عجلة الندم لا تتوقّف..
فرص وخيارات أفضل بلا أخطاء
بعكس الكلام السائد لدى كثيرين إنّ الندم لا ينفع، وبعكس ما غنّت الفنّانة الراحلة أم كلثوم: «تفيد بإيه يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب»، يتبيّن أنّ الندم ينفع في حالات كثيرة، وأكثر من ذلك مفروض أن يكون حافزاً لعدم تكرار الأخطاء في خياراتنا اللاحقة، والأهم هو تقبّل خساراتنا ولكن من دون جلد الذات، أو المراوحة في مرحلة التبرير. طرحنا هذا السؤال على عدد من الممثّلات: ما هو المسلسل أو الدور الذي ندمتِ على تقديمه؟، وكانت الردود أنّ الشعور بالندم إقتصر على عدم إقتناص بعض الفرص، أو حجم الأدوار التي لم تتحوّل إلى مؤثّرة في الأحداث، أو عدم إضافة المزيد من النجاح في مسيرة متألّقة.
*غريتا عون: لم أندم على أيّ دور قدّمته، ولكن بعض الأعمال التي شاركت فيها تمنّيت لو أنّ مساحة دوري فيها كانت أكبر. أما الدور الذي ندمت على عدم تقديمه، مع أن الندم يشوّه المستقبل، ولا أحب أن أستخدم هذه الكلمة، فكان إعتذاري عن دور بطولة مطلقة وبمفردي على المسرح، ولكن ما حدث حينها أنّني حين قرأت الدور، لم أحب النص، ولم أشعر أنّه كان مهماً، علماً أنّني قرأته عدّة مرّات، لكنّني شعرت أنّه لن يشكل إضافة لي. وزعلت حين تابعت عرض المسرحية لأنّها كانت ممتعة جداً وجميلة، حيث تبيّن أنّ الإخراج أخذها إلى مطارح أخرى. وزعلت فعلاً لأنّ قراءتي للأمور لم تكن صائبة حينها، ولأنّها كانت فرصة مهمة لي ولم أعرف حينها أن أستفيد منها.
*إلسا زغيب: لم أندم على عدم مشاركتي في مسلسل معيّن، لأنّ كل مسلسل علّمني خبرات جديدة. ولكنّني ندمت مثلاً على الوقت الذي بذلت فيه مجهوداً في أعمال لم يتمّ التسويق لها بشكل صحيح، الأمر الذي كان له التأثير سلباً على نسبة المشاهدة. وربما ندمت أيضاً على دور وعدوني أنّه سيكون «مشغول» بطريقة أحلى، أو أن تكون مساحته أكبر في الحلقات التالية، ولم يحدث ذلك. وبالمقابل لم أندم على عدم تقديمي بعض الأدوار التي رفضتها، وإنما على العكس قلت إنّه كان من الجيّد لي إتخاذ تلك القرارات.
*جويل داغر: لم أندم على أيّ دور قدّمته، لأنّه لو لم يعجبني في الأساس ما كنت وافقت على تقديمه، فأنا أدقّق في تفاصيل كل المسلسل ودوري فيه، ويهمّني أن يشكّل إضافة إلى مسيرتي. وقد عُرض عليّ الكثير من المسلسلات والأدوار لم أوافق عليها وبالتالي لم أندم. وأكيد بعض أدواري كانت أجمل من أخرى سبق لي أن قدّمتها، وحظيت حينها بإعجاب المشاهدين، وأنا بدوري أحببتها أكثر. وقد تعلّمت في كل مسلسل أموراً جديدة، حتى أنّني تعلّمت من أخطائي، ودائماً أطوّر من أدائي. وكلّ مسلسل رفضت المشاركة فيه، كانت قراراتي صائبة جداً، فأنا أقرأ المسلسل الذي يُعرض علي «من الجلدة للجلدة»، وليس فقط دوري فيه.
*ألين أحمر: ندمت على عدم مشاركتي في مسلسل «الأخوة» الذي كان من بطولة تيم حسن ونادين الراسي ومحمود نصر وباسل خياط، وكنت سأؤدي فيه دور شقيقة نادين، وحينها إعتذرت عن المشاركة فيه لأنّ تصويره إستغرق ٨ أشهر في دبي، وكنت مرتبطة بتقديم مسرحية، وتصوير مسلسل «عروس وعريس»، وبالبوتيك الخاص بي.
*ناتالي حموي: ندمت على تقديم دور كارمن في مسلسل «حكايتي»، والذي كان يحكي عن إمرأة أربعينية تتردّد على كاراج لأنّها مغرومة بشاب يعمل فيه. الدور لم يكن له مغزى، وهو الوحيد الذي أندم على أدائه، وبسببه تعلّمت عدم الموافقة على تقديم أيّ دور إذا لم يكن مكتوباً بشكل نهائي.
فدوى الرفاعي