أبرز قادة الأطلسي يجتمعون قبل انعقاد قمة حاسمة في ليتوانيا
اجتمع أبرز قادة حلف شمال الأطلسي امس، قبل انعقاد قمة حاسمة في فيلنيوس يهيمن عليها رد التحالف على الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا والنظر في طلبي انضمام كييف وستوكهولم.
فيما تشن كييف هجوماً مضاداً، قتل أربعة أشخاص في قصف روسي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في أوريكيف (وسط)، يعتزم أعضاء الحلف تقديم تعهدات تضمن الدفاع عن أوكرانيا.
وأكدت كييف أنها استعادت 14 كيلومترًا مربعًا في شرق وجنوب البلاد الأسبوع الماضي بذلك تصل الى 193 كيلومترًا مربعًا المساحة الإجمالية التي سيطرت عليها أوكرانيا منذ بدء هجومها المضاد في مطلع حزيران.
بحجة أهمية انضمام كييف إلى الناتو لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل، دعت أوكرانيا ودول من أوروبا الشرقية إلى وضع خارطة طريق واضحة خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي تنعقد في ليتوانيا وتُختتم الأربعاء.
لكن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الاطلسي بان اوكرانيا ستنضم في أحد الأيام بدون تحديد جدول زمني واضح.
وعبر جو بايدن عن ذلك بوضوح بقوله في تصريح لشبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية «لا أعتقد أن هناك إجماعا في حلف شمال الأطلسي بشأن انضمام أوكرانيا إلى أسرة الأطلسي من عدمه حاليا، في هذا التوقيت، في خضم حرب».
وتابع «إذا حصل ذلك سنكون في حرب مع روسيا».
ولكن لإظهار دعمهم، تتفاوض عدة دول تحظى بثقل كبير في الحلف حول التزامات محتملة لتوريد أسلحة على المدى الطويل لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.
وستضاف تعهدات الأسلحة الى عشرات مليارات الدولارات من المعدات التي تم تسليمها إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي للبلاد قبل حوالى 500 يوم.
كما حصلت كييف الجمعة على وعد من واشنطن بتسليم ذخائر عنقودية، وهو سلاح مثير للجدل.
هذه الأسلحة التي تحظرها دول عدة، تلقى انتقادات واسعة لأنها تقتل عشوائياً من خلال نظام يطلق مجموعة من الذخائر المتفجرة الأصغر حجما على هدف معيّن، وهي مصمّمة للانفجار قبل الارتطام أو عنده أو بعده وتتسبب بمقتل العديد من المدنيين.
وصل الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دافع عن قراره «الصعب» إلى لندن امس للقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي دعا بدوره السبت إلى «عدم استخدام» هذه الأسلحة المحظورة بموجب اتفاق أوسلو 2008 ووقعت عليه بلاده.
فيما اعتبرت روسيا أن هذا القرار»دليل ضعف» أمام «فشل» الهجوم المضاد الأوكراني.
منذ اندلاع الحرب في اوكرانيا، قُتل تسعة آلاف مدني، بينهم أكثر من 500 طفل، بحسب الأمم المتحدة التي اشارت إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وتشغل الناتو قضية شائكة أخرى هي انضمام السويد التي تريد أن تصبح العضو الثاني والثلاثين في الحلف، ويعارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمر.
من المرتقب عقد لقاء بين الأخير ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في فيلنيوس الاثنين في محاولة لحلحلة الوضع بحضور الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي يأمل في التوصل إلى نتيجة إيجابية لهذه المحادثات.
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة الاسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
وإذا كانت أنقرة أعطت الضوء الاخضر لانضمام فنلندا في نيسان/أبريل فانها لا تزال تعرقل انضمام السويد. قبل سنة وخلال القمة السابقة لحلف شمال الأطلسي في مدريد، استغرق الأمر ساعات من المفاوضات للحصول على دعم إردوغان للدعوة الأولية لستوكهولم.
وينتقد اردوغان السلطات السويدية لتساهلها المزعوم مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
كما عبّر إردوغان مجددا عن تحفظاته. وتساءل «كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟». وهو كان انتقد السويد مرارا الشهر الماضي بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.
وفي تطور اخير، أعلن إردوغان الإثنين في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف أنّه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي بشرط أن يعيد الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل.
قدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، سلف الاتحاد الأوروبي، في 1987. ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999 وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.