اشتباكات عنيفة بالخرطوم وأم درمان وتقدير غربي بفرار 20 ألفاً من السجون
تواصل عمليات الإجلاء وطرفا النزاع غير مستعدّين للتفاوض
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في السودان «يبدو صامدا في بعض المناطق حتى الآن» لكن لا يوجد ما يشير إلى استعداد الطرفين المتحاربين «للتفاوض بجدية وهو ما يشير إلى أن كلا منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر».
وأضاف فولكر بيرتس أمام مجلس الأمن الدولي «هذه حسابات خاطئة».
وفي اليوم الثاني للهدنة وقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، في حين تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اقتحام السجون وإطلاق سراح نزلائها، ومن بينهم رموز في النظام السابق.
وفي حين قالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطيران الحربي مواقع تمركز قواتها بالقصر الجمهوري، قال الجيش إن خرق قوات الدعم السريع الهدنة يتواصل بمحاولة هجومها على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية.
وسمع دوي انفجارات وسط مركز الخرطوم وغربه، حيث تجدد إطلاق النار بين الجانبين شمالي الخرطوم بحري، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة في منطقة الفتيحاب؛ جنوب مدينة أم درمان المقابلة للخرطوم على الجهة الأخرى من نهر النيل.
يأتي هذا، في وقت تتوافد فيه تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات الجيش السوداني، ومرورها من قرية الجزيرة اسلانج بالخرطوم، لتكمل مسارها مرورا بأم درمان، حيث قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن قوات «المليشيا المتمردة» أصبحت ترتدي ملابس الجيش لممارسة النهب بأحياء أم درمان».
واتهم الجيش قوات الدعم السريع باستغلال هدنة مدتها 3 أيام لتعزيز نفسها بالرجال والأسلحة. ومن المقرر أن تنتهي الهدنة مساء اليوم.
في غضون ذلك، أفادت نقابة الأطباء في السودان بأن قوات عسكرية اعتدت على 6 عربات إسعاف منذ بدء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومنعتها من نقل المرضى وإيصال المعونات.
كما أعلنت النقابة ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 295 قتيلا، و1790 جريحا، مؤكدة وجود الكثير من القتلى والجرحى غير المشمولين في هذه الأرقام، وأنها لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات، لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
اقتحام السجون
من ناحية أخرى، تبادل طرفا النزاع في السودان المسؤولية عن اقتحام السجون وإطلاق سراح سجناء، وقدرت وسائل إعلام غربية عددهم منذ بدء النزاع المسلح بنحو 20 ألفا.
واتهمت وزارة الداخلية السودانية قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن الاضطرابات والجرائم الخطيرة التي ارتكبتها في حق البلاد، ومنها اقتحام عدد من السجون، وإطلاق سراح من سمتهم «عتاة المجرمين».
وأكد بيان الشرطة أن قوات الدعم السريع اقتحمت سجني «الهدى» و«النساء» بأم درمان، وسجون «سوبا» و«الأبيض» و«أم روابة»، وإطلاق جميع المساجين، بمن فيهم منسوبو الدعم السريع المدانون بجرائم في هذه السجون.
وأضاف البيان أن الدعم السريع اقتحمت سجن «كوبر»، مما تسبب في مقتل وجرح عدد من موظفي إدارة السجون، كما دخلت السجن الرئيسي، وأطلقت سراح جميع المساجين.
ورأى بيان من قوات الدعم السريع في خروج قيادات في نظام عمر البشير من السجون ممارسة تضليلية مكشوفة، تهدف الى استعادة النظام السابق.
ورد الجيش على هذه الاتهامات قائلا إن الرئيس السابق عمر البشير نُقل إلى مستشفى عسكري قبل اندلاع القتال في 15 نيسان الجاري.
وأضاف الجيش – في بيان – أن البشير وكلا من بكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد الطيب الخنجر، ويوسف عبد الفتاح، يخضعون للرعاية الطبية تحت حراسة الشرطة القضائية.
وأكدت القوات المسلحة السودانية أنها أصدرت هذه التوضيحات «سدا للذرائع ومنعا للتضليل الكبير الذي ظلت تروج له بعض الأبواق الإعلامية للمتمردين للتشويش على الناس»، حسب تعبيرها.