الكحالة تودّع ابنها فادي بجاني

الكحالة تودّع ابنها فادي بجاني

عبد الساتر: الفتنة تترصدنا

اقيمت مراسم دفن فادي بجاني الذي سقط الأربعاء الماضي نتيجة إشكال مسلح في الكحالة، عند الرابعة من بعد ظهر امس.

ووصل جثمان بجاني عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر الى كنيسة مار انطونيوس في بلدة الكحالة، وذلك بعد انتهاء تقرير الطبيب الشرعي والامور اللوجستية. وكان في استقباله حشد من ابناء البلدة والقرى المجاورة وفرقة زفة، ترافق مع اطلاق نار كثيف ومفرقعات .

وكانت عائلة بجاني شددت، في بيان، على ان يكون يوم الوداع شعبيا من دون اي بروتوكول معين واي خطابات وتصاريح سياسية.

وأكد راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر أنّ ما حصل في الكحالة مأساة وطنية لا يجب أن تكرر لأي سبب كان فكفانا حزنًا ودموعًا، مشيرًا الى أنّ “الفتنة تترصدنا وشعبنا منهك وشبعنا موتًا وحقدًا وعلى الجميع التعامل بهدوء ومسؤولية”.

وقال: ما أصعب الحياة بآلامها وأحزانها وأمراضها وأوجاعها لولا حضور الرب يسوع الدائم فيها لنعيش معه ما نعيش وليحمل عنّا ألمنا ومرضنا وحزننا. وهذا الحضور الفاعل هو الذي سيخفِّف ألم الفراق على عائلة فادي ويعطيها السلام الداخلي والقوة لتكمل حياتها بالشهادة لرحمة الربّ وغفرانه لكلّ إنسان.

نلتقي معًا في هذا الوقت وفي هذه الكنيسة التي أحبّ فادي لنرافقه بالصلاة كجماعة واحدة، أثناء انتقاله من هذه الحياة طالبين من الله الآب أن يرأف به ويغمره بحنانه ويغفر خطاياه وراجين بأن يكون في عداد أهل اليمين.

أحبَّ فادي بلدته الكحاله حتى بذل نفسه من أجلها وها هي اليوم مجتمعة حول عائلته بصغيرها وكبيرها لتصلي وتعزّي وتساند. حمل القضيّة باكرًا وتعرَّض للخطر مرات ومرات. وأحبَّ وطنه فكرَّس ذاته لأجله مضحيًّا بسنين شبابه وبراحة عائلته وسلامها. لم يعرف الراحة والاستقرار لسنين طويلة ليكون الاستقرار للبنان والأمان والسلام لأهله. كان أمينًا لعقيدته وحزبه وقائده فكان موضع ثقة الكثيرين.

أحبَّ زوجته وأولاده فأحبوه وكانوا إلى جنبه حتى الأخير. أحبوه بانتظارهم له في أيام الحرب السوداء وبصلاتهم لساعات لأجل عودته إليهم سالمًا. أحبوه بفرحتهم به حاضرًا بينهم وبمرافقتهم له في كلِّ مراحل مرضه ليل نهار. آجركم الربّ على ما فعلتم حبًّا به.

إخوتي وأخواتي،

ما حصل بالأمس هو مأساة وطنيَّة لا يجب أن تتكرَّر أبدًا ولأي سبب كان. كفانا موتًا وحزنًا وسوادًا. كفانا دموعًا وترملاً وتيتمًا. لذلك نطالب جميع المسؤولين السياسيين والحزبيين والأمنيين زيادة الجهود لتحقيق الأمن لكلِّ مواطن في بيته وفي بلدته، في النهار وفي الليل، وأخذ الإجراءات الوقائية التي تمنع اللجوء إلى السلاح والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد أو المنطقة الواحدة. إننا نطالبهم بدعم وتفعيل القضاء حتى يصل كل صاحب حق إلى حقه بالسبل الصحيحة.

إخوتي وأخواتي،

الفتنة تترصّدنا وشعبنا منهك والحرب شرٌّ متفلّت لا يمكن لجمها. إننا ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتفكير في لبنان أولاً. ونطلب من كلِّ زعيم وقيادي ونائب ووزير ورئيس بلديّة ومختار العمل الحثيث على منع الاحتقان الطائفي وعلى نبذ الأحقاد ورفض التعصّب المناطقي والحزبي والديني والعيش معًا متساوين في الحقوق والواجبات بكلِّ كرامة في الوطن الرسالة، لبنان.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً