اشتباكات في أم درمان والأبيض وواشنطن تتوعّد بمعاقبة المسؤولين عن خرق الهدنة
اندلع اشتباك في أم درمان شمال غربي الخرطوم وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، وذلك بعد ساعات من بدء سريان هدنة جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هي الأولى التي ستخضع لمراقبة وسطاء التفاوض، في حين توعدت واشنطن المسؤولين عن انتهاك وقف إطلاق النار بالمحاسبة والعقاب.
ووفق الشهود، سمع دوي مدافع وتحليق للطيران الحربي في ضواحي الخرطوم الجنوبية، كما أفاد آخرون برؤية سحب دخان تعلو منطقة بحري.
وفي بيان له، قال الجيش السوداني إن قواته اشتبكت مع مجموعة من المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في شارع الغابة وسط الخرطوم وكبدتها خسائر كبيرة، ودمرت واستولت على عدد من السيارات المسلحة، حسب البيان.
وذكر الجيش السوداني أن قواته وجهت ضربات للمتمردين بعدة مواقع بالخرطوم وبحري وأم درمان، نتج عنها تدمير عدد كبير من السيارات المسلحة والأسلحة والمعدات وعشرات القتلى والجرحى، طبقا للبيان.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إن قواتها تصدّت الاثنين لهجوم ممن وصفتها بالقوات الانقلابية والفلول (الجيش) في منطقة السوق العربي وملعب الخرطوم وشارع الحرية، وكبدتها خسائر فادحة واستولت على عدد 7 سيارات بكامل عتادها ودمرت سيارتين مدرعتين، وقتلت عددا من الانقلابيين وطاردت الهاربين حتى شارع الغابة.
وأكد حميدتي في تسجيل صوتي أنه لن يتراجع عن القتال إلا بإنهاء ما وصفه بالانقلاب، واستعادة المسار الديموقراطي، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة في السودان بخروج تظاهرة أمس في إقليم النيل الأزرق جنوبي البلاد في مدينة الدمازين، دعما لقيادة الجيش السوداني.
دبلوماسيا، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، خلال تعليقه على الإحاطة التي قدمها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان أمام مجلس الأمن الدولي، إنه رغم توفر الشواهد على تورط عناصر الدعم السريع في أعمال القتل ونهب المدينة واقتحام حرمة المنازل والمرافق الصحية، فإن تقرير بعثة الأمم المتحدة الخاصة في السودان (يونيتامس) لم يستنكر ذلك ويشجبه خلافا لما درجت عليه تقاريرها في توجيه الاتهامات للقوات النظامية خلال فترة التظاهرات، حسب قوله.
وأضاف مندوب السودان أن تقرير رئيس بعثة الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس أغفل ذكر أن الشرارة الأولى للاشتباكات انطلقت من قوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، لوح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمعاقبة من ينتهك الهدنة الجديدة التي أبرمها طرفا الصراع في السودان.
وقال بلينكن «ونحن نسعى لإسكات البنادق نؤمن بأن حكومة مدنية وحدها هي التي ستنجح في تحقيق الاستقرار والأمن وتستجيب لتطلعات السودانيين في الحرية والسلام والعدالة.