استشهاد ضابط فلسطيني في جنين ونتنياهو يُعيد بؤرة استيطانية
استشهد ضابط في جهاز المخابرات الفلسطينية بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال في مدينة جنين فجر أمس خلال عملية اقتحام المدينة فيما أصيب 8 آخرون بالرصاص الحي، وتم هدم منزلين في أريحا وبيت لحم.
يأتي ذلك وسط تصعيد عمليات الاستيطان من قبل الاحتلال حيث دافعت حكومة نتنياهو عن إنشاء مدرسة دينية في أراضي قرية برقة في نابلس ما استدعى إدانة من الخارجية الأميركية التي رأت في الخطوة “خرقا لالتزامات الحكومة الإسرائيلية أمام إدارة بوش سابقا وإدارة بايدن حاليا”.
من جهتها قالت الخارجية الفلسطينية أن شرعنة بؤرة “حومش” تصعيد خطير في ساحة الصراع مطالبةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد الشاب أشرف محمد أمين إبراهيم (37 عاما) متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين فجر الاثنين”.
وبحسب الوزارة، أصيب إبراهيم برصاصتين متفجرتين في البطن والصدر.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) الخبر، مشيرة إلى أن إبراهيم كان ضابطا في جهاز المخابرات الفلسطينية.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان- إنه خلال العملية في جنين “أطلق مشتبه بهم نيرانا كثيفة على القوات التي ردت بإطلاق النار على المسلحين”، مضيفا أن المشتبه بهم “ألقوا عبوات متفجرة على القوات”.
وقال إنه دهم بلدات ومدنا فلسطينية وعثر على “قطع أسلحة ومعدات عسكرية” واعتقل 6 مطلوبين.
وأكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين اعتقال 15 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية بينهم 6 من مدينة جنين.
أما خدمة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني فأكدت تعامل طواقمها مع 7 إصابات في جنين بينها 4 إصابات بالرصاص الحي.
وكانت مدينتا جنين ونابلس في الأشهر الأخيرة مركزا للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي قتل فيها عشرات الفلسطينيين.
على صعيد آخر أعاد مستوطنون، بناء مدرسة دينية على بعد أمتار من موقع مستوطنة «حومش» المخلاة، المقامة على أرض فلسطينية خصوصاً في شمال الضفة، على الطريق الواصلة بين محافظتي نابلس وجنين.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه في عملية ليلية سرّية تم نقل المدرسة الدينية في حومش لموقع جديد سيكون على الأغلب موقع المستوطنة الجديد التي دب حولها خلاف مع الولايات المتحدة.
وقال مصدر مطلع أن قرار بناء مدرسة دينية على أراضي قرية برقة التاريخية جاء بموافقة وزيري الدفاع والمالية الإسرائيليين.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي إن “إقامة المدرسة الدينية لحظة تاريخية ترمز إلى الانتقال من حكومة التدمير إلى تطوير إسرائيل”.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أمس عن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية أن طلاب مدرسة حوميش قاموا ببناء مبنى دائم للمدرسة الدينية في الضفة الغربية مساء الأحد.
ولفتت إلى أن رئيس مجلس المستوطنات يوسي داغان عدّ الخطوة لحظة تاريخية.
وكانت إسرائيل أخلت المستوطنة في 2005 مع 3 مستوطنات أخرى شمالي الضفة الغربية.
لكن الكنيست الإسرائيلي ألغى في آذار الماضي القانون الذي تم بموجبه إخلاء هذه المستوطنات في شمالي الضفة الغربية، في خطوة سمحت للمستوطنين بالعودة إليها.
وانتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قرار السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالعودة إلى هذه المستوطنات.
وقالت الخارجية الأميركية أمس إن “إقامة بؤرة ’حوفش’ تخرق التزامات الحكومة الإسرائيلية أمام إدارة بوش سابقا وإدارة بايدن حاليا”.
ورأى مسؤولون أميركيون بذلك “خرقا للوعودات من جانب إسرائيل”، مضيفين “لقد أعربنا عن استيائنا لإسرائيل من هذه الخطوة”؛ حسبما نقل موقع “واينت” الإلكتروني.
وفقا لواشنطن، فإن إسرائيل تعهدت بعدم إقامة أي معهد لتدريس التوراة أو مستوطنة في “حومش” بعد مصادقة الكنيست على إلغاء فك الارتباط من شمال الضفة.
وجاء عن الخارجية الأميركية “نحن ندين نقل معهد تدريس التوراة (ييشيفا) إلى أراضي دولة في ’حومش’ بشكل مخالف للقانون، كما أننا منزعجين للغاية من التعليمات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية التي تسمح لمواطنيها بتواجد دائم في بؤرة ’حومش’ الاستيطانية في شمال الضفة الغربية، الأمر الذي يتعارض مع التزاماتها أمام إدارة بايدن، ونحن على تواصل بهذا الجانب مع المسؤولين الإسرائيليين”
وحاول المستوطنون منذ سنوات، إضفاء الشرعية على «حومش» كمستوطنة معترف بها من قبل الحكومة، وهو أمر أكدت حكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها لن تفعله، لكنها كانت تخطط للتحايل على تعهدها هذا بنقل البؤرة إلى موقع مجاور تعدّه «أرضاً عامة» وليست خاصة، وهو ما حدث فعلاً.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: «جميع المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين، بما فيها مستوطنة (حومش) غير شرعية».
ووصف أبو ردينة ما يجري بأنه «تحدٍ للمجتمع الدولي»، خصوصاً الإدارة الأميركية في تصريحاتها الأخيرة حول العودة إلى مستوطنة «حومش»، مؤكداً أن استمرار الاعتداءات لن يحقق الأمن أو السلام لأحد.