عملية حوّارة: مقتل مستوطنين والاحتلال يطارد المنفّذ
قُتل إسرائيليان أمس الأول في عملية إطلاق نار، نُفِّذت في حوارة قرب نابلس في الضفة الغربية المحتلة، فيما انسحب منفّذ العملية الفلسطيني من المكان نحو نابلس بحسب تقديرات جيش الاحتلال.
ومع العملية التي نُفِّذت السبت، يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين في عمليات نُفِّذت منذ مطلع العام الجاري إلى 33 قتيلا؛ كما ترتفع العمليات التي نُفِّذت في حوارة إلى 10.
وذكرت تقارير إسرائيلية في بادئ الأمر أن النيران أُطلقت من سيارة مسرعة، فيما أشار التحقيق لاحقا، إلى أن منفذ العملية ترجّل على قدميه وأطلق النار على القتيلين من مسافة قريبة في محلّ لغسل المركبات، بعد التحقُّق من هويتهما.
وكشف التحقيق في العملية أن قوات الاحتلال التي تعمل بانتظام في حوارة، “لم تسمع أو تتواصل بالعين” مع المنفذ، وذلك بسبب ضوضاء غسيل السيارات، حيث وقعت العملية. كما تبين أن القتيلين، كانا قد تواحدا في حوارة قبل ساعات من مقتلهما.
وحينما قُتلا كانا بالقرب من سيارتهما، التي كانت تُغسل.
وأفادت مصادر محلية بأن منفّذ العملية دخل إلى مغسلة السيارات مشيا على الأقدام، وحينما تحقّق من هوية الإسرائيليين، أطلق عليهما النار من مسافر صفر، وانسحب بعيد ذلك من المكان؛ وفي هذا الصدد أشارت تقارير إلى أنه انسحب من المكان على قدميه، فيما أفادت تقارير أخرى بأنه ركب في سيارة يقودها شخص أخرى.
ومساء أمس قال مصدر في أجهزة الأمن الإسرائيلية إن تقديرات الاحتلال تشير إلى أن منفذ عملية إطلاق النار في حوارة،”تلقى معلومات مسبقة عن وجود “يهود إسرائيليين” في مغسلة السيارات، بما في ذلك موقعهم في المبنى”، بحسب ما أورد موقع “واللا” الإلكتروني.
وفي حين ادعى الموقع “تضييق الخناق حول منفذ العملية في حوارة”، قال المصدر إن المنفذ “وصل إلى مكان العملية وهو يعلم أنه جاء ليقتل. ولم يضيع ثانية؛ بحث عنهما، وحدد مكانهما وأطلق النار عليهما من مسافة قريبة”، علما بأن العملية أسفرت عن مقتل إسرائيليَيْن (60 و29 عاما).
وبحسب المصدر، فإن الاحتلال اعتقل 10 فلسطينيين على الأقل في إطار التحقيقات الجارية في محاولة لتحديد موقع منفذ العملية، وأضاف أن “التحقيق يدار بحكمة وحساسية شديدة”، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن “المعلومات (المتوفرة) حول المنفذ لم تنشر، نتيجة العبر التي استخلصناها من تحقيقات سابقة”.
وقد عزز الاحتلال من تواجد عناصره في المنطقة التي جرت فيها العملية، وفي محيطها.
واعتقلت قوات الاحتلال صاحب المحلّ للتحقيق معه، ونقلته وآخرين يعملون في المغسلة للتحقيق معهم، من قبل جهاز الأمن الإسرائيليّ العام (الشاباك).
وكانت التقديرات الإسرائيلية الأولى، تشير إلى أن الحدَث هو “جريمة على خلفية إجرامية، ضحيّتها عربيان (من مناطق 48)، ما تسبب في تصرُّف السكان المحليين بشكل مختلف، مثل عمليات الإنعاش التي نفذتها فرق الهلال الأحمر”.
وفي هذا الصدد أفادت تقارير صحافية بأن وصول قوات الاحتلال إلى مكان تنفيذ العملية في حوارة، استغرق ما بين 20 و25 دقيقة.
وعلّق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو على العملية، قائلا إن قوات أمن الاحتلال، “تعمل… على العثور على القاتل ومحاسبته”.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، من إجراءاتها العسكرية في محيط نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت حاجزي حوارة وزعترة العسكريين بالاتجاهين جنوب المدينة، وبوابة تل “المربعة”، ودوار دير شرف غربا.
وشددت من إجراءاتها على حاجز بيت فوريك شرقا، حيث يشهد أزمة خانقة بسبب إجراءات التفتيش، كما يشهد حاجز صرة العسكري تفتيشا دقيقا وأزمة خانقة للخارجين.
وتشهد بلدة حوارة جنوب المدينة انتشارا مكثفا لجيش الاحتلال، كما أجبرت قوات الاحتلال أصحاب المحلات التجارية على إغلاق أبوابها، بدعوى البحث عن منفذ عملية إطلاق النار.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية على مدخل بلدة بيتا، واقتحمت عدة بلدات وهي: عوريف وجماعين وبيتا وعينابوس جنوب المدينة.
من جهتها قالت حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، إن “عملية إطلاق النار البطولية في بلدة حوارة، هي نتاج وعد المقاومة الثابت والمستمر للدفاع عن شعبنا والرد على جرائم الاحتلال وحماية المسجد الأقصى من خطر التقسيم والتهويد”، وفق وكالة “شهاب نيوز”، الفلسطينية.