أوكرانيا تدمّر وحدات كاملة من قوات فاغنر وبريطانيا تكشف خطط روسيا في زاباروجيا
قالت آنا ماليا نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن جيش بلادها دمّر وحدات كاملة من ميليشيا شركة فاغنر الروسية في مدينة باخموت المحاصرة، في وقت اعتبر فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز أن التقدم الأوكراني في ساحة المعركة هو الذي سيحدد فرص الديبلوماسية.
وقالت المسؤولة الأوكرانية «ركز العدو جهوده الرئيسية في باخموت، وعلينا بالمقابل أن نركز جهودنا لصد هجمات العدو. ولو أننا لم ندفع بقوات إلى باخموت، لكان الروس قد تقدموا في عمق أراضينا».
وأضافت «لا ينفك المحتلون يحاولون السيطرة الكاملة على المدينة، ومنذ أن دمرت القوات المسلحة الأوكرانية بالفعل عددا كبيرا من مرتزقة فاغنر اضطر العدو إلى استقدام وحدات مظليين وقوات خاصة».
وشبهت الوضع في باخموت بسبب القصف الروسي بما يشبه مدينة حلب السورية، قائلة «العدو عادة ما يخسر في معارك الشوارع ولذلك يدمر الروس جميع المباني».
وأمس الاول، قال يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر -في مقطع فيديو- إن قواته تسيطر الآن على أكثر من 80% من مدينة باخموت.
واستخدم قلما أحمر اللون لتحديد منطقة صغيرة نسبيا معظمها أحياء سكنية في المدينة لم تسيطر عليها القوات الروسية بعد، وقال «الحرب مستمرة هنا».
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صد قواتها أكثر من 50 هجمة على محاور القتال شرقي أوكرانيا، 20 منها باتجاه باخموت، مشيرة إلى تنفيذ القوات الروسية محاولة فاشلة للهجوم على بلدة بغدانيفكا شمال غربي باخموت، بالإضافة إلى تعرض عدة بلدات في محيط المنطقة وفي كل من ليمان وكوبيانسك وأفدييفكا ومارينكا للقصف الصاروخي والمدفعي.
وفي المقابل، أعلنت الهيئة تنفيذ 13 غارة جوية استهدفت مواقع تمركز للقوات الروسية، و4 هجمات صاروخية على مواقع تحوي أسلحة ومعدات، وإسقاط طائرتين مسيرتين من طراز «أورلان-10».
وفي خيرسون، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن الروس قصفوا أراضي المقاطعة خلال الساعات الماضية أكثر من 30 مرة، واستهدفوا الأحياء السكنية وخطوط الكهرباء ومنطقة الميناء.
وفي زاباروجيا، أكدت الإدارة العسكرية استهداف الروس لعشرات القرى الواقعة على طول خطوط التماس بين القوات الأوكرانية والروسية وضرب مواقع البنية التحتية في المقاطعة.
وقال الجيش الروسي إنه دمر صباح امس نقطتين إستراتيجيتين تابعين للجيش الأوكراني في المقاطعة وقتل نحو 10 مسلحين.
وبشأن زاباروجيا أيضا، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن روسيا أنشأت 3 خطوط دفاعية في المنطقة تحسبا لأي هجوم أوكراني. وذلك بهدف إعاقة أي هجوم أوكراني على مدينة مليتيوبول مستقبلا.
أما الإدارة العسكرية في ميكولايف، فأكدت استهداف القوات الروسية للمناطق المائية في المقاطعة الجنوبية لا سيما في أوتشاكوف وكستروب.
من جهة أخرى، أكد الجيش الأوكراني استمرار سلاحه الجوي في قصف مواقع تجمع القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية وإسقاط دفاعاتها طائرتين مسيرتين وقصف المدفعية الأوكرانية أيضا مناطق لتجمع الجيش الروسي ومحطتي حرب إلكترونية لا سلكية تستخدمهما القوات الروسية.
وفي الاتجاه الجنوبي لمنطقة دونيتسك، قال الجيش الروسي إنه صد ضربة صاروخية أوكرانية وأسقط صاروخين من نوع «هيمارس» باستخدام منظومتي «إس-300» و«بوك».
فرص الديبلوماسية
في هذه الأثناء، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن تقدير أجهزته هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعدا لمفاوضات بشأن أوكرانيا الآن، وإن التقدم الأوكراني في ساحة المعركة هو غالبا الذي سيحدد فرص الديبلوماسية.
وقال بيرنز «راهن الرئيس الروسي على محق الأوكرانيين واستنزاف الغرب، وهو في هذا مخطئ. فالأوكرانيون لا يزالون يدافعون عن باخموت ودونباس وشرقي البلاد. والجيش الأوكراني يعد لهجوم في الربيع بدعم عسكري واستخباري كبير من الولايات المتحدة وشركائها».
وتابع «إنني لأرجو أن أقتنع بفرصة لمفاوضات تنتهي بإحلال سلام عادل. ولكن تقديرنا هو أن بوتين غير جدي بشأن أي تفاوض حاليا. إن التقدم الميداني الأوكراني هو الذي سيصوغ آفاق الحل الديبلوماسي على الأرجح».