المجلس الشرعي الأعلى: متى يغيّر السياسيّون أنفسهم ويتنازلون لمصلحة الدولة
عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، جلسة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، ناقش فيها الشؤون الدينية المتعلقة بالأوقاف الإسلامية والمؤسسات التابعة لدار الفتوى، ثم ناقش المسائل والقضايا الوطنية، واستهلت الجلسة بقراءة الفاتحة عن روح المفتي الشيخ حسن خالد في الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاده والتي توافق في 16 أيار الحالي، مستذكرين مزاياه ومناقبه الإسلامية والوطنية الذي عمل لكل لبنان من دون تمييز بين الطوائف والمناطق، وعن أرواح الشهداء الذين ارتقوا بشهادتهم على أرض فلسطين المحتلة.
وأصدر بياناً تلاه عضو المجلس المحامي محمد مراد وجاء فيه: “رأى المجلس الشرعي ما عاد الكلام عن الشقاء الذي يصيب الوطن والمواطنين مفيداً لأنه يقع على آذان صماء وقلوب لا ترحم وعقول لا تتجاوب، فالبلاد بلا، رئيس للجمهورية، ومجلس النواب لا يجتمع لانتخاب رئيس، والحكومة هي السلطة التنفيذية شبه معطلة ورئيسها يبذل كل الجهود للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة.
وحذّر المجلس من مخاطر التأخير في انتخاب رئيس الجمهورية وانعكاس ذلك على الوطن والمواطن بمزيد من التدهور والانهيار، بحيث ينبغي أن ينجز الشغور الرئاسي اليوم قبل الغد، وتحقيق هذا الاستحقاق يتحمل مسؤوليته النواب ومن ثم القوى السياسية فلا يمكن أن يعتمد على الخارج اذا كان أهل الحل والربط في هذا البلد مختلفين، فالدول العربية الشقيقة والدول الصديقة تنتظر توافق اللبنانيين لتقديم الدعم والمساعدة، ولا يمكن للدولة أن تبقى وتستمر وتستقر بدون رئيسٍ للجمهورية، فالوطن مهدّد ببقائه إذا استمر الوضع على ما نحن عليه، علينا أن نعمل معاً لكي يبقى الوطن وتبقى الدولة، وعلى المسؤولين أن يخطوا خطوات إنقاذية للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة للبدء بالإصلاحات وتيسير أمور المواطنين الذين يعانون من الأزمات المتلاحقة في شتى المجالات.
وتساءل المجلس متى يغير أهل السياسة في لبنان ما في أنفسهم ويتنازلون جميعاً لمصلحة الدولة ومؤسساتها ولمصلحة المواطن الذي ائتمنهم على مصالحه، وهو الأمر الذي تطالبهم به القيم والشرائع التي الزمهم الله بها لخدمة الإنسان، ويطالبهم أيضا الأشقاء العرب والدول الصديقة الحريصة على لبنان الدور والرسالة.
وطالب العرب والمجتمع الدولي بالوقوف الى لبنان واللبنانيين من أهوال مشاكل وتداعيات النزوح، ولا يستطيع لبنان ان يتحمل هذه المعاناة وآلام المواطنين والمقيمين على أرضه.
وأبدى قلقه مما يحصل في فلسطين، وما تقوم به قوى الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتنكيل وتدمير، وطالب الأشقاء العرب والمسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن بان يضعوا حدا لهذا الظلم والعدوان الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب المئة عام، كما يبدي قلقه من القتال الداخلي في السودان، البلد العزيز الذي لا يستحق أن يواجه أبناؤه بهذا العقوق والنكران.
والمجلس الشرعي يشعر بالاطمئنان والاعتزاز لاحتضان المملكة العربية السعودية والأشقاء العرب للمسالة السودانية التي أضحت حلقة من حلقات آلام الأمة وشعوبها.
وأمل أن تسفر نتائج القمة العربية المرتقبة عن وحدة الكلمة والصف العربي لحل كل القضايا العربية في المنطقة، بما يحقق مصلحة الشعوب وتطلعاته ونصرته في وجه من يريد به الأذى والشر والفرقة، منوّهاً بالدور الأساسي الذي قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية في تحقيق هذه الأهداف”.