واشنطن ولندن تصدران عقوبات جديدة على إيران في ذكرى وفاة أميني
قالت وزارة الخزانة الأميركية يوم امس إن واشنطن فرضت حزمة جديدة من العقوبات على 29 فردا وكيانا على صلة «بالقمع العنيف» للاحتجاجات في إيران في أعقاب وفاة مهسا أميني العام الماضي أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها.
وذكرت الوزارة أن العقوبات تشمل 18 عضوا بارزا في الحرس الثوري الإيراني وقوات إنفاذ القانون بالإضافة إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية. كما تستهدف العقوبات مسؤولين متورطين في قطع خدمات الإنترنت في إيران بالإضافة إلى عدد من وسائل الإعلام.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية براين نيلسون في بيان قبل الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني التي توافق يوم السبت «ستواصل الولايات المتحدة، إلى جانب المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وحلفائنا وشركائنا الدوليين الآخرين اتخاذ إجراءات جماعية ضد أولئك الذين يمنعون الإيرانيين من ممارسة حقوقهم الإنسانية».
وأعلنت بريطانيا في بيان منفصل فرض عقوبات على كبار صناع القرار الإيرانيين الذين يطبقون قانونا يفرض ارتداء الحجاب في إيران، ومن بينهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ونائبه ورئيس بلدية طهران ومتحدث باسم الشرطة الإيرانية.
وتوفيت أميني، وهي إيرانية كردية، في 16 أيلول 2022 وعمرها 22 عاما بعد اعتقالها بتهمة مخالفة قواعد الزي الإلزامية في إيران. وأشعلت وفاتها فتيل احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا، وكانت بمثابة أبرز مظهر لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات.
وشملت قائمة العقوبات الأميركية المتحدث باسم قوات إنفاذ القانون سعيد منتظر المهدي وقادة آخرين في هذه القوات والحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية غلام علي محمدي.
وشملت قائمة العقوبات أيضا الرئيس التنفيذي لشركة دوران سوفتوير تكنولوجيز علي رضا عبدي نجاد بالإضافة إلى مؤسسات إعلامية تسيطر عليها الدولة مثل برس تي.في ووكالتي أنباء تسنيم وفارس.
وفي إيران، قال شهود وجماعات حقوقية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إن قوات الأمن الإيرانية انتشرت في مسقط رأس الشابة مهسا أميني تحسبا لحدوث اضطرابات في الذكرى الأولى لوفاتها التي تحل يوم السبت.
ودعا كثيرون، تقدمهم نساء وشبان في كثير من الأحيان، إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. وقالت جماعات لحقوق الإنسان إن أكثر من 500 شخص، من بينهم 71 قاصرا، قُتلوا كما أصيب المئات واعتقل الآلاف في الاضطرابات التي سحقتها قوات الأمن في نهاية المطاف.
وقال ناشط يميني في إيران «هناك وجود مكثف لقوات الأمن في سقز»، في إشارة إلى مسقط رأس أميني في إقليم كردستان بغرب البلاد. وأفاد ناشط آخر بأن حشدا صغيرا من المتظاهرين ردد شعارات مناهضة للحكومة قبل أن يتفرق بسرعة.
وتحدث الناشطان شريطة عدم نشر اسميهما خوفا من انتقام الحكومة في ظل حملة قمع متصاعدة على المعارضة مع اقتراب ذكرى وفاة أميني.
وتحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار قوات أمنية في عدة مدن، خاصة داخل كردستان. ولم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير.
وقالت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، في بيان إن بضع مدن كردية في غرب إيران «شهدت أجواء من الترهيب وإعلان حالة الحرب في الأيام الماضية». وأضافت أن عددا كبيرا من المواطنين احتجزوا.