بوتين: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد وسط احتدام المعارك في الجنوب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، أن الهجوم المضاد الذي تعد له أوكرانيا منذ أشهر بدأ على الجبهة، لكن قوات كييف لم تتمكن من «تحقيق أهدافها».
وقال بوتين، في فيديو بثه على تليغرام مراسل للتلفزيون الروسي العام، «يمكننا أن نؤكد تماما أن هذا الهجوم بدأ»، مضيفا أن «القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة لكنها ما زالت تمتلك قدرات هجومية».
وفي هذا الشأن، قال بوتين إن القيادة العسكرية الروسية تقيّم الأحداث الجارية تقييما موضوعيا، وإن الخسائر الأوكرانية هي لصالح روسيا «بمعدل 3 إلى 1».
وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده لا تملك ما يكفي من الأسلحة الحديثة بعد، لكن الصناعة العسكرية تتطور وستنجز جميع المهام الموكلة لها، على حد قوله.
من جانبها، تقول أوكرانيا إنها لم تبدأ بعد هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، مؤكدة أن بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع.
وكان أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، نفى تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها إن الهجوم المضاد بدأ بالفعل.
وأعلن الجيش الروسي امس أنّ القتال احتدم في جنوب أوكرانيا، موضحاً أنّه صدّ عدة هجمات، في ما اعتُبر بداية محتملة لهجوم مضاد واسع النطاق تشنّه كييف لاستعادة الأراضي التي تحتلّها موسكو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «خلال اليوم الماضي، واصلت القوات المسلحة الأوكرانية محاولتها لتنفيذ عمليات هجومية في اتجاه جنوب دونيتسك وزابوريجيا». وأضافت أنه تم صد هذه التحركات بشكل «حازم» من قبل القوات الروسية والطيران.
وكان مسؤول الاحتلال الروسي فلاديمير روغوف أفاد عبر تلغرام عن «معارك طاحنة في منطقة بين أوريخوفو (الاسم الروسي لأوريخيف) وتوكماك»، على مستوى خط المواجهة الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية.
ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل، غير أنّ ألكسندر سلادكوف مراسل التلفزيون الروسي العام الذي يملك قناة على «تلغرام» يتابعها أكثر من مليون شخص، قال إنّ «المدفعيّتين» الروسية والأوكرانية تقصفان، في الوقت الذي تشنّ كييف هجوماً بحسب تعبيره. وكتب في الصباح الباكر على تلغرام، «تجري معارك طويلة وقاسية»، مضيفاً أن «خط الجبهة مستقر».
ولم يكن من الممكن التحقّق من هذه التصريحات من مصدر مستقل في هذه المرحلة.
من جهتها، أعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أنّ القتال ما زال يتركّز في شرق البلاد، من دون أن تجيب على أسئلة بشأن الجنوب. وقالت إن «العدو ينفذ عمليات دفاعية في قطاع زابوريجيا والقتال مستمر هناك».
وبحسب مراقبين، فإنّ الجيش الأوكراني يمكن أن يسعى في منطقة زابوريجيا إلى محاولة اختراق نحو توكماك، على بعد 40 كيلومتراً جنوب أوريخيف، التي تعدّ عقدة لوجستية مهمّة بالنسبة للقوات الروسية، كما أنّها آخر بلدة مهمّة مع مدينتي ميليتوبول وبيرديانسك على البحر الأسود.
في الأسابيع الأخيرة، يبدو أنّ أوكرانيا كانت تختبر المواقع الروسية على طول خط المواجهة، من الجنوب إلى الشرق، في ما يرى الخبراء أنّها وسيلة للحفاظ على حالة عدم اليقين قبل محاولة هجوم حاسم لاستعادة جميع الأراضي التي احتلّتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014.
من جهتها، تؤكد موسكو أنّها تريد الاستيلاء على نهر دونباس بأكمله في شرق البلاد، وجميع المناطق الجنوبية في خيرسون وزابوريجيا المحتلّة جزئياً والتي أعلنت روسيا ضمّها.
وعلى الجانب الروسي من الحدود، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة عندما سقطت طائرة مسيّرة على مبنى سكني في مدينة فورونيج، على بعد حوالى 200 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا، وفقاً لحاكم المنطقة ألكسندر غوسيف.