شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لوقف التجييش
يبدو أن كثيرين يلزمهم مَن يُلْقِمُهم الصفعات علّهم يرتدعون بعد «السحسوح»، إذ ليس لهم من الأخلاق، ولو ذرة واحدة، ما يردعهم، أمثال ذلك الصلف المنحطّ، الذي وزع شريط فيديو قميئاً لا يمكن تخيّل المستوى الهابط الذي وصل إليه، حتى لكأنّ المشاهِد/ المستمع يخال نفسه أنه يرى الى الانحطاط والقذارة والقرف مجسّدة في هذا المخلوق الذي هو في أدنى دركات القذارة.
وبعد أن ألقموه سحسوحاً حاول هذا الدنيء أن يعتذر من المسيحيين متلعثماً مجترّاً بعض الكليشهات التافهة.
وكان لا بد من الاستماع الى العظة الوطنية الرائعة في رثاء فقيد الكحالة المرحوم فؤاد بجاني، التي ألقاها في الجنازة أمس رئيس أساقفة بيروت المارونية سيادة المطران بولس عبد الساتر كي يشعر المرء أن الدنيا لا تزال بخير، وأنه بالرغم من هذا الليل اللبناني الطويل المدلهم، فالفجر سينبلج. ولقد أثبت سيادته، وآل الفقيد، أنهم يعضّون على الجرح البالغ، ويتصرفون من الحرص على لبنان كله، وعلى اللبنانيين جميعهم، وأن الفقيدَين هنا وهناك ما كان يجب أن يسقطا، وأن لغة التحدي لا تبني بيوتاً ولا تعمر أوطاناً ولا تستعيد فقيداً بات في حضرة رب العالمين. وأن التجييش والتحريض لا يأتيان إلا بالموت والدمار.
وشاءت المصادفة، وأنا أدون هذه الكلمات، أن تلقيت عبر البريد الالكتروني نصاً فرنسياً حديثاً أصدره قداسة البابا فرنسيس الأول، عن الغفران وأهميته، فأقتبس منه الآتي باختصار: لا قداسة إلا في الغفران، من دونه تتحول حتى العائلة الواحدة الى ساحة صراع ومقر للحزن. من دونه يعني الوقوع في المرض. الغفران تطهير للنفس ونقاءٌ للروح. الذين لا يغفرون ليس لديهم سلام النفس ولا الاتحاد بالله… الذين لا يغفرون يصبحون مرضى جسدياً ونفسياً… الغفران يأتي بالفرح حيث الألم ينتج الحزن، وحيث الوجع يسبب المرض.
فيا سيدنا قداسة البابا كم نحتاج إليك في زمن الحقد والكراهية.