتبادل”.
 
وتابع: “نحن مؤمنون ومترجون أننا معك، سنقوم ونقيم وطننا إلى حياة جديدة. سنتحمل المسؤولية معا لمستقبل أولادنا وأجيالنا الطالعة فيوقف هجرتهم عن هذا الوطن ويبقون فيه رسل محبة وسلام ومصالحة، أنبياء الرجاء ليس فقط للبنان لكن أيضا للعالم كله”.
 
وختم:”شعانيننا اليوم تنظر إلى أحد القيامة، إلى مجد القيامة. معك يسوع نحن منتصرون على كل بؤس ويأس وفقر وقهر، أنت خلاصنا، انت ملكنا الحقيقي”.
 
وبعد القداس، أقيم تطواف حول الكاتدرائية.

وترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، قداس أحد الشعانين في كنيسة سيدة البشارة في مدينة الميناء، عاونه كاهن الرعية الاكومونوس الياس رحال ولفيف من الكهنة، وبحضور حشد كبير من المؤمنين من ابناء الرعية، حيث غصت الكنيسة بهم وبجموع اطفالهم.
 
بعد الانجيل المقدس، ألقى ضاهر عظة قال فيها:”مبارك الآتي باسم الرب. لقد دخل الرب يسوع أورشليم بمجد عظيم. نحن المرنمين لك هللويا، أيها المسيح الإله، لقد أقمت لعازر من بين الاموات قبل آلامك، مؤكدا على القيامة. فنحن نحمل رموز الانتصار. هاتفين إليك يا غالب الموت: هوشعنا في الاعالي، مبارك الآتي باسم الرب”.
 
اضاف: “نلتقي مع المسيح مباشرة في أعماق قلوبنا ونصرخ هوشعنا في الاعالي مبارك الاتي باسم الرب هوشعنا في الاعالي، وما نحتفل به ونعيشه خلال هذا الأسبوع ليس فقط ذكرى آلام وموت يسوع وقيامته، بل نستحضر أيضا موتنا وقيامتنا بيسوع المسيح. وهذا يمنحنا الشفاء والمصالحة ويجعلنا نفهم أكثر بأن المسيح افتدانا.

وبهذه المناسبة نتقدم منكم ومن اولادكم واطفالكم بأحر التهاني باحد الشعانين، املين لكم دوام الصحة والعافية، ونؤكد معا ان احد الشعانين هو يرمز لذكرى دخول السيد يسوع إلى مدينة القدس، حيث استقبله الاهالي والاطفال بسعف النخيل واغصان الزيتون المزينين بالورود والزهور فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه”.
 
وختم: “نشدد على معاني هذه المناسبة المجيدة لندعو الى المحبة والتسامح، وأن تكون الشعانين فاتحة خير وباب خلاص للوطن المجروح ليتمكن شعبه من العيش بسلام، وامان واستقرار وبحبوبة وطمأنينة، كما نأمل من المسؤولين الدعوة الى الحوار الصادق والبناء المبني على المحبة، ومن ثم عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لتعود المؤسسات الرسمية الى العمل الفعلي وانتظام الادارات والوزارات بشكل يسهم في التخفيف عن كاهل المواطنين في هذه الظروف الصعبة، ونتمنى ان يضع المعنيون سياسة واضحة شفافة لانقاذ البلد من الازمة التي يمر بها، بخاصة الازمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والصحية”.
 
بعد القداس بارك المطران ضاهر أغصان الزيتون، وطاف الأهالي بزياح الشعانين في شوارع المدينة بمشاركة المؤمنين من رعية كنيسة سيدة النجاة المارونية، وحمل الأطفال بفرح أغصان الزيتون والشموع المزينة بالورود والزهور، على وقع الاجراس وترنيمة “هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب”. 
 
واختتم الزياح بتوزيع أغصان الزيتون رمزا للسلام على المؤمنين. ومن ثم بارك المطران ضاهر وخادم رعية سيدة النجاة المارونية الاب ميلاد ابو ديوان والاكومونوس رحال الاطفال والمشاركين في الزياح، متمنين لهم احدا مباركا.

وفي الكورة أيضًا، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بأحد الشعانين، فاقيمت للمناسبة القداديس والزياحات. 
 
ففي كنيسة القديس مارجرجس في بلدة برسا، ترأس الاب جوزيف العنداري القداس الاحتفالي في حضور حشد من المؤمنين. 
 
وبعد قراءة الانجيل المقدس، القى العنداري عظة عن معنى الشعانين ودخول المسيح الى اورشليم راكبا على جحش واغصان الزيتون وسعف النحل تزين طريقه. 
 
كما ترأس الكاهن راشد شويري القداس الذي اقيم في كنيسة مار جرجس في بلدة راسمسقا.
 
وفي ختام القداديس، شارك الجميع بالزياحات حول الكنائس وسط التراتيل والشموع المضيئة واغصان الزيتون التي حملها الأولاد.

وترأس راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار، قداس الشعانين في كاتدرائية مار الياس الحي صيدا عاونه النائب العام الخوراسقف مارون كيوان والخوري بيار جبور، في حضور النائبة الدكتورة غادة أيوب والمدير العام لوزارة الأشغال طانيوس بولس وحشد كبير من أبناء الابرشية. 
 
العمار
وألقى المطران العمار عظة، هنأ في مستهلها المؤمنين الحاضرين بالعيد، آملا أن “يشكل هذا  العيد المبارك أرضية خلاصنا جميعا”، وقال: “ليساعد الله مسؤولينا بإيجاد طريق الخلاص لهذا الوطن المجروح”، داعيا إلى “التضرع والصلاة للجيش قيادة وضباطا وعناصر ولجميع أجهزة القوى الأمنية التي تعمل جاهدة في حفظ امننا وحماية بلدنا من الأخطار”.
 
وتحدث عن معنى ومفهوم عيد أحد الشعانين الديني ومحور أهميته في حياة المواطنين المسيحيين و”خاصة لدى اولادنا الذين يشكلون فرحة هذا العيد وبهجته المميزة لا سيما في هذا الزياح، لان مشاركتهم هي عمل مبارك يقع في صلب المفهوم اللاهوتي العميق لهذا العيد الذي نتمسك به جميعا لما يحمله من أبعاد إلهية إيمانية في تحقيق كل ما هو  أفضل لهم للعيش آمنين سالمين”، طالبين من الله أن “يوفقهم لمستقبل مشرق”.
 
وتطرق لحادثة الاعتداء على مدافن الطائفة في منطقة حارة صيدا التي حصلت قبل يومين، واصفا “الاعتداء بالمادي لجهة عملية تكسير الصلبان ورمي تمثال السيدة العذراء وكسره ولاذ الفاعلون بعدها بالفرار، هذا العمل الذي  لاقى استنكارا وشجبا بالإجماع من قبل كل الفاعليات في صيدا وجوارها وحتى على صعيد كل لبنان، وهذا ما نسميه صوت الشعب الذي يدعو الله الى تخليصه من كل سوء وإعطائه الامان والسلام، وان نعيش مع بعضنا حياة مشتركة بتعاون ومن دون أي خوف”.
 
وإذ لفت إلى أن هذا الإجماع ظاهرة في شق منه محزن، إعتبر أن “في شقه الآخر يشكل الطمأنينة ووجها مفرحا يقول بأن صوت الخير ما زالت اصداؤه في صيدا والجوار ولبنان، اقوى من صوت الشر، رغم كل الظروف التي نعيشها، ولا زال هناك كثر يريدون الخير لهذا الوطن والعيش بأمان وسلام، كل شعب هذا الوطن بحرية دينية واجتماعية واقتصادية  واحترام الجميع”.
 
وخاطب الشباب: “منهجيتنا الدينية يتخللها مراحل، فبعد اسبوع الآلام تأتي مرحلة القيامة، وأنتم كذلك سيما وأنكم في مرحلة حيرة غير عارفين بأي القرارات الانسب لمستقبلكم سواء في البقاء او السفر”، مشددا على ان “القيامة في حياة أفضل آتية قريبا”، وداعيا اياهم الى “التحلي بالصبر الذي يتصف به الانسان المؤمن بربه وبرسالته على هذه الارض، ايمانه الذي لا يمكن ان يزعزعه شيئ”، معتبرا ان “تعاليم الاله هي التي ستسود في النهاية ما بين كل اهالينا في لبنان”.
 
وختم العمار داعيا “لعدم الخوف واليأس لانه لا بد للخير ان يعم اللبنانيين جميعا لانهم  يستحقونه”.

كذلك، أٌقيمت قداديس أحد الشعانين في النبطيةومنطقتها، وركزت على  المحبة والعيش المشترك، وحمل المؤمنون سعف النخيل وأغصان الزيتون، وأقيمت الزياحات.

ففي بلدة الكفور ترأس الخوري يوسف سمعان القداس في كنيسة سيدة النجاة، وركز في العظة على تلاقي الصوم مع صوم شهر رمضان. واستنكر “الاعتداء على المدافن المارونية في صيدا، فلا افهم ما هي الرسالة التي أراد المعتدي ايصالها. للمدافن حرمات وعلى النفوس ان ترقد بسلام.

وفي كنيسة السيدة في النبطية، ترأس الخوري سليمان كشاشة قداسا، شدد في العظة على المحبة والعيش المشترك والمعاني السامية للعيد.

وأحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في صور عيد الشعانين، فأقيمت القداديس والصلوات والزياحات في الكنائس والاديرة حيث رفع الاطفال على الاكف حاملين الشموع واغصان الزيتون وسعف النخيل، وألقيت عظات ركزت على الصفح والتواضع والدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل الانهيار الاقتصادي وانحلال مرافق الدولة.

ففي كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك في صور ترأس راعي الابرشية المتروبوليت جورج اسكندر قداس العيد، عاونه الاب بشارة منورة وسط جموع غفيرة من الاهالي والاطفال الذين تزينوا ولبسوا الثياب الجديدة رافعين الشموع.

وبعد الانجيل المقدس ألقى المتروبوليت اسكندر عظة أكد فيها معاني المناسبة ودخول يسوع اورشليم، وقال: “في هذه اللحظة الحاسمة من حياتنا الوطنية نشهد انحلالا في مؤسسات الدولة وسقوط اقتصادي مدو بسبب المآسي التي تقع على اللبنانيين الما ووجعا في كافة نواحي حياتهم، وترى المسؤولين يتخبطون عاجزين عن وضع رؤية انقاذية واضحة للبلاد، لا بل اكثر من ذلك نرى تخاذلا وتخليا عن المسؤولية وتهربا من ايجاد المعالجات الفعلية لقضايا الناس أولها انتخاب رئيس للجمهورية يحفظ الدستور ويفعل عمل المؤسسات”.

وأضاف: “عيد الشعانين هو أكثر من فرحة في ثياب جديدة كما ان مصدر فرحنا ليس متأتيا من سعف النخيل والزهور والشموع التي نرفعها في العيد، هذه كلها تعبر عن معنى وجوهر العيد الذي هو مدخلنا في اسبوع الالام، عيد الشعانين هو اليوم الذي نقبل فيه يسوع كمصلوب وندخله الى حياتنا كي نشترك معه في آلامه على درب القيامة هو درب الصليب هو العيد الذي نعلن فيه عن قبولنا بالمسيح الذي لم يعدنا بالراحة بل بالشهادة هو اليوم الذي يقبل فيه يسوع ليأخذنا معه الى الموت اولا، ومن ثم الى القيامة”.

كنيسة سيدة البحار
وفي كنيسة سيدة البحار للطائفة المارونية ترأس رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شربل عبد الله قداس العيد، عاونه الاب يعقوب صعب، بحضور حشد من الاهالي.
وبعد الانجيل المقدس ألقى المطرب عبد الله عظة تناول فيها معاني العيد وقال: “تندهش عيوننا وتنقذها اذهاننا من اتضاع مسيحنا الملك الذي تجلى اتضاعا وفقرا، حتى الملائكة نفسها لم تقو على فهم ذلك وادراكه، فكيف لانفسنا ان تفهم سر اتضاعك وان تتشبه به في تواضعك، تعلمنا الفقر لان في دخولك اورشليم ملكا لم يكن لك حفاوة الا من الاطفال ورضع، وفي تواضعك تعلمنا كيف نرتضي ان تنخفض نفوسنا لتلامس الموت لانك تركت تلك المطية وأكملت الصعود الى الجلجلة، متنقلا بصليبك لتقتل الموت في نفسك وجسدك وفي إطلالتك الملوكية لم تناد بالمدائح حتى اعتليت الصليب ولم تكن لك كلمة عزاء، ففي اتضاعك تعلمنا الصمت والحب والغفران والتواضع”.

أضاف: “مع فرحة الاولاد بالشعانين نستقبل يسوع ونتألم لالامه وهو الذي وهبنا الحياة لنحيا من جديد، علينا ان نمجد الله ونعمل بتعاليمه، والعودة الى يسوع ونعمل على محاربة كبريائنا وان نتواضع كما تواضع يسوع، وآمل ان يمنح لبنان العافية والاستقرار في ظل ما تشهده البلاد من آلآم ومعاناة ومأساة وتخبط جراء الانهيار الاقتصادي”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً