شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – IMPASSE
تقول إحدى السفيرات الأجنبيات لكثيرين ممن تلتقيهم أو تتواصل معهم أن «الواجب الوطني يقتضيكم، في هذه المرحلة اللبنانية، بالغة الدقة والخطورة على مختلف الصعدان، حدّاً من التوافق، وعلى الأقل التفاهم، للخروج من
الـ impasse الذي وضعتم أنفسكم وبلدكم فيه، وهذا لا سبيل اليه إلّا بالتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن أي خطوة سوى ذلك هي قفز في المجهول».
أحد الذين كرّرت السفيرة أمامهم لفظة «امبّاس» التي لا يختلف معناها كثيراً في اللغة الانكليزية عنه في اللغة الفرنسية أخبرنا أنه راح يبحث في القاموس عن الكلمة علّه يجد لها معنىً غيرَ الذي يعرفه، لأنه أراد أن يقول للديبلوماسية ذاتها، فيما لو ردّدت أمامه هذه الكلمة مرة أخرى أن بلدها هو الذي دفع الى إيصالنا الى عنق الزجاجة، وهو الذي أسهم في «طلوع الجمَل الى المئذنة»، وهو الذي حول الدرب الى الردب. وكان صاحبنا قد وجد كلمة «ردب» في أول تفسير قاموسي لتلك الكلمة الأجنبية. وكلمة ردب التي هي أحرف كلمة درب ذاتها ولكنها «ملخبطة» تفسيرها في القاموس ذاته: «طريق مسدود»، ومأزق، وورطة، وزنقة…
وبعد، مَن هو الشخص أو القيادي أو الطرف أو الفريق أو الجهة أو الدولة أو الحاكم الذي سيقدم المفتاح ليفتح الردب فيعود درباً وسالكاً؟
في التقدير أن أحداً في الداخل لا يملك هذا المفتاح، والخارج (هذا إذا كان قادراً) لا يقدّم أيّاً من الجزرة والعصا لجماعات الداخل. فالجزرة لم تعد واردة لأسباب عديدة، وأما العصا ففقدت فاعليتها ربّما لأن جلود المهدّدين بها قد «تمْسَحَت»، على حد التوصيف الذي طلع به، ذات يوم، مرجع غير زمني سابق، وكان قد بلغ به القرف ذروته من أهل السياسة.
هل هذا يعني أن البلدَ ماضٍ الى الانهيار الكامل فلا تقوم له، من بعد أي قيامة؟!.
يجيب سياسي عتيق: إذا أخذنا بالنماذج التي نراها في السياسة عندنا فقد لا يكون ذلك مستبعَداً، وفي التاريخ عشرات الدلائل على دُولٍ دالت، وشعوب انقرضت، وامبراطوريات لم يبق منها إلا الأنقاض… ليستدرك قائلاً: أنا من المؤمنين بأن لبنان هو «وقف الله»، وسبحانه تعالى يُمهل هذا الطاقم السياسي الهجين زمناً، ولكنه لن يتخلًى عن وقفه.