اجتماع جدَّة حول أوكرانيا: 3 أضعاف مشاركة كوبنهاغن
اختتم مستشارو الأمن القومي وممثلو وزارات الخارجية لأكثر من 40 دولة اجتماعاتهم في مدينة جدة السعودية بشأن الأزمة الأوكرانية، بعد أن أجروا خلالها مشاورات مثمرة ومفتوحة للغاية، وفق مشاركين في الاجتماع.
ووفقاً لمصادر سعودية، فقد اختتم رؤساء الوفود المشاركة اجتماعاتهم الرئيسية مساء السبت، بينما تواصلت أمس اجتماعات فنية لممثلي الدول بغرض التنسيق والتعاون المقبل.
وأتى الاجتماع الذي استمر يومين في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية التي لا تزال مترددة في توضيح موقفها حيال صراع أضر بالاقتصاد العالمي.
وأكد أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني الذي ترأس وفد بلاده في اجتماعات جدة، أن المشاركين أجروا مشاورات مثمرة للغاية بشأن المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم، تمكن خلالها ممثلو كل بلد من التعبير عن موقفهم ورأيهم.
وأضاف في تصريح نشره موقع الرئاسة الأوكرانية: «عُقد الاجتماع الثاني لمستشاري الأمن القومي وممثلي وزارات خارجية الدول حول المبادئ الرئيسية لاستعادة السلام المستدام والعادل لأوكرانيا التي انطلقت في حزيران الماضي في كوبنهاغن».
ولفت مدير مكتب الرئيس الأوكراني إلى أن اجتماعات جدة شارك فيها «أكثر من 40 دولة، وهو ما يمثل 3 أضعاف ما جرى تمثيله في مشاورات كوبنهاغن، وهذا يدل على اهتمام العالم غير العادي بإقامة سلام مستدام وعادل»، على حد تعبيره.
ووفقاً للمسؤول الأوكراني، فإن الدول التي شاركت بشكل مباشر أو عبر الإنترنت هي: المملكة العربية السعودية، الأرجنتين، البحرين، بلغاريا، البرازيل، المملكة المتحدة، الدنمارك، إستونيا، الاتحاد الأوروبي، مصر، الهند، إسبانيا، إيطاليا، الأردن، كندا، قطر، الصين، الكويت، لاتفيا، ليتوانيا، هولندا، ألمانيا، النرويج، الإمارات، جنوب أفريقيا، بولندا، كوريا الجنوبية، رومانيا، سلوفاكيا، جزر القمر، الولايات المتحدة، تركيا، فنلندا، فرنسا، التشيك، شيلي، السويد، اليابان، والأمم المتحدة.
وتابع: «لقد أجرينا مشاورات مثمرة للغاية بشأن المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم، وأجرينا محادثات صادقة ومفتوحة للغاية، تمكن خلالها ممثلو كل بلد من التعبير عن موقفهم ورأيهم، كانت هناك آراء مختلفة، لكن جميع المشاركين أكدوا على التزام دولهم بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واحترام سيادة الدول وحرمة سلامتها الإقليمية».
وأشار إلى أن الاجتماع الذي عُقد في جدة كان «خطوة نحو التنفيذ العملي لمبادرات السلام التي اقترحتها أوكرانيا، وأتيحت لكل دولة مشاركة في المشاورات الفرصة لإظهار القيادة في الجهود العالمية من أجل السلام، وقد حدد معظمهم بالفعل دورهم في تنفيذ نقاط معينة من الصيغة».
كما بيّن أن «الأطراف اتفقت على مواصلة العمل على مختلف المستويات التمثيلية لإحلال سلام عادل وشامل». في موازاة ذلك عقد الوفد الأوكراني الأحد سلسلة من الاجتماعات الثنائية تناول فيها مع شركائه تفاصيل تنفيذ مبادرات السلام والتعاون في هذا المجال.
في المقابل، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، لوكالة “تاس”، بأن روسيا ستناقش نتائج مشاورات جدة بشأن أوكرانيا مع الشركاء في “بريكس” الذين شاركوا في الاجتماع.
وأوضح ريابكوف: “بالنسبة إلى الشركاء في بريكس الذين تمت دعوتهم لـ”اجتماع جدة”، سيجرى تبادل وجهات النظر بيننا وبين الذين حضروا إلى هناك على مستويات مختلفة”.