كرامي خلال حفل تكريم طلاب مدارس المشاريع في طرابلس: لا احد في لبنان يمكنه ان يحدد لرئيس الجمهورية
مهمّات مسبقة لان ذلك يخالف الدستور والطائف ولا قيمة قانونية لاية تفاهمات تتعلق بشكل ومسارات وسياسات الدولة اللبنانية خصوصاً اذا كانت تخالف اتفاق الطائف والدستور اللبناني
رأى رئيس “تيار الكرامة” وعضو تكتل “التوافق الوطني” النائب فيصل كرامي ان “علينا ان نوضح للسيد لودريان بان لا احد في لبنان يمكنه ان يحدد لرئيس الجمهورية مهمّات بشكل مسبق، لان في ذلك مخالفة واضحة لاتفاق الطائف وللدستور اللبناني، واي حديث عن برنامج لرئيس الجمهورية، هو حديث مخالف ايضاً لطبيعة النظام اللبناني بعد اتفاق الطائف، حيث ان البرامج هي من اختصاص السلطة التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء الذي يشارك فيه ويترأسه رئيس الجمهورية اذا حضر بصفته حكماً وليس طرفاً، فليس هناك التزام مسبق لرئيس جمهورية لبنان سوى في القسم الدستوري”.
وأكد انه “المهم في رسالة لودريان هو وصول المبادرة الفرنسية الى مرحلة الدعوة الى حوار وطني بين اللبنانيين للبحث عن سبل التوافق السياسي الذي يؤدي الى انتخاب سريع لرئيس الجمهورية”، وشدد كرامي على ” اننا منذ اللحظة الاولى دعونا الى الحوار كوسيلة وحيدة للوصول الى التوافق، كما دعونا الى الانفتاح على كل المبادرات المشكورة من اصدقاء واشقاء لبنان الهادفة الى تحقيق الحوار المنشود، وان الدور الفرنسي في هذا الاطار ينحصر في الاشراف والتنسيق، لان من سيتحاور هم اللبنانيون، ومن سيصل الى التوافق هم اللبنانيون”.
واكد كرامي في سياق آخر على ان “الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر امر جيد وتطور ايجابي ونحن مع الحوار بين كل الاطراف اللبنانية، والطرفان لهما الحق في التحاور فيما بينهما على كل شيء، فهما تياران سياسيان وحزبيان اساسيان في لبنان ولكل منهما كتلة نيابية وازنة في المجلس النيابي، وبالتالي فان تفاهمهما يسرّع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
وقال: “لكني اقول بكل صراحة بأن اي شيء ينتج عن تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر هو غير ملزم الا لهما، وبالتالي لا قيمة قانونية لاية تفاهمات تتعلق بشكل ومسارات وسياسات الدولة اللبنانية، خصوصاً اذا كانت تخالف اتفاق الطائف والدستور اللبناني، اقول ذلك بوضوح ومحبة خصوصاً ان الطرفين تربطنا بهما علاقات جيدة”.
كلام كرامي جاء خلال رعايته حفل تخريج طلاب وطالبات مدارس الثقافة الاسلامية في طرابلس التابعة لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية، لمناسبة النجاح الباهر في الشهادات الرسمية ونسب معدلات التفوق المرتفعة، وقال: “يسرني ان اكون بينكم ومعكم كما في كل عام، وكما جرت العادة، لكي ابارك لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في لبنان ولمدرسة الثقافة الاسلامية ولمعهد الثقافة للدراسات التقنية، ولكي ابارك لكل الطلاب المتفوقين والناجحين في الشهادات الرسمية، ولكي ابارك خصوصاً لذويهم، لآبائهم وامهاتهم ولاساتذتهم ومعلماتهم فرحة النجاح وفرحة التفوق، وهاتان الفرحتان تعكسان انجازاً تربوياً قيَماً ومهماً في هذه السنة الدراسية العصيبة التي شهدها لبنان”.
تابع: “هذا المنبر عزيز عليّ واني اشكر اخي وصديقي وحليفي الدكتور طه ناجي وكل اهل المشاريع على اتاحة هذه الفرصة لي لكي اقف حيث وقف والدي الرئيس عمر كرامي رحمه الله وحيث وقف ايضا شهيد لبنان الكبير الرئيس رشيد كرامي. من حقي اذاً ان اقول ان بيني وبين هذا المنبرعلاقة عائلية بامتياز وانا فخور بهذه العلاقة، وهي تعكس ما بيننا وبين المشاريع من روابط وقيم ومبادئ مشتركة.
شكراً لكم يا اهل المشاريع وباذن الله تستمر وتدوم علاقتنا لكل ما فيه خير لبنان وخير طرابلس وخير الانسان في كل زمان ومكان”.
واستذكر كرامي ذكرى انفجار مسجدي التقوى والسلام وقال: “يصادف يوم غد ذكرى جريمة مروعة شهدتها طرابلس، حين تم تفجير مسجدي التقوى والسلام وسقوط عشرات الشهداء والجرحى. واني في هذا الاحتفال اؤكد ان طرابلس عصية على الموت وعلى الدمار، وخير دليل هو اجتماعنا اليوم لكي نحتفل بالنجاح وبالحياة.
وفي هذه المناسبة اجدد موقفي باننا نرفض الجريمة وان لا شيء يبرر الجريمة والاحتكام الوحيد هو للقضاء وللقوانين لاحقاق الحق وتطبيق العدالة”.
ثم انتقل كرامي الى معضلة العام الدراسي القادم حيث اشار الى اننا
“نسمع في الآونة الاخيرة عن مخاوف جدّية على العام الدراسي المقبل في لبنان، حتى ان وزير التربية اقرّ بجدية هذه المخاوف حين اشار الى ان التمويل اللازم لاتمام السنة الدراسية الجديدة لم تؤمنه الحكومة بعد. ونحن نقول بان انقاذ هذا العام الدراسي هو اولوية حكومية ووطنية، ولبنان غير مستعد اطلاقاً لخوض مغامرة جديدة تتعلق بأجياله وابنائه وطلابه وسمعته التربوية، وعلى الحكومة ان تدرك بأن اتمام العام الدراسي في المدارس الرسمية هو مهمة وطنية غير قابلة للنقاش، واني بهذه المناسبة اتبنى مطالب رابطة اساتذة التعليم الاساسي وارى انها مطالب محقة متمنياً على الاخ والصديق حسن مراد رئيس لجنة التربية في المجلس النيابي ان يبذل جهده لانصاف مربّي الاجيال الجديدة وتلبية مطالبهم، وللحديث صلة بانتظار ما يستجد من الآن حتى اواسط شهر ايلول”.
كما توجه الى الطلاب والطالبات منبهاً من كل ما يحاك من محاولات لهدم ما تبقى من قيم واخلاقيات وروابط اسرية قائلاً: “يهمني ايها الاحبة ان اتوجه اليكم وخصوصاً الى طلابنا الاعزاء من شبّان وشابات لأقول لهم ان مفهوم الحرية كقيمة حضارية وانسانية يرتبط بعدم الاعتداء على مشاعر ومعتقدات واخلاقيات اي مجمتع. اقول ذلك لأن ما يطرحه بعض اللبنانيين في هذه الفترة عن تعديل للقوانين التي تمنع اباحة المثلية الجنسية هو مجرَد تقليد ارعن لما انتهجته بعض الدول الغربية. ان القوانين اللبنانية المتعلقة بالمثلية الجنسية هي قوانين تحترم مبادئ اساسية لدى الشرع الاسلامي ولدى الكنيسة المسيحية، كما تحترم فيم وخصوصيات المجتمع اللبناني وهو مجتمع عربي مشرقي لديه عاداته ومفهومه للحرام وللعيب، والاهم ان هذه القوانين تصون مفهوم العائلة كأساس لأي مجتمع معافى. وعليه، اطلب منكم ايها الشبان والشابات ان تعوا مخاطر ما يجري تسويقه باسم الحرية والحرية منه براء، وان تدركوا بأن السوشيال ميديا ليست مرجعية عالمية على مستوى العادات والقيم والاخلاقيات.
واكتفي بأن اقول بأن قوانين تجريم المثلية الجنسية في لبنان هي قوانين رادعة لا اكثر ولا اقل، وان ثمة قاعدة شرعية نعرفها كلنا كمسلمين تنطلق من مقولة اذا ابليتم بالمعاصي فاستتروا”.
ثم انتقل كرامي للحديث عن السياسة مفنداً ثلاثة مواضيع وقال: “اولا، بالنسبة الى الرسالة التي وجهها المبعوث الفرنسي جان ايف لو دريان الى عدد من السياسيين اللبنانيين، كلنا يعرف ان مشكلة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية هي مشكلة سياسية وليست مشكلة برلمانية. برأيي وانا وصلتني الرسالة وقرأتها مرة ومرتين، فاني ارى ان لودريان اخطأ في المضمون حول السؤالين اللذين طلب جواباً مكتوباً عليهما، والسؤالان يتعلقان بمواصفات ومهام رئيس الجمهورية العتيد، وعلينا ان نوضح للسيد لودريان بان لا احد في لبنان يمكنه ان يحدد لرئيس الجمهورية مهمّات بشكل مسبق، لان في ذلك مخالفة واضحة لاتفاق الطائف وللدستور اللبناني، واي حديث عن برنامج لرئيس الجمهورية، هو حديث مخالف ايضاً لطبيعة النظام اللبناني بعد اتفاق الطائف، حيث ان البرامج هي من اختصاص السلطة التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء الذي يشارك فيه ويترأسه رئيس الجمهورية بصفته حكماً وليس طرفاً، فليس هناك التزام مسبق لرئيس جمهورية لبنان سوى في القسم الدستوري. اما بالنسبة الى المواصفات، فهذا سؤال جلّاب للمشاكل، لان كل المرشحين خير وبركة ويخطئ لودريان حين يطرح المواصفات كمادة للتفاوض او للنقاش.
المهم في رسالة لودريان هو وصول المبادرة الفرنسية الى مرحلة الدعوة الى حوار وطني بين اللبنانيين للبحث عن سبل التوافق السياسي الذي يؤدي الى انتخاب سريع لرئيس الجمهورية. واشدد هنا بأننا منذ اللحظة الاولى دعونا الى الحوار كوسيلة وحيدة للوصول الى التوافق، كما دعونا الى الانفتاح على كل المبادرات المشكورة من اصدقاء واشقاء لبنان الهادفة الى تحقيق الحوار المنشود، وان الدور الفرنسي في هذا الاطار ينحصر في الاشراف والتنسيق، لان من سيتحاور هم اللبنانيون، ومن سيصل الى التوافق هم اللبنانيون. لكل ذلك انا ادعو الى تجاوز هذه الشكليات اذا كنا فعلا مؤمنين بضرورة الذهاب الى حوار سريع يتضمن بنداً وحيداً هو التوافق على انجاز الاستحقاق الرئاسي”.
تابع: “ثانياً، الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر امر جيد وتطور ايجابي ونحن مع الحوار بين كل الاطراف اللبنانية، والطرفان لهما الحق في التحاور فيما بينهما على كل شيء، فهما تياران سياسيان وحزبيان اساسيان في لبنان ولكل منهما كتلة نيابية وازنة في المجلس النيابي، وبالتالي فان تفاهمهما يسرّع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
لكني اقول بكل صراحة بأن اي شيء ينتج عن تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر هو غير ملزم الا لهما، وبالتالي لا قيمة قانونية لاية تفاهمات تتعلق بشكل ومسارات وسياسات الدولة اللبنانية، خصوصاً اذا كانت تخالف اتفاق الطائف والدستور اللبناني، اقول ذلك بوضوح ومحبة خصوصاً ان الطرفين تربطنا بهما علاقات جيدة”.
اضاف: “ثالثاً، بالنسبة للتقرير الذي قدمته شركة الفاريز اند مارسال، انه قد اكّد ما كنا نقوله دائماً وهذه المرة بالارقام والتواريخ حول حجم الهدر في الدولة اللبنانية وهو هدر تسأل عنه الحكومات المتعاقبة حيث تبيّن ان لبنان انفق على الكهرباء ومشاريع الطاقة والمياه والدعم وخدمة الدين ورواتب القطاع العام اكثر من 48 مليار دولار، واكثر من 76 مليار دولار جرى انفاقها على الهندسات المالية (يعني يلي ما بيعرف شو هندسات مالية، هي ببساطة اعطاء المال العام عبر سياسة تثبيت سعر صرف الدولار للمصارف واصحاب النفوذ). هذا الرقم هو كارثة بكل المقاييس، ونحن هنا وباسم الشعب اللبناني نصرّ على المساءلة والمحاسبة”.
وأعلن كرامي عن “تخصيص منح استثنائية الى الطلاب الراغبين في استكمال تحصيلهم الجامعي في جامعة المدينة”، وقال: “مبروك النجاح، ومن حق الناجحين الذين تعبوا وحصدوا ثمرة تعبهم ان نحتفل بهم، وبعد الاحتفال من حقهم ان نشاركهم في تحقيق احلامهم وطموحاتهم في انجاز دراستهم الجامعية العليا، واني بهذه المناسبة وبصفتي رئيس مجلس امناء جامعة المدينة، وايماناً مني بالتكامل بين مؤسساتنا وبين مؤسسات جمعية المشاريع، اعلن عن تخصيص منح دراسية استثنائية لكل الطلاب المتفوقين، وعن منح دراسية لكل الخريجين الراغبين باكمال علومهم الجامعية في كليات جامعة المدينة، اتمنى ان تقبلوا مني هذه الهدية المتواضعة، واعلموا اننا في جامعة المدينة وفي تيار الكرامة عموماً فرحتكم هي فرحتنا ونحن نرفع رؤوسنا بكم”.
وختم كرامي :”ابارك لكم مجدداً شاكرا لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية محبتها وحفاوتها وآملاً ان تكونوا في وقت لاحق وقريب الجيل الذي يحمي ويصون لبنان ويبني الدولة العصرية ويثبّت قيم النزاهة والاستقامة في كل ما ستقومون به في مستقبلكم المشرق. والسلام عليكم ورحمة الله”.
حضره إلى جانب كرامي ،مدير فرع الجمعية في الشمال النائب الدكتور طه ناجي ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ فايز سيف، ممثل مفتي طرابلس الشيخ محمد الإمام، النائب الدكتور عدنان طرابلسي، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، النواب السابقون: عبد الرحمن عبد الرحمن، الدكتور علي درويش، جمال اسماعيل، ممثلو النواب: اللواء أشرف ريفي، طوني فرنجية، أحمد الخير، العميد فادي الرز ممثلًا مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، المقدم طلال حمدان ممثلًا مدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، نقيبة المحامين في طرابلس ماري تيريز القوال، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور محمد صافي، نائب نقيب أطباء الأسنان في طرابلس الدكتور ميلاد ديب، رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، ورؤساء المصالح والدوائر الحكومية،وشخصيات سياسية واقتصادية وتربوية وأكاديمية جامعية واجتماعية واعلامية ورؤساء بلديات سابقون وأعضاء مجالس بلدية حاليون وسابقون وشخصيات حزبية وكشفية وتربوية ورجال أعمال ومخاتير وقوى وطنية.
ناجي
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني ألقى النائب ناجي كلمة قال فيها: “هو ذا العام يدور والموعد يعود إنه يوم تكريم العلم والمعلم والمتعلم يوم مدارس جمعية المشاريع صاحبة الإنجازات الباهرة يوم نقول فيه لأهالي طلابنا الكرام نعم لقد أحسنتم الاختيار حين توجهتم أنتم وأولادكم إلى مدارس المشاريع، ويوم نمد فيه يد الشكر والامتنان لهذا الطاقم الذهبي من المعلمين والمعلمات ذوي القدرات المشهودة. فتحية لكم أيها المعلمون في يوم نجاحكم وتحية للأهالي وللطلاب فبهذه المعادلة الذهبية “أهل وطالب ومعلم” تألقت مدارس المشاريع علمًا وتربيةً وبيئةً سليمة خالية من أمراض العصر في زمن كثرت فيه الأخطار وتنوعت عناوين الإفراط والتفريط”.
وأضاف قائلًا “هذا الاعتدال في الفكر والممارسة تميزت به جمعية المشاريع فدعم الناس مسيرتها بالكلمة الطيبة وبالثقة… فالمشاريع عنوان مشرق عند أهل السنة وفي عيون كل منصف، وأداء وطني راقٍ في المظهر والمضمون”.
وحول موضوع رئاسة الجمهورية قال النائب ناجي : “نريد رئيساً لكل لبنان بمواصفات وطنية عليا قادراً على إدارة الانتظام العام ورعاية البلاد بأسرع وقت لكننا لا نريد أي رئيس كان فنحن نريده وفق ما يناسب الوطن وليس التوطين، لترسيخ الأسس الوطنية وليس لتقطيع المراحل الانتقالية، ليجمع الصف ويؤكد الوحدة، وليس لتقسيم البلاد. ونريده ممن يعرف التاريخ ولن ينساه ويعتز بالانتماء ولا يخشاه”.
وفي ختام كلمته سلّم الدكتور ناجي درع شكر وامتنان لنائب رئيس جامعة بيروت العربية البروفسور خالد بغدادي تقديرًا لما قدّمه من عطاءات تربوية طوال فترة إدارته لفروع الجامعة في طرابلس.
وفي الختام الاحتفال ، سلّم الخريجون درع شكر وتقدير للنائب كرامي الذي سلم بدوره مع النائبين عدنان طرابلسي وطه ناجي أوسمة التقدير للطلاب المتفوقين والناجحين في مدارس المشاريع.