تهميش المسلسل اللبناني.. سوء أوضاع إقتصادية أو متطلّبات السوق؟
يعتبر البعض أنّ المسلسل اللبناني تتمّ محاربته وتهميشه على حساب المسلسلات العربية المشتركة، ويقول البعض الآخر إنّ سحب البساط من الدراما اللبنانية هو بسبب أوضاعنا الإقتصادية التي تؤثّر سلباً على عجلة الإنتاج، وعلى عدم قدرة المحطات اللبنانية على شراء المسلسل اللبناني وعرضه والتباهي بنجاحه كصناعة وطنية. وبنتيجة هذه الأزمة عدد كبير من الممثّلين اللبنانيين يشاركون في مسلسلات مشتركة معظمها يتمّ عرضها على المنصّات التي تدفع فريش دولار، علماً أنّ هذه المشاركة لا تعني تفضيلهم هذه الأعمال على الدراما اللبنانية، وإنما هي فرصة لتأمين معيشتهم وتحقيق الإستمرارية والإنتشار عربياً. طرحنا هذا السؤال: هل أنت مع تقديم مسلسلات لبنانية وتسويقها عربياً، ومن دون مشاركة ممثّلين من غير جنسيات فيها؟ وهل برأيك أنّ المسلسل اللبناني تتمّ محاربته؟ وأجمعت الردود على وجوب تقديم أيّ عمل بمستوى جيّد ورفع مستوى الإنتاج للتمكّن من المنافسة والتسويق خارج لبنان، علماً أنّ متطلّبات السوق تغيّرت، وربما ستواصل التغيير، ولكنّها مغامرة تستحق المحاولة واستطلاع نتائجها.
*كارلا بطرس-ممثّلة: برأيي أنّ العمل الجيد هو الأهم ككل، سواء كان لبنانياً محضاً أو سورياً أو مصرياً أو مشتركاً، فالأعمال اللبنانية تمّت ترجمتها ودبلجتها منذ زمن. ويتوجّب في الدرجة الأولى تقديم ما هو جديد وبمستوى جيّد وقصة جميلة تجذب المتابعين لها. ولا أظن أنّ المسلسل اللبناني يُحارب، وإنما يتعلّق الموضوع بالتسويق. والأعمال المشتركة تحظى بإعجاب الجمهور في كل الدول العربية، وكلّ ممثّل أيّا كانت جنسيته يبرع في ما يفعله. وبرأيي أيضاً أنّ مسلسلات الأعمال المشتركة تغنينا كلّنا، ولا شك أنّ الممثّلين اللبنانيين قادرين على تقديم مسلسلات بمستوى جيد جداً، وتحقيق الإنتشار عربياً.
*ميرنا خيّاط -مخرجة: أنا مع تقديم مسلسلات لبنانية وتسويقها عربياً ومن دون مشاركة ممثلّين من جنسيات أخرى، وهذا الأمر لا يعني بالتالي أنّ مشاركتهم هو أمر خاطئ. وبرأيي أنّ المسلسل اللبناني لا تتمّ محاربته، وإنما في السابق لم يكن يتمّ التسويق له لأنّ المواضيع كانت لبنانية بحتة، ولم تكن تهمّ بلداناً أخرى، ولم نكن كذلك نشهد هذا الإنفتاح الموجود حالياً بفضل المنصّات حتى يتعوّد الجمهور على متابعة كلّ اللهجات العربية. أيضاً مشاركة الممثلّين السوريين مع ممثلّين لبنانيين أصبحت بحكم العادة إذا صحّ القول، وإذا شركات التوزيع تولي كامل ثقتها بالمسلسل اللبناني المتكامل، أكيد سيحقّق الإنتشار، علماً أنّه في السابق كان يحدث هذا الأمر، ولكن بسبب الحرب وتوقّف الإنتاجات على صعيد الأفلام والمسلسلات، وصار السوق اللبناني خارج المنافسة.وحين عادت عجلة الإنتاج، أصبحنا نشهد هذا الخليط العربي، والأمر يحتاج إلى خطوة أولى من الموزّعين في فرض المسلسل الللبناني، بشرط أن يكون المضمون جيداً في كل جوانبه حتى يفرض نفسه.
*نادين جابر- كاتبة: أنا مع تقديم مسلسلات لبنانية وسورية ومصرية ومشتركة وتسويقها عربياً، ولا فرق عندي بين مسلسل وآخر، لأنّ كلّ عمل لديه خصوصيته وجمهوره. وبالمقابل أحبّ أيضاً أن يتمّ تسويق الدراما اللبنانية من دون مشاركة جنسيات أخرى فيها، ولا أقول ذلك على سبيل التقليل من إحترام الآخرين، وإنما أنا مع وجود النوعين، أي مع الأعمال المشتركة، ومع الأعمال اللبنانية أو السورية أو المصرية البحتة، وأن تكون على مستوى عربي. البعض يقول إنّ المسلسل اللبناني تتمّ محاربته، وبرأيي أنّ الأمر يتعلّق بالوضع الإقتصادي، ولهذا السبب يكون إنتاج مسلسلات لبنانية أقل مادياً عن كمية الإنفاق على المسلسلات العربية الأخرى. ولا أعرف إذا كان يوجد طلب على المسلسل اللبناني، أو أنّ الجمهور ينجذب إلى الأعمال المشتركة، ولكنّني في أيّ حال لا أؤيّد مقولة تعرّض المسلسل اللبناني للمحاربة واعتباره ضحية، لأنّ العمل الجميل يفرض نفسه أيّا تكن جنسيته، وأنا أتابع على المنصّات مسلسلات لبنانية بحلقات قصيرة وطويلة، ولن أعمّم، ولكن يوجد إختراق، وبالتالي لا أحبّ الكلام عن المحاربة في هذا الإطار.
*مازن معضم -ممثّل: أنا لست ضد المسلسل المشترك، على العكس أنا مع الإنفتاح والمشاركة بأعمال عربية شرط أن يكون الممثّل اللبناني النجم موجود إلى جانب زميله العربي بالأدوار الأولى. وأنا بالتأكيد مع دعم المسلسل اللبناني (المحض لبناني)، ورفع مستوى الإنتاج للتمكّن من المنافسة والتسويق خارج لبنان، ومستعد كغيري من نجوم الدراما للدعم والتعاون لنعيد بريق المسلسل اللبناني، ونقدّم مسلسلات تترك بصمة عند الناس متل «لونا، وباب إدريس وغيرها من المسلسلات. ولا أعتقد أنّ المسلسل اللبناني محارب، لأنّ العمل الجيّد والعالي المستوى يفرض نفسه، وهذا الأمر بحاجة إلى قرار جريء من المنتجين الكبار، ولا أخفي أنّ هناك إحساساً لدى نجوم الدراما اللبنانيين الذين غُيّبوا هذا العام بأنّهم مُحارَبين، وهذه الهواجس نتناولها في أحاديثنا واتصالاتنا ببعض، ونتمنّى ألا تكون صحيحة.
*بياريت قطريب-ممثّلة: طبعاً أنا مع تقديم مسلسلات لبنانية وتسويقها عربياً، تماماً كما كان يجري قبل ظهور المنصّات، حينها كانت الفضائيات اللبنانية في أوج أيامها الذهبية، وكانت المسلسلات اللبنانية البحتة تحقّق نجاحاً كبيراً جداً. وأنا أشجّع عودة هذا الأمر من جديد، لكن متطلّبات السوق تغيّرت، وربما ستواصل التغيير، وأعتبر أنّ هذه مغامرة تستحق أن تتمّ محاولتها واستطلاع نتائجها. ولا أعتبر أن المسلسل اللبناني تتمّ محاربته، ولكن المعايير الحالية تهيمن على السوق، وتفرض أن يشارك في المسلسل اللبناني ممثلّين من جنسيات أخرى، علماً أنّه يستحق نيل فرصة للعرض بمشاركة طاقم من الممثلّين اللبنانيين، ورصد النتائج، وبناءً عليها تصبح ربما الأمور أفضل.
فدوى الرفاعي