الدكتور يكن : لا حل للأزمة الرئاسية الا بالحوار حول جميع أزمات البلاد
لمناسبة الذكرى الرابعة عشر لرحيل الداعية فتحي يكن عقد رئيس حزب الشباب والتغيير الدكتور. سالم يكن مؤتمرا صحافيا في قاعة المؤتمرات في جامعة الجنان وقال؛”تطلُّ ذِكراكَ الرابعةَ عشرة ونحن أشدُّ إيماناً بما تركت لنا من إرث وميراث ، ومابينهُما من مبادىء ووصايا ، وما أكثرها يا والدي وأعظَمها،
أما إرثك فدعوة للوحدة ونبذٌ للتفرقة بكل أشكالها وفظائعها وفظاعاتها ، ولقد شهدنا الدماء تزهق بين أبناء المصحف الواحد ، والقِبلة الواحدة ، والدين الواحد ، والتكبيرةِ الواحدة على إمتداد العالم العربي فتذكرنا وِقفتَك إماماً بالمتقين النابذين للعنف والقتل وسيلة لفرض الخيارات ،ويا ليتها كانت خياراتٌ تراعي مصلحة الأمة ، بل مصالح الذين قرروا أن يعمَلوا في جسد هذه الأمة فِرقةً وتمزيقا ، ولأجل التصدي لهؤلاء ومشاريعهم خرجتَ وثلةً من إخوانك دعاةً للحوار والتحديث والوحدة”.
وتابع الدكتور يكن:” أما ميراثُك فصحائف بيضاء حبّرتَها بفِكرك ، فخرجتْ للناس رُسلاً صامتة تضجّ إنسانيةً ومحبة،
تدعو لقدح الذهن وتوثّب الاذهان للمزيد من الاشتباك الايجابي مع الحداثة وتحدياتها وتقديم المساهمات حيال قضايا الأمة وتحدياتها .
هذا الجهادُ الصامت ، وعِدَّتُهُ قلم ودَوَاة ، وصوتٌ ما صدح الا لقول الحق ، أثمرَ أربعين كتاباً وآلاف المقالات والمحاضرات والخطب ،
خضتَ من خلالها وبها صراعاً مع من حاول طمسَ هُويتنا وتجاوزَ خصوصية شعوبنا ،
ونحن سنبقى أمناء على هذا الارث بكل قوة ما حيِيْنا ، نُعيد انتاجَهُ وفق ما رسمتَ من رُؤى له ، ولن يكون يوماً مادةً بين يدي من تنكّر لمضمونه ، ويحاول أن يحرفه عن حقيقته ، إبتغاء عرض زائل .
والدي ومعلمي في ذِاكرك الرابعةَ عشرة ، شهِدنا ويشهدُ محيطنا تطورات كنتَ أول الساعين اليها ،
فها هي صفحةُ الفتنة السنية الشيعية تُطوى بإتفاق وتقارب جريء وتاريخي أنجزتهُ القيادتان الايرانية والسعوديه ، طوى معه مأساة عاشها أهلنا في اليمن العزيز .
كما أن صفحة التباعد والتشتت العربي طُويت بعودةِ سوريا الى موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية ، وما سبق وتبِع ذلك من عودةٍ محمودة للعلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء”.
وأضاف:”كى لنا أمل أن يُستكمل هذا المشهد السياسي الواعد ، بطيّ صفحةٍ بشِعة في العلاقات التركية السورية لتعود الى سابق عهدها من التعاون والتنسيق وصِفرِ الأزمات ، وبذلك تطوي الأزمة السورية آخر فصولها ، فنشهد عودة كريمة لإخوتنا الى بلدهم وأهلهم ليكونوا أول من يقيم بنيانه من جديد.
والدي ومعلمي وداعيتي الأحب ، أما في لبنان ، فلا زلنا نتلهى بعرضِ العضلات ، والتشاطر في فرض الأجندات ، وسط إصرار البعض على تسفيه الانجازات ، وفي مقدمها فرض توازن القوة الذي كرسته المقاومة الاسلامية
بمواجهة العدو الصهيوني ، واتفاق ترسيم الحدود البحرية بما يفتح من آفاق استثمارية واعدة لمستقبل لبنان ،
فبدل الذهَاب الى حوار حول جوهر أزماتنا وقضايانا الملحة ، هناك من يصر على وضع العربةِ أمام الحصان ، وليتَ التوازنات الداخلية تسمح له بذلك ، أقولها ، في هذه المناسبة لكل اللبنانيين ، لا حل الا بالحوار حول ما شكـل أسباب إنقِساماتنا الداخليه الدستورية والاقتصادية والسياسية، والأجواء الاقليمية مؤاتية لذلك ، فلما لا نبادر الى ذلك ،
وليتوّج حوارَنا بانتخابِ رئيسٍ للبلاد ، والاتفاق على حكومة تنفذّ مُخرجات الحوار ، وفي مقدمها قانون انتخاب يُنتج وطناً لا عشائر ، وخطة انقاذ اقتصادي تكون أولويتها إعادة أموال المودعين.
وأخيراً ، وهل من كلام أخير يُقال فيك يا صاحب الذكرى ، وأنت الذي كنت للكلمةِ صِدقها وصديقها ومُبدع معانيها ، سأكتفي بالقول إنّا على عهدك ووعدك وإرثك ، كما أردتنا وعهدتنا ، بإرثك مؤمنون ، بين ثناياه آمنون ، وعليه مُؤتمنون.
وجزاك الله ايها الداعية الوالد عنا وعن أحبابك وأمتك خير الجزاء.