عبود لـ «الشرق» التحذيرات الديبلوماسية والأحداث الأمنية المتنقلة لم تؤثّر على الحركة السياحية وإن نغصتها والموسم هذا العام سجّل نمواً 30 %
كتبت ريتا شمعون
تحذير سعودي واحد تلته مواقف مشابهة لدول خليجية أخرى كادت أن تؤثر على الموسم السياحي في لبنان «الولعان» على خلفية التوتر الأمني في مخيم عين الحلوة، لكن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري أعلن أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة وأن الرياض حريصة على مواطنيها أينما وجدوا ولا يمكن أن تفرّط بهذا الموضوع، لافتا أن بلاده كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان. وما بين التحذير الديبلوماسي والموقف الديبلوماسي، أثارت التحذيرات الخليجية بلبلة ومخاوف من امتداد الأحداث الأمنية الى المخيمات الفلسطينية الأخرى المنتشرة في لبنان، إلا أنها سياحيا، لم تقرّش لا السياح الموجودون على الأراضي اللبنانية غادروا أماكن إقامتهم، ولا الحجوزات الحالية والمستقبلية شهدت حركة إلغاء وفق نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان جان عبود في حديث لجريدة «الشرق». وقبل الوقوف عند توقعات الموسم السياحي، ما حصل في الأيام الأخيرة من عين إبل الى الكحالة أثار مخاوف جدّية داخلية وخارجية من انفلات الوضع في لبنان وانزلاقه الى ما تحمد عقباه، وطرح أسئلة ساخنة لا بدّ منها ، ما الذي يحضر للبنان؟ وهل الأحداث الأمنية المتنقلة تؤثر على الأنشطة السياحية؟ وعلى الرغم من ذلك، يطمئن عبود، أن الحجوزات لا تزال حتى الساعة ثابتة Very Nomal، بالتالي لم يسجل أي إلغاء، كما ان حركة مطار بيروت الدولي على طبيعتها، مضيفا : الموسم جيد وأفضل من العام الماضي والحجوزات على الطائرات فاقت القدرة في بعض الأحيان. ويقول: إن الإنفراجات السياحية أصيبت في الأيام الأخيرة بحالة من الإرباك والتردد على خلفية الأحداث الأمنية، لكن تدخل الجيش اللبناني ، الذي أكد أن الوضع الأمني لا يزال مستقرا وهناك إحتواء يمكن ضبطه ما عكس إيجابا على الحركة السياحية، لكنه تخوف من أنه في حال بقي الوضع الأمني على حاله فسيترك ذلك إنعكاسات سلبية على حجوزات السفر. حتى الآن لا يزال العدد كما هو مأمول في شهر آب، مؤكدا أن مطار بيروت لم يسجل حالات مغادرة ولا معطيات تشي بالغاء حجوزات أو ما شابه، ولا معطيات تشير الى حدوث تأثير لهذه البيانات التحذيرية في ضوء عدم وجود سياح خليجيين في لبنان تنفيذا لقرارات حكومية سابقة تحظر السفر الى لبنان لا زالت قائمة ومعمولا بها، ولا معطيات أيضا تشير الى تأثير الأحداث الأمنية المتنقلة على الموسم السياحي ولا على حركة الطيران التي تحافظ على استقرارها. عبود، وضع التحذيرات الخليجية ضمن الإطار السياسي، قائلاً: توقعنا أن يشكل اتفاق بكين مدخلا للحلول في المنطقة وأن يدفع الاتفاق عجلة الحوار والتلاقي بين السعودية وايران ، لكن يبدو أنه لم ينضج بعد. ويكشف عبود، أما ما يميز هذا الموسم ارتفاع نسبة السياح من العرب والأوروبيين والقادمين من قارات بعيدة جدا، فنسبة لا بأس منهم من أصل لبناني قادمة من البرازيل وأميركا الجنوبية وكندا، بالإضافة الى العاملين في أفريقيا ودول الخليج. وأكد، أن عدد الوافدين من أول تموز حتى اليوم لامس مليون وافد، والملفت هذا العام أن 40% منهم هم أجانب من غير اللبنانيين، في المرتبة الأولى أوروبيين، وفي المرتبة الثانية من دول الأردن ومصر والعراق وعدد قليل من الولايات المتحدة الأميركية فيما الباقي من المغتربين اللبنانيين، وأن تخطي نسبة السياح من مجمل القادمين الى لبنان 40% مقارنة بـ30% في موسم صيف عام 2022 معتبرا ذلك مهم جدا للبنان على الصعيد الإقتصادي. وأضاف عبود، إذا أكملنا على هذه الوتيرة ننتهي في آخر أيلول بعدد وافدين يبلغ مليونين، مشيرا الى أن عدد الوافدين الى لبنان في اليوم الواحد تخطى 18 ألف راكبا منهم 30 الى 30% سياح عرب وأجانب من عدد الركاب الواصلين الى مطار بيروت، مؤكدا أن النتائج المسجلة حتى الآن حول السياحة في لبنان فاقت التوقعات. وكشف عبود، أن حركة المسافرين القادمين الى لبنان عبر مطار بيروت، تعدّت اﻟ400 ألف راكب منذ بداية العام 2023 حتى شهر 4، منهم 120 ألف عرب وأجانب ، أما بالنسبة الى الفصول الأخرى لهذا العام فتسجل عددا أكبر حتما فالحركة السياحية سجلت نمو بنسبة 25 الى 30% لهذا العام مقارنة بالعام 2022.