هل من داع للخوف على استقرار الجنوب؟!
ماذا يحصل على الحدود الجنوبية، وهل مِن خوف على الامن والاستقرار اللذين يسودانها منذ سنوات خصوصا منذ توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان والكيان العبري برضى حزب الله؟ اكثر من تطور سُجل في الايام الماضية يفرض طرح هذه الاسئلة.
وقد كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن «نشر القبة الحديدية تأهبا لأي رد من غزة ولبنان»، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافًا في مدينة جنين في الضفّة الغربيّة في إطار «عمليّة واسعة لمكافحة الإرهاب»، كما دفعت بتعزيزات باتجاه مدينة ومخيم جنين، وقد افيد ان العملية الاسرائيلية مستمرة وان لا دلائل الى ان انتهاءها وشيك.
والى امكانية استخدام جبهة الجنوب للرد على الكيان العبري ولمساندة الفلسطينيين، الامر الذي سبق ان حصل، تقول مصادر سياسية معارضة لـ»المركزية»، ان ثمة عاملا اخر يدعو الى القلق من توتر الاوضاع على الحدود، يتمثل في خيمتين نصبهما حزب الله منذ اسبوعين في مزارع شبعا، يصر الجيش الاسرائيلي على ازالتهما.
لكن في موازاة الاستنفار العسكري العبري، قدّم ممثلون عن وحدة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي شكوى إلى اليونيفيل حول «توسيع موقع حزب الله إلى الأراضي الإسرائيلية في مزارع شبعا التي تُعرف إسرائيليا بـ»هار دوف» (جبل روس)، على الحدود اللبنانية». واوضح مسؤول أمني إسرائيلي في ذلك الوقت، إنه «تم نقل رسالة ديبلوماسية وعسكرية مفادها أنه إذا لم يتم إخلاء المواقع التي أقيمت على الحدود، فسيتم تنفيذ عملية لتطهير المنطقة». وأضاف أنه «لا توجد نية لتحمل الاستفزاز، وهذا عمل استفزازي آخر من قبل حزب الله».
يضاف الى ما سبق، تثبيت القوات الإسرائيلية السياج الجديد الذي ضمّ كامل الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر المحتلة إلى الأراضي السورية المحتلة، في امر واقع ميداني أخرجها من السيادة اللبنانية.
رغم هذه المعطيات كلّها، تقول المصادر ان لا رغبة لدى اي من الطرفين، الاسرائيلي وحزب الله، بتسخين الجبهة ولا بتعكير الهدوء الذي يسيطر على الحدود اللبنانية مع الاراضي المحتلة. فكل المواقف التهويلية التي أطلقها ويطلقها الجانبان، ومنها قول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد «نقول للعدو «ما بدّك حرب سكوت وتضبضب»… لا نية فعلية بنقل التهديد الكلامي الى الفِعل الميداني. فالجيش الاسرائيلي لم يلجأ الى العنف لازالة الخيمتين وتروّى واحال الامر الى اليونيفيل، كما ان الحزب لم يحرّك ساكنا تجاه الاشغال الاسرائيلية التي قضمت السيادة في الغجر.
اما مسألة اطلاق صواريخ هجينة او غيرها من الجنوب لـ»نصرة فلسطين»، وفي حال حصلت، فلن يتبناها الحزب، لانه ايضا لا يريد جر اسرائيل الى الرد ولا الدخول في مواجهة معها.
في عود على بدء، تطمئن المصادر الى ان المرحلة اليوم هي للتهدئة، بمباركة اميركية – اسرائيلية – ايرانية، وبالتالي لا خشية على الاستقرار الجنوبي بعد اتفاق ترسيم الحدود، رغم كل خطابات شد العصب…