معادلة النجاح في التمثيل.. التورّط في الإرهاق نفسياً
طرحنا هذا السؤال على عدد من الممثّلات: أيّ دور عانيت خلال وبعد أدائه من إرهاق نفسي؟ وهل تم إختيارك لتقديمه لأنك الأنسب؟، وقد تبيّن أنّ تمازج الممثّل في الكثير من المشاعر خلال تقديم شخصيّة تشبه شخصيّات من الواقع، يتطلّب بذل جهد نفسي وعاطفي لتحقيق النجاح ورفع معايير الأداء من خلال الإنفعالات المنضبطة، لأنّ التمثيل ليس مجرد شكل جميل. وتبيّن كذلك أنّ الممثّل يتأثّر لاحقاً بفعل تورّطه عاطفياً مع الشخصيات التي يؤدّيها، وأنّ معادلة النجاح في فن التمثيل هي التورّط في الإرهاق نفسياً، مع إعتماد إيقاع مدوزن لتجنّب تزييف
المشاعر.
*دوللي شاهين: أصعب دور قدّمته، وعانيت بسببه من ضغط نفسي وعصبي، وللأسف لم يظهر العمل للجمهور كما توقّعنا وكما كان مكتوباّ على الورق، كان قبل سنوات حين شاركت في مسلسل «أدهم الشرقاوي» الذي قدّمت فيه دوراً مركبّاً لفتاة والدها هو العمدة، ووالدتها تركية الأصل، وهي تحب إبن عمّها أدهم الشرقاوي. ومع تطوّر الأحداث، يرفض والدها زواجها منه، فتهرب من البيت، ويخطفها رجلاً، ثم تقتله بعد محاولته الإعتداء عليها. هذا المشهد كان صعباً جداً، حيث كان يتوجّب عليّ التحول في ثلاثة مراحل من فتاة ثرية، إلى مسجونة في «البانسيون» الذي يملكه الخاطف، إلى قاتلة. وللأسف كما قلت لم يتمّ تقديم هذا العمل للجمهور بالشكل المناسب.
*دايان أبي علام: قريباً سيتمّ عرض فيلم من إنتاج شركة بلجيكية في لبنان، والإخراج رائع جداً خصوصاً أنّ المخرج سبق له أن فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان. ومشاركتي في هذا الفيلم أشعرتني بالتعب، لأنّنا كنا نصوّر أحياناً من الساعة ٥ بعد الظهر حتى الساعة ٩ من صباح اليوم التالي، وكلّ مشهد كان يتطلّب تصويره أكثر من ١٠ ساعات، بسبب أنّ المشاهد كانت Master Scene وصعبة وفيها الكثير من الممثّلين، والعمل تمّ تنفيذه بكثير من الدقّة والإحتراف. ودوري كان صعباً جداً، وتطلّب بذل مجهود جسدي كبير، ولكنّها كانت مشاهد رائعة ومؤلمة. لا أستطيع الكلام حول تفاصيل أكثر لأنّ الفيلم لم يبدأ عرضه بعد، ولكنّني علمت أنّه سيعرض في شهر حزيران.وأستطيع القول إنّ دوري فيه هو حول فتاة يُطلب منها بسبب جمال شكلها الخارجي المشاركة في فيلم ضمن فيلم. وأكيد تمّ اختياري لأنني أجيد الرقص والتمثيل بإحساس مفرط، أيّ لأنّني قادرة على تقديم الدراما بدموع سخية للتعبير عن مشاعري، وعموماً كلّ مشاهدي كانت مؤثّرة.
*دانا الحلبي: أصعب دور قدّمته كان في مسلسل «بيوت من ورق» لأنّ قصّته تشبه قصتي الحقيقية عن حرمان الأم من أولادها. وقدّمت دوري فيه من دون ماكياج أو تصفيف شعر، وعانيت نفسياً خلال التصوير. وتمّ إختياري لأنّني «شطورة وبعرف مثّل»، وبعد إنتهاء التصوير، عرفوا أنّني كنت الأنسب لتقديم هذا الدور.
*دومينيك حوراني: أصعب دور كان في مسلسل «عيون خائنة» الذي شاركت فيه فيفيان أنطونيوس وطوني خليفة، وحقّق خلال عرضه أعلى نسبة مشاهدة على محطة LBC، وقدّمت فيه دور فتاة حامل من رجل متزوّج، وهو كان حبيبها قبل أن يتزوّج من أخرى، وكانت فقيرة وهو ثري، وكانت تعمل ووالدتها خادمتين عنده. هذا الدور أشعرني بالتعب نفسياً، لدرجة إنسجامي بشكل كامل بالشخصية، وذات مرة إلتقيت في الجامعة بسيدة كبيرة في السن، وصارت تصرخ عليّ وتلومني على علاقتي بطوني خليفة لاعتقادها أنّ قصة المسلسل واقعية. وحينها المنتج إيلي معلوف هو من اختارني لتقديم الدور لاقتناعه أنّني قادرة على تقديمه بشكل صحيح، وقد تابعت بعد هذا المسلسل دورات في مجال التمثيل لمدّة ٦ سنوات لتطوير أدائي، علماً أنّ لدي موهبة في الكوميديا، ولكنّني برهنت في الدراما أنّني ممثّلة شاطرة.
فدوى الرفاعي