لجنة جبران في نشاطها الاخير تقيم حفل توزيع جوائز على الطلاب الذين شاركوا في ورشة عمل تعقيم كتب جبران الخاصة
نظمت لجنة جبران الوطنية نشاطها الاخير قبل اجراء الانتخابات المقررة في ٢٨ اب القادم واحيت الاحتفال التكريمي للاختصاصيين ولطلاب ثانوية جبران خليل جبران في بشري الذين شاركوا في ورشة العمل على حفظ واحياء مكتبة خليل جبران الشخصية. في ساحة مارس هاسكل المجاورة للمتحف. بحضور رئيس واعضاء اللجنة، رئيس لجنة اصدقاء غابة الارز الاستاذ بيار كيروز رئيسة لجنة المرأة في القوات اللبنانية -بشري السيدة عبير عمانويل مديرات المدارس والثانوية والمهنية ودار المعلمين في بشري والسيدتين مايا تسينوفا وصوفيا جعجع ومدير المتحف جوزيف جعجع وحشد من الاهالي والطلاب.
بداية النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء القرنة هيثم ومالك طوق، ثم كلمة لمديرة مهنية بشري عضو اللجنة السيدة نضال طوق جعجع رحبت فيها بالحضور شاكرة السيدتين تسينوفا و جعجع على العمل الجبار الذي انجزتاه مع الطلاب وقالت: اهلا وسهلا بكم جميعا في ربوع جبران،
وجودكم الليلة بمتحفه ونفض الغبار عن قبره أعاد انعاش واحياء روحه المتعطشة دائما الى الحب والحياة.
قال جبران:”يلامسون قلبي أولئك الذين ينتبهون لتفاصيلي الصغيرة التي لا أنتبه أنا نفسي لها “فكيف اذا كانت هذه التفاصيل كتبه التي نفضتم عنها الغبار ولوحاته التي كشفتم عنها الأسرار أو متحفه الذي كتبتم عنه الاخبار؟
شكر من جبران ولجنته وأبنائه للسفارة والدولة البلغاريةعلى جهودها لدعمنا.ونتمنى ان يستمر التعاون ويتطور.. وقدمت مديرة ثانوية بشري السيدة ميرنا الخوري التي سهلت وسمحت وحفرت الطلاب على المشاركة. والتي قالت : حينما يكون الجهد مميّزاً والعطاء فاعلاً، تسمو النفوس إلى مرافىء الإبداع وترتقي مَنار التميّز. في إطار الشراكة بين لجنة جبران الوطنية والسفارة البلغارية، شاركت ثانوية جبران خليل جبران الرسمية في برنامج “الحفاظ والعمل على إحياء مكتبة جبران الشخصية” مع صديقة اللجنة السيدة Sophia Delcheva Geagea ، وكانت أهداف هذا المشروع العمل على صقل مهارات الطلاب وإنماء مواهبهم، للحفاظ على إرث جبران الثقافي.
وقد تركّز العمل على كيفية تنظيف وتعقيم الكتب القديمة وتنظيم مكتبة جبران الشخصية من الناحية النظرية – التقنية ومن الناحية الأكاديمية.
وقد شارك في هذا البرنامج ثلاثون طالباً وطالبة من صفّيْ الثاني والثالث ثانوي، كانت تجربتهم مميزة وموضع فخرٍ بحيث عبّر كلُّ منهم بطريقته عن امتنانه وحبّه للمشروع. وفي هذه المناسبة، يشرّفني، باسمي وباسم الهيئتين الإدارية والتعليمية في الثانوية، أن أتقدّم بالشكر والتقدير للسيدة “صوفيا” على جهودها وتفاعلها البنّاء ودعمها الغيور لطلابنا. والشكر الأكبر لكِ لجنة جبران الوطنية، رئيساً نُجلّ وأعضاءً نحترم، التي كانت منذ فجر أيامها، طيوراً تغرّد فرحاً في بيوت الناجحين، هذه العائلة التي قدّرت وما تزال ، جهودَ وطموحاتِ طلابنا.
وأنتم، طلابنا وأبناؤنا، جباهكم تسطع شموساً في ليالي الجليد، رسمتمٌ التميّز وأوقدتم نيرانه نوراً يبدّد ليلنا.
عشنا معكم بالحب والعلم والأخلاق، فأنتم أعمدة البناء وجنود الكرامة، لأهلكم الفخر ولنا العزّة ولمعلميكم الثقة…
وختمت: وكما قال جبران، سأقولها باللغة الفرنسية:
Continue d’avancer, ne t’arrête pas. Car avancer c’est aller vers la perfection.
Marche sans craindre les épines ou les pierres tranchantes dont est parsemé le sentier de la vie.
بعدها تحدثت السيدة مايا تسينوفا بكثير من الحب الشغف والعشق لجبران عن تفاصيل الخطوات التي تم العمل بها وقالت :
في حضرة جبران
“أنا حي مثلك وأنا واقف الآن إلى جانبك فاغمض عينيك والتفت تراني أمامك”
قَدَرُ مترجم جبران أن يسير في حضرة جبران في كل مكان وزمان… كأنما “الكلمة” التي أرادها أن تُكتب على قبره، يعيشها مترجموه قبل غيرهم بامتياز.
إلا أن هذا القدر ينمو إلى بركةٍ بعينِها، مع قدوم فرصة كالتي أتيحت لي (بعد تحقيق طبعتين، الثانية معدلة وموسعة لمختارات جبران إلى لغتي – اللغة البلغارية)، مع طالبتَيْ ماجستير من اختصاص اللغة العربية في جامعة صوفيا في ربيع العام الماضي أن نساهم في إنجاز مشروع، حَظِيَ بتمويل من برنامج المساعدة من أجل التنمية الخاص بوزارة الخارجية البلغارية. فقد أتيح لنا التواجد في رحاب دير “مار سركيس” في مدينة بشري، تحت سقف بيت جبران الأبدي، لا بل العمل على مشروع “تراث جبران في سبيل الاستدامة الثقافية” (“Kahlil Gibran’s Legacy for Cultural Sustainability” )، لنقاهة كتب المكتبة الخاصة بجبران وأرشفتها المفصلة، علماً أن الكتب عبرت المحيط مع جثمان الأديب بعد وفاته وبعض مقتنياته منزله الأمريكي في عودة النبي للإقامة الأزلية عند جذوره في شمال الجبال اللبنانية….
وتابعت بعد ان سردت بدقة تفاصيل العمل: الحقيقة أن الشكر، كل الشكر، يعود إلى متحف جبران ولجنة جبران الوطنية، أسوة مع سفارة جمهورية بلغاريا في بيروت ووزارة الخارجية البلغارية التي تستمر في برنامجها “المساعدة من أجل التنمية”، وكيف أنسى جامعة صوفيا التي خرّجتنا وزودتنا بالكفاءات البديهية لأداء مهمة من قبيل مشروع “تراث جبران في سبيل الاستدامة الثقافية”… لهم جميعاً جزيل الشكر والامتنان. لكن حلقة الوصل الأولية ومستضيفتنا القائمة في أساس المشروع، هي صوفي جعجع، بنت جبل البلقان حيث ولدت، وجبل لبنان حيث مدّت حياتُها جذوراً وأثمرت، ومن ثمارها إنجاز المشروع الذي انطلق بمبادرة منها وقد تكلل بنجاح في طوره الثاني هذا العام كذلك تكملةً لما أُنْجِزَ العام الماضي. لا يفوتني هنا أن أضيف أن صوفي وجوزيف جعجع بالنسبة لي بمثابة سادني المعبد اللذان يبذلان كل ما لديهما من خلجات الروح والاجتهاد في سبيل جعل الزائر المتلقي يحس بأنه في معبد. وأؤكد أهما ناجحان في ذلك.
وحَسْبَ إحصاءات (صوفي) أننا قمنا بمعالجة 958 كتاباً، فتحناها صفحة صفحة ونحن أول من يقوم بذلك بعد صاحبها، وقمنا بتسجيل كل الملاحظات المكتوبة على تلك الصفحات وكذلك غيرها من الموجودات المثيرة بينها. على رفوف مكتبة جبران الخاصة التي عادت معه عودةَ النبي إلى جذوره.
وختمت: أعود إلى ما حدث لنا في هذا الشهر من حياتنا، لأجد أن كثافة هذا الحضور الجبراني قد جعلتني في بؤرة التطابق الاهتزاز المتزامن (الـresonance) وتناغم أفكاري مع أفكاره ومشاعري مع مشاعره وطاقتي مع طاقته وإرادتي مع إرادته، الأمر الذي يجرف بطريقة غيبية كل ما هو عابر، غير جوهري، غير ضروري من أيامي… فكل شكري وامتناني لإتاحتي فرصة معاشرة كل ذلك ومحاولة إدراكه وترجمته على أرض واقع حياتي!
بعدها قدم طلاب معهد جبران الموسيقى بقيادة مديرة فريد رحمة بعض المقاطع الموسيقية والمعزوفات على آلات الناي.
ألقى بعدها رئيس اللجنة كلمة أعرب فيها عن شكره للتعاون الوثيق بين أعضاء اللجنة الذي أمر انجازات عديدة للدولة البلغارية وللسيدتين تسينوفا وصوفيا مشاركتهم وسعيها لانجاز ما تحقق وقال:
تحتفل لجنة جبران الوطنية بمرور 100 عام على ولادة كتاب النبي للنابغة جبران خليل جبران عبر احياء سلسلة من النشاطات الثقافية والفنية ومعارض وطباعة كتب جبران طيلة سنة 2023.
إن العوده الى جبران هي عوده الى القيم الفكرية والانسانية التي يمثلها ادب وفن جبران، قيم الحرية والحوار والتفاعل الخلاق بين الثقافات والاديان.
ان العودة الى جبران هي تجديد الايمان بلبنان بلد جبران ارضا للحب والتسامح والانفتاح في ازمنة الحقد والكراهية.
ياتي هذا اللقاء الثالث الذي تنظمه لجنة جبران الوطنية بالتعاون مع السفارة البلغارية وبحضور طاقم السفارة وصديقة للجنه الدكتورة مايا تزونوفا التي اعطت من قلبها وعقلها بمساعدة الطالبتين دارين واميرة الحسين بمسح الغبار عن كتب جبران الخاصة وبفضلهم اصبحت اللجنة تملك معلومات وافكار جديدة عن جبران. ستكون هذه المعلومات امام الزائرين والباحثين قريبا جدا. ولا بد لقلب جبران القابع في صومعته في دير مار سركيس من الخفقان عند ملاقاته اهله وهم يقرعون باب صومعته باصابعهم الملونة بالف لون ولون.
تبدو الحاجة اليوم اكثر الحاحا للاضاءه من جديد على الكنوز الفكرية ورسوم جبران في كتبه الخاصة لعلها تحمل اضاءات جديدة على القراءة الفنية للوحات جبران.
صحيح ان اثاره كلها تحكي حكاية قلبه، هذا القلب الذي احب وغضب وتمرد واعتصره الشوق الى عوالم مثالية من هنا جاء هذا التعاون مع السفارة البلغارية وبحضور الدكتورة مايا والفريق المرافق لكشف الاسرار عن المعلومات في كتبه الخاصة وعلى صفحات الكتب نجده يخربش ويكتب يمحو يترك قلمه على سجيته يردد الفكرة يستطرد ثم في اسفل الصفحات وعلى الهوامش يرسم وينتقل الى التعبير بالخطوط والاشكال.
وختاما لابد لي من التنويه برقة وشغف وامانة وصبر وحرفيه الذين عملوا في ترميم الكتب وكذلك الصديقة صوفيا جعجع التي عملت بجد وحرص على نقل هذه التقنية الى طلاب مدرسة جبران خليل جبران عبر ورش العمل في المدرسة وفي المتحف وانا اشكركم على هذا العمل الجبار الكبير والجذاب.
اذا اصبح من الملح تسليط الاضواء على هذا العمل وخلق مفاهيم جديده امام الطلاب للتخصص الاكاديمي.
جبران اليوم بين اهله واحبائه وطلابه هو رسول محبة وسلام.
نتطلع الى زيارتكم له في متحفه دائما وانتم موضع ترحيب وتكريم.
ان لجنة جبران الوطنيه، التي تداوم ابدا على نشر الفكر والفن الجبراني تعتبر هذا اللقاء حدثا مهما يطل فيه جبران على اهله وهي تتقدم بالشكر والامتنان لكل من ساهم في تنظيم وانجاح هذا اللقاء وتخص بالشكر الطلاب والضيوف الكرام لان حضورهم هذا التشجيع الاكبر للفكر الجبراني.
بعدها اعتلت السيدة صوفيا جعجع والطلاب المكرمين المسرح والوقت كلمة شكرتهم فيها على نشاطهم مساهمته في نفض الغبار عن محفوظات ومخطوطات وكتب المتحف مشيرة الى أهمية الآلة التي قدمتها الدولة البلغارية والتي يمكن بواسطتها العمل دائما على تعقيم الكتب. وقالت هذه الآلة ليست موجودة سوى متحف جبران وبات طلابنا النخبة استخدامها وتعليم الأجيال الجديدة العمل عليها لذى أدعوكم انتم الاهالي ان شجعوا أولادكم على الانخراط في في مجموعة العمل والثقة بهم لانهم أظهروها براعة فائقة في تحمل مسؤولية العمل وانا فخورة جدا بهم لأنه بات بمقدورهم العمل واستعمال أكثر من عشر فراشي وثلاث عدسات والعمل بنظام جامعي لكشف الجزيئات الصغيرة التي قد تؤذي محفوظات المتحف بعد ثلاثة أشهر من العمل لذا أكرر الدعوة لكم لتقديرهم على الجهود التي قاموا بها باتو النخبة في العمل وانا فخورة بهم جدا.
ثم سلمت ورئيس اللجنة الشهادات التقديرية للطلاب لعرض بعدها فيلم وثائقي عن انجازات لجنة جبران.