جراحة نادرة.. أطباء في دبي يزرعون يداً مبتورة
حقق الأطباء في أحد مستشفيات دبي نجاحاً لافتاً بزرع يد عامل انفصلت تماماً عن جسمه بعد حادث أليم.
وكان باي فيو أونغ، وهو عامل يدوي من ميانمار يبلغ من العمر 37 عاماً قدم مؤخراً إلى دولة الإمارات، يتعامل مع شحنة ثقيلة يوم 26 فبراير 2023، عندما علقت يده اليسرى بطريق الخطأ في الحبال المستخدمة لربط القارب أثناء الرسو، ما أدى إلى انفصال يده تماماً عن جسمه عند المعصم بفعل الضغط الهائل الذي تسببت فيه الحبال.
وبعد أن نقله المسعفون من مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بشكل عاجل إلى قسم الطوارئ في مستشفى إن إم سي رويال، في مجمع دبي للاستثمار، سارع الأطباء من مختلف التخصصات إلى تشكيل فريق عمليات لإنقاذ الرجل الذي فقد كمية كبيرة من الدم وبات في حالة حرجة.
وبحسب الدكتور عادل علي، اختصاصي جراحة التجميل والترميم في مستشفى إن إم سي رويال، فقد تم إبلاغ المصاب ومديري شركته بضرورة إجراء عملية إعادة زرع اليد فوراً تحت التخدير العام.
وأوضح الدكتور فيكاس فيرما، استشاري التجميل والجراحة الترميمية والتجميلية في مستشفى إن إم سي رويال، أن عملية إعادة الزرع تشمل إعادة توصيل الجزء المبتور بالجسم، وذلك بتثبيت العظام والشرايين والأوردة والأوتار المقطوعة، في إجراء تقني معقد للغاية، ويستغرق وقتاً طويلاً، ولا يمكن تنفيذه إلا في المراكز الطبية التي تتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع إصابات اليد الوعائية الدقيقة.
وأضاف: «أن عملية إعادة زرع اليد الناجحة هي أفضل طريقة لاستعادة وظيفة وشكل اليد، ولا يمكن لأي طرف اصطناعي أن يضاهيها».
وعلى مدى أكثر من 10 ساعات، عمل فريق جراحة التجميل، الذي يضم الدكتور عادل علي، والدكتور فيكاس فيرما، وجراحي العظام الدكتور محمد سليم والدكتور محمد المرغني، وطبيب التخدير الدكتور سورجيا أوبادياي، والدكتور شياد محمد، إضافة إلى طاقم التمريض الذي يضم الممرضات جيتا وسونيا وماري.
وتولى الدكتور عادل علي وفريق جراحة التجميل والترميم عملية إعادة تدفق الدم إلى اليد المبتورة بعد إعادة وصل الشرايين والأوردة والأوتار المقطوعة، بينما عمل الدكتور سليم وفريق جراحي العظام على ترميم وإعادة تركيب العظام المفصولة.
وقال الدكتور سورجيا أوبادياي، رئيس قسم التخدير وإدارة الألم، إن باي أونغ خضع لأربع عمليات جراحية أخرى في الشهر التالي (مارس)، وفيها تم نقل الأوتار وترميم الأعصاب وترميم الجلد لاستعادة وظيفة وحركة اليد.
وأضاف أن المصاب يحتاج إلى مراقبة صارمة في فترة ما بعد الجراحة لضمان عدم حدوث مضاعفات غير مرغوب فيها.
وفي حديثه عن رحلة تعافي المصاب، قال الدكتور سليم: «بعد دورة من العلاج الطبيعي والعلاج المهني، من المتوقع أن يتمكن باي أونغ من استعادة وظيفة اليد بنسبة شبه تامة، وباعتبار أن شفاء الأعصاب والعظام يستغرق ما بين ستة أشهر وسنة كاملة، فإن أمام المصاب طريقاً طويلة نحو استعادة وظائف وحركات يده بالكامل، ومن المتوقع أن يتمكن من الالتحاق بعمله مجدداً».
وقال باي أونغ: «أنا العائل الوحيد لعائلتي، ولدي أم وزوجة وابنة تبلغ من العمر 3 سنوات في ميانمار، ولم ألتقِ بهنَّ منذ بدأت العمل خارج البلاد قبل سنة ونصف، ولكنني الآن أخطط لرؤية عائلتي وشكرها على الصلاة من أجلي، سنبقى أنا وعائلتي ممتنين للأطباء والممرضات في هذا المستشفى».
من جهته، قال المدير الطبي في مستشفى إن إم سي رويال، الدكتور أنانت باي، اختصاصي الجراحة العامة وجراحة المناظير: «تكون إعادة زراعة الأنسجة والأطراف ناجحة إذا تم إجراء العملية في أسرع وقت ممكن، ومن الأفضل أن تتم في غضون 4 ساعات بعد حدوث الإصابة».
وأضاف: «أن الحفظ والنقل المناسبين للجزء المبتور في وسط مبرَّد، بما يتوافق مع المعايير الطبية، هو أمر ضروري لنجاح هذه العملية».