شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «ثورة» 17 ت = كارثة
آن الأوان ليقف مسؤولون عن انفجار 17 تشرين المشؤوم ليعترفوا بأنهم أسقطوا لبنان. هذه حقيقة فجّة، ولكنها حقيقة مطلقة. وعلى مَن يرفضها أن يجري مقابلة بين الوضع الذي كنا فيه والحال التي وصلنا اليها.
بداية نحن لا نقول إن الدنيا كانت بألف خير في لبنان، فهذه مغالاة هي أيضاً مرفوضة، ولكننا نرى أن ثمة احتمالاً كبيراً كان يلوح في الأفق لإصلاح ذات الحال، أما بعد ذلك السابع عشر من تشرين فقد سقط كل شيء. وأبشع ما في الأمر أن الأشاوس الذين حرّضوا على تلك الفوضى حققوا أجندة خارجية لم يستحِ أصحابها مرة في الإعلان عنها وعن أهدافها المبَيّتة. صحيح أن بعض المشاركين كان على حسن نية. ونحن، على صعيد شخصي، كتبنا منذ الساعة الأولى للحراك نبارك وندعم ونؤيد… ولم يَطُلْ بنا الأمر الى أن اكتشفنا النيات السيئة، بل المجرمة، التي خطط لها خارجٌ أميركي وغربي مكشوف، لتفجير هذا البلد المنكوب، ودفع هذا الشعب المغلوب على أمره الى الاستسلام الكامل للقبول بــ «الزوائد» المرفوضة في الجوار والمنطقة، والانتهاء مرة واحدة وأخيرة من «المسألة الشرقية» التي تتبلور في النسيج الديموغرافي الوطني في بلدنا، وإيجاد الحلول لأزمات المنطقة على حسابنا، ومعاقبة الذين يقفون في وجه هذا المشروع – الجريمة.
ومن أجل ذلك كان لا بد من تطويع هذا اللبناني وتركيعه وإذلاله حتى يرفع الراية البيضاء، راية الخيبة والخنوع والقهر والحرمان، وتحويله الى قطيع ينحصر همه في البحث عن الماء والكلأ، بأي ثمن، وخصوصاً مقابل العزة والكرامة.
هل نذهب الى حد الزعم بأن الدنيا كانت بألف خير قبل 17 تشرين سيىء الذكر؟ قطعاً: لا! وهل نبرّر للطاقم السياسي ارتكاباته وفساده وإجرامه وأعماله المخزية؟ بالتأكيد: لا! فهذه الزاوية لم تتخلَّ يوماً عن دورها واقتناعها بكشف مافيات أهل السياسة، إلا أننا ننظر الى النتائج، بل التداعيات، التي أفرزها ذلك الحراك المشبوه، لنكتشف البون الشاسع بين ما كنّا فيه وما وصلنا اليه، إذ بتنا نترحم على الماضي بالرغم من آفاته وسلبياته كلها التي لا تحصى ولا تُعَدّ.
ونكرر: أين أولئك الأشاوس الذين استغلوا طيبة الشعب ورغبته الأكيدة في التغيير ليتخلّوا عنه بعدما امتلأت جيوب بعضهم وانتفخ البعض الآخر في مواقع نيابية وسواها، ورفع الخارج (المموِّل والمحرِّض) يده عن البعض الثالث.
إننا، ومن منطلق الوعي الكامل لما نقول، نطالب بفتح ملفات ذلك الحراك المشبوه، قَدْرَ ما نصرّ على محاسبة الطبقة السياسية الهجينة الغارقة في الفساد.