الحراك الفرنسي… نقاط ضعف وامتعاض ماروني!
يسيطر الجمود على الحراك السياسي في لبنان بانتظار تطورات اقليمية وتدخّل دولي حاسم يُنهي الأزمة السياسية المنبثقة من الفراغ الرئاسي. لكن من الواضح أن هذا التوافق الاقليمي حول لبنان لم يحن وقته بعد، بل يبدو أنه سيطول لعدّة أشهر مقبلة في ظلّ المساعي الخجولة من بعض الدول المعنية والمسعى الأساسي الفرنسي الناشط بشكل دائم.
ولعلّ لدى فرنسا نقاط ضعف تظهر بشكل ملحوظ من خلال حراكها على الساحة المحلية، والتي تتركّز حول تمايزها عن الاميركيين في العديد من الملفات ما يجعلها أقل قدرة على الحركة في ظلّ النشاط الاميركي المستجدّ في لبنان ويجعل تأثيرها محدوداً على بعض القوى السياسية، في حين أن التأثير الاميركي يتزايد في المُقابل بالقدر الذي يحدّده الجانب الاميركي.
تعتبر مصادر سياسية متابعة أن نقاط الضعف الفرنسية تصل أيضاً إلى خلافها الواضح مع القوى المسيحية، سيّما وأن نفوذ فرنسا تاريخياً كان يسيطر بشكل كبير داخل الساحة المسيحية حيث كانت تُسمّى باريس “الأمّ الحنون” للموارنة في لبنان، الامر الذي يبدو أنه انتهى اليوم وسط الامتعاض الماروني من الأداء الفرنسي في مجمل الملفات اللبنانية وتحديداً في الملف الرئاسي، إذ إن الزعماء الموارنة باتوا يعتبرون أن لدى فرنسا مصلحة مع “حزب الله” تجعلها تقف الى جانبه في دعم مرشّحه سليمان فرنجية والذي لا يتوازن على مستوى التمثيل مع التكتّل المسيحي الكبير الذي يقف في مواجهته، لذلك فإن فرنسا لم تعد قادرة على الحركة بارتياح كما في السابق داخل الساحة المسيحية وهنا نقطة تجمّد تأثيرها، في حين أن تقاطعها مع باقي القوى ومع “حزب الله” على وجه التحديد هو تقاطع صدفة أو بمعنى أشمل تقاطع مصلحة يجعلها عاجزة عن “المونة” على “الحزب”، لذلك فإن انتقالها الى الضفّة الاخرى سيجعلها أيضاً طرفاً ضدّ طرف آخر ويحدّ من قدرتها على التحكّم في الساحة اللبنانية.