نقيب المعلمين: استطاع سلمان ان يبني لهذا الوطن مدماكا عروبيا متحررا من اي استزلام
رثى نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض مؤسس جريدة “السفير” الصحافي طلال سلمان، وقال في بيان: “وداعا أيها الكبير، يرحل الكبير طلال سلمان في زمن الظلمة والعتمة. في زمن الانهيار والانكسارات، كأنه استشرف لحظة السقوط فقرر أن يرحل بصمت يوم أقفل “السفير” ومضى. رجل بحجم جميع المراحل التي عصفت بلبنان، قامة عروبية من أزمنة النضال والكرامة والعنفوان، كبير من طينة الكبار، من بناة أعمدة الصحافة والثقافة والنضال، لا يمكن حصره في مجال دون آخر. دائما في الطليعة، يستلذ المنافسة الشريفة. في زمن “النهار” وليبراليتها المعهودة، استطاع طلال سلمان أن يبني لهذا الوطن مدماكا عروبيا أصيلا متحررا من الاستزلام الطائفي والحزبي والمناطقي، ومن زواريب الخضوع للطبقية اللبنانية المقيتة، والإقطاع العفن، فجمع في منبر السفير هامات كبرى حفرت في ذاكرتنا مقالات ومواقف وتحليلات لا تمحى، أرخت وبنت مجدا من أمجاد هذا الوطن”.
أضاف: “لا أنسى ولا ينسى المعلمون يوم كانت “السفير” تواكب باهتمام كبير تحركاتنا في نقابة المعلمين وهيئة التنسيق النقابية دفاعا عن لقمة العيش. كانت الصحيفة، بتوجيهات مباشرة من طلال سلمان، المنبر الذي يسهم في دفع تحركاتنا نحو المدى الشعبي الكبير. من خلاله ومن خلال “النهار” وغيرها من كبريات الصحف، وصل الصوت مدويا وحققنا ما كان صعب المنال”.
وتابع: “لا يزال في بالي وقلبي ووجداني يوم نظمت الهيئة مسيرة كبرى من بعبدا باتجاه ساحة الشهداء وبمشاركة أكثر من مئة ألف شخص، فكان عنوان “السفير” في اليوم التالي: الزمن الجميل، هيئة التنسيق النقابية تقود لبنان. وما أجمل هذا العنوان،
كان للخبر في “السفير” رونقه الشعبي الخاص ومداه الأبعد، داخليا وعربيا، وكانت الأكثر التصاقا بهمومنا المعيشية وقضايانا اليومية النضالية”.
وختم محفوض: “سنفتقده، وستفتقد الأجيال القادمة هذا الكبير، الذي كان بكل صدق “صوت الذين لا صوت لهم”، وسأفتقده شخصيا مواكبا في “السفير” لتحركات النضال ورفع الصوت، دفاعا عنا، نحن الفئات المظلومة والمهمشة في هذا الوطن. وداعا أيها الكبير”.